د/عبدالودود مقشر
مدينة الحديدة والتي تأسست في القرن الخامس الهجري / الحادي عشر الميلادي وتنسب الى إحدى فخوذ قبيلة المعازبة وهو الحُديدَ بن يعقوب بن مارغ من معزب، وإن كان بعضهم يرى أنها تعود الى ما قبل الاسلام بناء على التأويل اللفظي وإن كان اخرين يرون انها كانت تسمى البيضاء قبل الحديدة، ما يصادفه المرء في دراسة تاريخ الحديدة انها على مر التاريخ تعرضت لكوارث ومصائب وأمراض وأوبئة طبيعية تكاد أن تكون كانت هذه المدينة في خبر كان، والأعجب والأغرب ان هذه المدينة بالذات تعرضت لكل أنواع التدمير من قبل الامبراطوريات والدول الكبرى عبر التاريخ فمعاصرتها للدولة الزيادية والنجاحية والمهدية والايوبية والرسولية – والتي بدأ التاريخ يسجل ما تعرضت له هذه المدينة – والطاهرية ثم دولة الجراكسة (المماليك) والتي قصفتها لأول مرة بالمدفعية وأحرقتها ثم العثمانيين، وتعرضت للقصف والابادة والتدمير على أيدي القوات الصليبية البرتغاليين والاسبانيين والفرنسيين والايطاليين والبريطانيين ولعل قراءة بسيطة لقصف خلال الحرب العالمية الاولى من خلال الوثائق تثبت حرق الحديدة وتدميرها بشكل شبه تام وتشرد ابنائها في مدن تهامة الداخل واستقرارهم الى الان، ما هذه المدينة …أنها اعجوبة بل هي نار برمثيوس، عشرات المدن والموانئ دمرت وانتهت فوراً إلا الحديدة، تعاد من جديد بل أقوى كانت عاصمة ولاية اليمن في عهد الدولة العثمانية من (1849 -1873م)، مدينة الصمود …مدينة الجبابرة بحق (صورة تظهر سور الحديدة وهي أول صورة في الجزيرة العربية فوتوغرافية ترجع لسنة 1856م للنحات والرحالة الشهير الفرنسي فريديريك أوغست بارتولدي صاحب تمثال الحرية بامريكا وطبع كتابه في 1991م ضمن مجموعة نادرة من الصور التقطها، ورسمة للحديدة ترجع لسنة 1789 موجودة بالارشيف البريطاني تبين مدى ثراء وتمدن الحديدة، الصورة الاخيرة لتجقيق صحفي فرنسي عن الثورة اليمنية ضد العثمانيين باليمن سنة 1891م )