اليمن الحر الأخباري

تحليل..نتنياهو… ومعضلة اليوم التالي!

د.حسناء نصر الحسين*
فيما ينشغل رئيس حكومة الكيان بالتفكير بمعضلة اليوم التالي للحرب وغياب استراتيجية واضحة عن مخرجات هذه الحرب وطريقة التعاطي معها إن كان على المستوى الداخلي لحكومته المتخبطة والمنقسمة او على مستوى التعاطي مع المستوطنين الذين فقدوا ابسط عوامل الثقة بحكومتهم وجيشهم وامنهم وإمكانية العودة إلى ما قبل السابع من أكتوبر .
ولعل هذا التخبط وغياب الرؤية لدى حكومة العدو الاسرائيلي سببه عنصر المباغتة للمقاومة الفلسطينية في هجوم السابع من أكتوبر الذي فاجئ العدو بشكل كبير وافقده قدرته على وضع استراتيجية للهجوم على المقاومة والشعب الفلسطيني ونتائج عملية السابع وسريتها بدأت تتضح أهميتها من خلال حالة الاحباط لدى حكومة الكيان الذي لم يعد يمتلك رؤية واضحة ومشلول الفكر فيما عدى آلة القتل الجماعي للشعب الفلسطيني الذي وضع الكيان وحكومته بين فكي كماشة على المستويين الخارجي وصورة إسرائيل النازية والداخلي الفشل الاستراتيجي الكبير .
مع استمرار الحرب وذهاب الكيان لتضييق الخناق على الشعب الفلسطيني واحتلاله لمعبر رفح لقطع خيط النجاة للنازحين الفلسطينيين لزيادة معاناتهم الإنسانية ، وتوسيع عملياته الاجرامية التي كان يطمح فيها لتحقيق ما عجز عن تحقيقه في غزة الا انه تكبد خسائر كبيرة منذ الأيام القليلة الأولى لعمليته العسكرية فيها وهذا ما جعل من إمكانية تقدمه بالشكل الذي يطمح به فالمقاومة التي تدرك جيدا كيفية اصطياد الضباع تمكنت من اصطياد قواته العسكرية بعمليات نوعية ومن المسافة صفر وهذا ما جعل المشهد الاسرائيلي اكثر تعقيدا وصعوبة .
وبالنظر إلى عمليات جبهات الإسناد للشعب الفلسطيني وكل ما تقوم به من عمليات نوعية نجد في هذه الجبهات التطور التكنولوجي الكبير وهذا جزء لا يتجزأ من معركة الحرب التكنولوجية وتطورها بما يحاكي ما يمتلكه الكيان من سلاح نوعي ومتطور وما العمليات الأخيرة للمقاومة الإسلامية اللبنانية وقدرتها على استهداف أهداف اسرائيلية في عمق ٣٥ كم داخل الأراضي المحتلة بما تمتلكه هذه العملية من خصوصية وتحدي لسلاح الجو الاسرائيلي الذي كان يتباهى بما يمتلكه من قدرات تبيح له سماء لبنان وسورية اليوم هو أعجز من أن يحمي هذه القواعد الجوية وهذه ضربة مؤلمة لسلاح الجو الاسرائيلي واستخباراته وأمنه وسردية تفوقه العسكري .
بالإضافة إلى ما قامت به المقاومة اللبنانية من استهدافها للفخر الاستخباراتي التجسسي المتمثل بالمنطاد واسقاطه وهو الذي مثل أمنية استخبارات للكيان بسبب ما يمتلكه هذا المنطاد من قدرة تجسسية فائقة وقال فيه وزير دفاع الكيان٧٦ عام من الاستقلال الأمني لتأتي عملية المقاومة بإسقاطه لتبدد الأحلام الإسرائيلية المتمثلة بالامن والاستقلال نتيجة امتلاكها لهذا السلاح.
وفي جبهة الإسناد اليمني ومن خلال مئة عملية استهداف للمصالح الحيوية الإسرائيلية وداعمتها أمريكا وبريطانية بالإضافة للمسيرات التي تصل لعمق الأراضي المحتلة وما عبر عنه قائد أنصار الله بانتقاله للمستوى الرابع والخامس من خلال توسع دائرة الاستهداف لتشمل البحر المتوسط وهو الذي وضع الاقتصاد الاسرائيلي حتى شحنات الأسلحة المتجهة للكيان تحت نيران المقاومة اليمنية وهذا ما سبب ضغطا اضافيا على الكيان .
وعن الجبهة العراقية فصواريخ المقاومة العراقية وامكانيتها في ضرب أهدافها بدقة تشكل عامل ضغط إضافي للكيان وجيشه الذي يتحدث عن الهزيمة التي يرفض الاعتراف بها نتنياهو .
من خلال هذه المعطيات وتوسع دائرة الاستهداف المقاوم من خلال استهدافه للأصول العسكرية والامنية والاقتصادية للكيان الاسرائيلي نستطيع أن نستقرأ اليوم التالي للكيان بأنه سيكون اكثر قسوة وأثره سيصيب جيش الكيان بالعمى حسب صحيفة معاريف الإسرائيلية وهذا سيكون العنوان الابرز لليوم التالي للحرب الإرهابية الهمجية للكيان فلم تعد العين الإسرائيلية قادرة على الرؤية وهي في طريقها للعمى الاستراتيجي .
وما على قادة الكيان الا أن يفعلوا قاعدة بياناتهم للبدء بعملية إحصاء الاضرار والخسائر على كافة المستويات فالخسائر فادحة وسمعته تحت الركام وما عليه الا أن ينتظر المزيد من المفاجآت في اليوم التالي .
*كاتبة سورية وباحثة في العلاقات الدولية

Exit mobile version