اليمن الحر الأخباري

من يعيد مروجها الخضراء؟: بساتين صنعاءالقديمة الجمال المفقود

 

اليمن الحرالاخباري/تقرير/حمدي دوبلة

كانت عبر التاريخ الطويل احدى ابرز المعالم الجمالية التي ميزت مدينة صنعاء القديمة واضفت على خصوصية المدينة القاً بديعا وبريقا جذابا بمساحاتها الخضراء وعطاءاتها الوفيرة لكنها باتت مؤخرا تعاني اليباس والاهمال مايجعل من مسالة اعادة الحياة اليها امرا في غاية الاهمية ويجب اعطائها الاهمية التي تستحق من قبل اللجان والهيئات المعنية بالحفاظ على المدينة التاريخية.

انها بساتين صنعاء القديمة والتي تعرف عند السكان المحليين بـ”المقاشم” هي مزارع صغيرة تتوسط الأبنية الشاهقة العتيقة داخل أسوار المدينة التاريخية والتي تعود الى ازمنة موغلة في القدم وارتبط ظهورها بتاسيس صنعاء القديمة قبل الاف السنوات ويقدر مؤرخون اعداد هذه البساتين في التاريخ القديم بـ40بستانا وكانت بمثابة متنفسات للسكان ومزارع تمدهم بمالذ وطاب من انواع الفاكهة والخضروات لكنها انحسرت عبر مراحل زمنية طويلة المدى الى نحو 15بستانا وهي تعاني حاليا من القحط وفقدت الشئ الكثير من خضرتها وجمالياتها وظيفتها الانسانية والاقتصادية ..ويقول مختصون بان معظم هذه المقاشم تحولت حاليا للاسف الى اماكن مخصصة لرمي النفايات او اراض للمولدات الكهربائية التجارية او ميادين للعب كرة القدم وذلك بسبب اهمال وعدم كفاءة الاشخاص الذين قاموا باستئجارها من وزارة الاوقاف كون جميع هذه “المقاشم” هي اراض تابعة للاوقاف وليست ملكا خاصا لاي حد.. ويؤكد المهندس المعماري “الاسطى” احمد سعد نواس رئيس جمعية حرفيي البناء التقليدي بصنعاء القديمة بان على وزارة الاوقاف ان تسارع الى فسخ عقود الايجارات المبرمة مع هؤلاء المستاجرين المستهترين والذين استغلوا هذه المساحات لعقود طويلة وحققوا مكاسب مالية كبيرة قبل ان يتركوها لعوامل الزمن ..مشيرا الى ان هذه “المقاشم” جزء هام من مكونات وتفاصيل صنعاء القديمة ولايمكن الحديث عن حماية صنعاء التاريخية دون الاهتمام بها واعادة الروح والخضرة الى هذه المساحات التي تشكل خمس المساحة الكلية للمدينة العتيقة
ويضيف الاسطى نواس وهو من ابناء صنعاء الاصليين في حديثه لـ”الثورة” بان على وزارة الاوقاف ان تقوم بتسليم هذه البساتين الى جهات اواشخاص لديها الاستعداد والقدرة على تشغيل هذه المزارع وبث الروح فيها مجددا لتقوم بدورها الاقتصادي وتضفي على المدينة العتيقة المزيد من الجمال والبريق المعهود

وتحظى “مقاشم “صنعاء والمدينة التاريخية باسرها باهتمام كبير من قبل القيادة السياسية والمجلس السياسي الاعلى وحكومة الانقاذ وباشرت عبر الهيئة العامة للمحافظة على المدن التاريخية في تنفيذ خطوات عملية بالتعاون مع الاطراف المعنية في المجتمع المحلي من “اساطية” البناء التقليدي واصحاب المهن الحرفية من حدادين ونجارين واصحاب محاريق الياجور وغيرهم لكن كل تلك الجهود لن تحقق اهدافها المنشودة في تعزيز مساعي الحفاظ على معالم صنعاء التاريخية مالم يتم ايلاء ماتبقى من هذه البساتين المزيد من الاهتمام والرعاية بما يعيد اليها رونقها ودورها القديم
ويؤكد السكان المحليون ومختصون في حماية التراث على ضرورة اتخاذ اجراءات عملية لاعادة تأهيل المدينة بالشكل الذي يتناسب مع كونها احدى اهم واجمل مدن التراث العالمي المسجل في قائمة “اليونسكو” للتراث الانساني والمسارعة تبني برامج وخطوات عملية لاعادة تأهيل هذه المقاشم وارجاع تلك المروج الخضراء إلى سابق عهدها داخل اسوار المدينة القديمة لينتفع الناس من محاصيلها ولتضفي جمالاً على المدينة وهو الجمال المفقود الذي حاكي أسلوب حياة أهلها المميز عبر العصور.

Exit mobile version