اليمن الحر الأخباري

شُهداء ودمار وحرائق بغارات صهيونية وحشية على جنوب وشرق لبنان

اليمن الحر الاخباري/متابعات
أعلن جيش العدو الإسرائيلي، اليوم الأحد، أن طائراته شنت هجوما على الضاحية الجنوبية في بيروت، في سابع يوم من “أعنف وأوسع” هجوم صهيوني على لبنان منذ بدء المواجهات قبل نحو عام.
وقال في بيان نشره بحسابه على منصة “إكس”: “نهاجم الآن بشكل دقيق في الضاحية الجنوبية لبيروت”
وأضاف أنه يشن “عشرات” الغارات الجديدة على أهداف تابعة لحزب الله في لبنان بعد يومين على استشهاد أمينه العام حسن نصرالله في غارة على ضاحية بيروت الجنوبية.
وأفاد بأنه استشهد نبيل قاووق المسؤول الكبير في الحزب في ضربة جوية السبت على ضاحية بيروت الجنوبية، فيما أشار إلى أنّه نفّذ “ضربة دقيقة” الأحد المنطقة ذاتها.
وأعلن الجيش الإحتلال تنفيذ ضربة الأحد على ضاحية بيروت الجنوبية، معقل حزب الله.
وقال في بيان “نفّذ الجيش الإسرائيلي ضربة دقيقة في منطقة ضاحية بيروت.
من جهتها، أفادت الوكالة الوطنية للاعلام الرسمية عن “غارة عنيفة نفذها الطيران الحربي الاسرائيلي على منطقة بين الشياح والغبيري في الضاحية الجنوبية”.
ومنذ السبت، ضرب الجيش الإسرائيلي “مئات الأهداف المدنية في لبنان”
وأكد حزب الله السبت استشهاد أمينه العام حسن نصرالله في غارة إسرائيلية عنيفة في ضاحية بيروت الجنوبية معقل الحزب.
كصاعقة، حلّ الخبر على مناصري نصرالله الذين رفض بعضهم تصديق الخبر. وفي شارع الحمرا في بيروت، سارعت نسوة الى شرفة مبنى وهن يصرخن “الله أكبر” وضربن على صدورهن، بينما كان أشخاص يحدّقون بعيون دامعة في هواتفهم من دون حركة، غير مصدقين أن النبأ الذي وصلهم حقيقي.
وقالت مهى كريت بتأثر لوكالة فرانس برس “لا أستطيع أن أصف كيف تلقينا الخبر، صرنا نصرخ جميعا”.
وأضافت “لا يوجد دولة في العالم وقفت في وجه إسرائيل، إلا السيد حسن نصر الله”، معبرة عن غضب شديد إزاء “كل الدول الأوروبية والعربية والتي تسمّي نفسها إسلامية للأسف”.
وحض الجيش اللبناني الأحد على “عدم الانجرار وراء أفعال قد تمس بالسلم الأهلي” و”الحفاظ على الوحدة” في بلد يشهد انقساما سياسيا وطائفيا.
ودعا البابا فرنسيس من بروكسل إلى وقف فوري لإطلاق النار في لبنان “المعذب”، معربا عن “ألمه” إزاء اتساع نطاق النزاع في الشرق الأوسط.
وأشار إلى أن “لبنان رسالة لكنها الآن رسالة معذبة، وهذه الحرب لها آثار مدمرة على السكان”.
– “لن يمر بدون رد” –
ويدخل استشهاد نصرالله الذي يشكل انتصارا لإسرائيل في وجه إيران وحلفائها، المنطقة في المجهول.
وأكد رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو السبت أن بلاده “صفت الحساب” باغتيال نصرالله.
وقال “لقد صفينا الحساب مع المسؤول عن مقتل عدد لا يحصى من الإسرائيليين”، معتبرا أن إسرائيل وصلت إلى “ما يبدو أنه منعطف تاريخي” في الحرب ضد “أعدائها” في “محور الشر الإيراني”.
وأفاد بيان للجيش الإسرائيلي بأن كوادر آخرين في الحزب استشهدوا إلى جانب نصرالله في العملية التي سميت “نظام جديد”، مشيرا إلى أنّ “غالبية” كبار قياديي حزب الله قتلوا في عمليات إسرائيلية في الأشهر الأخيرة.
في طهران، توعّد وزير الخارجية الإيراني عباس عراقجي بأن نائب قائد عمليات الحرس الثوري عباس نيلفوروشان إلى جانب الأمين العام لحزب الله “لن يمر بدون رد”، وفق بيان نشر على موقع الوزارة.
وأسس حزب الله الممول والمسلح من جانب إيران في العام 1982.
تولى حسن نصرالله (64 عاما) الأمانة العامة لحزب الله في 1992 بعد اغتيال إسرائيل سلفه عباس الموسوي، وطوّر الحزب بقيادته قدراته العسكرية بدعم رئيسي من طهران التي تمدّه بالمال والسلاح، كما زاد عدد أعضائه ليبلغ وفقا له نحو 100 ألف مقاتل.
ويبدو أن هاشم صفي الدين، رئيس المجلس التنفيذي للحزب، هو الخليفة المحتمل لنصرالله.
وطلبت طهران مساء السبت اجتماعا طارئا لمجلس الأمن الدولي ودعا سفير إيران في الأمم المتحدة أمير سعيد عرفاني في هذه الرسالة المجلس إلى “اتخاذ إجراءات فورية وحاسمة لوقف العدوان الإسرائيلي ومنع جر المنطقة إلى حرب شاملة”.
من جهتها، أكدت الصين الأحد أنّها “قلقة للغاية… وتتابع عن كثب” التوتر المتصاعد في الشرق الأوسط.
وحضّت “جميع الأطراف، خصوصا إسرائيل، على اتخاذ خطوات فورية لتهدئة الوضع ومنع اتساع النزاع قبل خروجه عن السيطرة”.
– “في الشارع” –
وفي المجموع استشهد 33 شخصا وأصيب 195 بجروح السبت في ضربات إسرائيلية في لبنان على ما أعلنت وزارة الصحة مساء السبت.
وأدت عمليات القصف الإسرائيلي إلى نزوح أكثر من 200 ألف شخص في لبنان، بينما فرّ أكثر من 50 ألفا إلى سوريا المجاورة، وفقا للأمم المتحدة.
غير أنّ نجيب ميقاتي رئيس حكومة تصريف الأعمال في لبنان، أكد الأحد أنّ عدد النازحين قد يكون وصل إلى “مليون شخص”، معتبرا أنّ هذه قد تكون “أكبر” عملية نزوح في البلاد.
وقالت النازحة رحاب ناصيف (56 عاما) وهي من سكان ضاحية بيروت الجنوبية لوكالة فرانس برس “لم أحمل ملابس حتى، لم أعتقد أبدا أننا سنغادر بهذه الطريقة لنجد أنفسنا فجأة في الشارع”.
على المستوى ذاته، أعلن برنامج الأغذية العالمي الأحد عملية طارئة لتامين مساعدات غذائية لمليون شخص متضرّر في لبنان.
وفي الأثناء، تواصلت الضربات الإسرائيلية على مناطق متفرّقة في لبنان، حيث أفادت الوكالة الوطنية للإعلام عن قصف فجر الأحد على منطقة بعلبك في شرق لبنان، مشيرة إلى “غارات عنيفة” استهدفت مدينة بعلبك والقرى المحيطة بها.
وقالت الوكالة إنّ القصف طال “المعامل والمستودعات والمحال التجارية والمزارع والمناطق المأهولة بالسكان”.
كذلك، طال القصف الاسرائيلي منطقة الهرمل في الشرق، حيث أصاب منزلا في إحدى القرى ما أدى إلى مقتل ستة أشخاص، وفق الوكالة.
ونعت كشافة الرسالة الإسلامية، وهي هيئة إسعاف تابعة لحركة أمل حليفة حزب الله، خمسة من مسعفيها قضوا “أثناء قيامهم بواجبهم الوطني والإنساني دفاعا عن لبنان والجنوب”.
ورغم الضربات الإسرائيلية المستمرة، تبنّى حزب الله الأحد قصف “معسكر أوفيك” في الجولان السوري المحتل “بصلية من صواريخ فادي 1”.
– “هزيمة كاملة”؟ –
وقال هيكو ويمن المتخصص في شؤون المنطقة في مجموعة الأزمات الدولية “إذا لم يرد حزب الله في هذه المرحلة بترسانته من الصواريخ الدقيقة البعيدة المدى، فسنستنتج أنّه ببساطة لا يملك القدرة”.
وأضاف “إما أن نشهد رد فعل غير مسبوق من حزب الله… أو هزيمة كاملة”.
غداة هجوم حركة حماس غير المسبوق على إسرائيل في السابع من تشرين الأول/اكتوبر الذي أدى الى اندلاع حرب مدمّرة في قطاع غزة، فتح حزب الله من لبنان ما سماه “جبهة إسناد” لغزة. ويتبادل يوميا إطلاق النار مع إسرائيل، ما أدى إلى نزوح عشرات آلاف السكان من جانبي الحدود.
وبعد عام على ذلك، شنّت إسرائيل حملة قصف واسعة النطاق ضد الحزب في لبنان، وذلك بعد قرار بتركيز عملياتها في الجبهة الشمالية “لتحقيق “العودة الآمنة لسكان الشمال إلى منازلهم.
وكان الحزب أكّد أنه لن يوقف هجماته “حتى انتهاء العدوان على غزة”.
ومنذ الاثنين، تتعرض مناطق في جنوب وشرق لبنان وصولا إلى ضاحية بيروت الجنوبية لقصف اسرائيلي كثيف أدّى إلى مقتل المئات.
ودمرت الضربات الإسرائيلية على ضاحية بيروت الجنوبية أبنية عدة بحسب مصور وكالة فرانس في المكان ودفعت الآلاف إلى مغادرة المنطقة. وجاء في حصيلة موقتة أن ستة أشخاص استشهدوا في الغارات التي استهدفت نصرالله.
وفي قطاع غزة، تواصل إسرائيل هجماتها على حركة حماس حيث استشهد ستة أشخاص على الأقل في ضربات على مدينة غزة وجباليا (شمال) والنصيرات (وسط)، وفقا للدفاع المدني في القطاع الفلسطيني المحاصر.
وبلغت حصيلة “أعنف وأوسع” هجوم على لبنان منذ بدء المواجهات مع “حزب الله” قبل نحو عام، منذ 23 سبتمبر/ أيلول الجاري وحتى السبت، 816 شهيدا بينهم أطفال ونساء، و2507 جريحا، وفق بيانات السلطات اللبنانية.

Exit mobile version