اليمن الحر الاخباري/ متابعات
ما زال لقاء عبّاس-غانتس، الذي عُقِد في ساعةٍ متأخرةٍ من يوم الأحد الماضي يُلقي بظلاله على المشهد السياسيّ والأمنيّ والإعلاميّ في كيان الاحتلال، وفي هذا السياق نقل المُستشرِق الإسرائيليّ، د. تسفي بارئيل، عن مصادره الخاصّة في تل أبيب، قولها إنّ “الرزمة الفارغة” التي ألقى بها وزير الأمن الإسرائيليّ بيني غانتس لرئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس، لن تبني الثقة بين الطرفين، على حدّ تعبيرها.
وبلغة لا تخلو من السخرية، قال د. بارئيل، مُحلِّل الشؤون العربيّة والشرق الأوسط في صحيفة (هآرتس) العبريّة، قال: “غانتس ألقى عظمة لعباس، لكنه لم يوفر قاعدة للثقة بين الطرفين، الحدث الكوني الذي عرف باسم “لقاء غانتس-عباس”، وهو الأول من نوعه منذ عشر سنوات، خلف وراءه ذيلاً من الغبار؛ قرض بمبلغ نصف مليار شيكل، وتسوية وضع آلاف العائلات الفلسطينية، ومنح ألف رخصة بناء في مناطق “ج”، وإضافة تبلغ 15 ألف تصريح عمل، كل هذه الرزمة تم تغليفها، وألصقت بها بطاقة “خطوات لبناء الثقة”، واستهدفت تقوية السلطة أمام حماس”.
وتساءل المُستشرِق: “مَنْ هي العائلات السعيدة التي ستحصل على لم الشمل؟”، منوهة إلى أنّ “التجربة تدلل على أنّ العملية طويلة ومتعبة، فالمعايير غير واضحة، القرارات اعتباطية، وترتبط بمصادقة جهاز “الشاباك” بالطبع، رغم أن الكثيرين ممن طلبوا لمّ الشمل يمكثون في الضفة منذ سنوات طويلة بصفة سائح، وإسرائيل على أي حال لن تتنازل عن سيطرتها المطلقة على الديمغرافيا الفلسطينية في المناطق”.
وقال أيضًا: “إذا كان غانتس يعتقد أنّ مجرد لقائه مع عباس يدُلّ على عمق الثقة الآخذ في التشكل مع رئيس السلطة، فمن الجدير بتذكيره أنّه كان يستطيع إجراء هذا اللقاء في وقت سابق، عندما كان وزيرًا للأمن في حكومة بنيامين نتنياهو، لم يمنعه أحد من زيارة عباس بمناسبة عيد الأضحى، وعدم الاكتفاء بمكالمة هاتفية ودية”.
ورأى أنّ “العظمة التي ألقى بها غانتس لعباس لا يمكن أنْ تكون أساسًا جديدًا للثقة بين الطرفين، طالما أنّ السكان الفلسطينيين يتعرضون لزيارات ليلية من قبل الجيش الإسرائيلي، والجيش يساعد المستوطنين على إقامة بؤر استيطانية، والجيش يدعم كل إطلاق نار لقتل الفلسطينيين، إضافة لهدم البيوت بشكلٍ وحشيٍّ، وعدم تمكن الفلسطينيين من الحركة بحرية بين المحافظات في الضفة وبين الضفة وقطاع غزة”.
وشدّدّ المُستشرِق على أنّ “خطوات غانتس وبينيت تستهدف بناء الثقة مع إدارة جو بايدن، مقابل تجميد أي عملية سياسية، والموافقة بصمت من قبل الولايات المتحدة على عدم الدفع قدمًا بتطبيق حلّ الدولتين، في حين تعود تل أبيب إلى فكرة السلام الاقتصادي، وربما ستعرض نسخة باهتة من “صفقة القرن” لدونالد ترامب”.
وأكّد المُستشرِق الإسرائيليّ أنّ خطوات غانتس “لن تحول عباس إلى حاكم غزة وسيد حماس، ومَنْ يعتقد (غانتس) ذلك فهو يعاني من نقص في الفهم، والأخطر من ذلك، أنّه لم يتعلم أيّ شيء، وإذا كان يعرف أنه لا أساس لذلك، ومع ذلك يستمر في تسويق هذه الرزمة الفارغة، فهو يؤمن بأن الجمهور الإسرائيلي غبي”.
واختتم المُستشرِق تحليله بطرح تساؤلٍ: “يمكن فهم التهديد السياسي الذي يشل هذه الحكومة ويمنعها من القدرة على الانشغال بالنزاع خوفا على بقائها. ولكن لماذا الكذب؟”، على حدّ تعبيره.