اليمن الحر الأخباري

هَزَم نتنياهو حياً وميتاً..!!

 

بقلم/ فيصل مكرم*

لم تصطَده إسرائيل في نفق أو حفرة أو مخبأ، ولم تغتَله بعملية استخباراتية مُغلفة بخساسة الخيانة، ولا بقدرات الدول العظمى الأسطورية، قتل يحيى السنوار فوق أرض غزة، قتل منتصبَ القامة مرفوع الرأس حاملًا سلاحه ومرتديًا جعبة مقاتل لا ينقصه العزم، قتل القائد جنديًا مقاومًا وهو يقاتل عدوه المُحتل في أشرف وأقدس معركة يخوضها قائد نبيل مؤمن بقضيته وبحق شعبه في الحياة والحرية وإقامة دولته فوق تراب أرضه، كان رئيس الحكومة الإسرائيلية وجنرالاته يبررون فشلهم في الوصول إلى السنوار بأنه يحتمي بأسرى السابع من أكتوبر ويتخذ منهم دروعًا بشرية، وبعد عام هاهو السنوار يسقط في ميدان القتال وجهًا لوجه مع عدوه، يقولون بأن السنوار كان شخصًا متهورًا ولا يحسب حسابًا للنتائج والعواقب فيما يتخذ من قرارات وأهمها عملية طوفان الأقصى التي بررت للاحتلال مجازره وتدميره الممنهج للبشر والحجر في قطاع غزة وكأنهم يتحدثون عن جنة عدن، وليس غزة السجن الكبير الذي يقطنه نحو مليونين ونصف المليون من الشعب الفلسطيني محاصرين ومهددين بالموت كل يوم ولا أمل يلوح بانفراج لن يأتي، سيقولون وقد قالوا: إن السنوار اتخذ طريق التشدد والمواجهة المسلحة مع عدو لايرحم ولا يحترم أي قواعد أخلاقية لحماية المدنيين ولا يكترث للقوانين الإنسانية الدولية ولا يجيد سوى القتل والتدمير، ومتى كان العدو المُحتل يحترم القوانين الإنسانية في التعامل مع الشعب الفلسطيني ومتى التزم بالمواثيق الدولية ككيان محتل لجهة حقوق الشعب الفلسطيني في الحياة الكريمة والدولة المُستقلة على تراب أرضه، وقالوا بأن السنوار كان يسعى إلى صفقة مع إسرائيل تضمن له ولأسرته مغادرة القطاع في مقابل إطلاق الرهائن الإسرائيليين، وهاهي وصيته لرفاقه التي وجدها عدوه في موقع اغتياله تؤكد شروطه بوقف الحرب وانسحاب جيش الاحتلال من القطاع وإنهاء الحصار وعودة النازحين إلى بيوتهم ومدنهم ومخيماتهم في مقابل صفقة تبادل للأسرى منصفة وترقى إلى مستوى التضحيات التي قدمها ولايزال يقدمها الشعبُ الفلسطيني منذ أكثر من عام في قطاع غزة والقدس والضفة الغربية، وهناك من يقول: إنه بمقتل السنوار لم يعد هناك عقبة تعترض الاتفاق على صفقة التبادل وإنهاء الحرب في غزة والبدء في مفاوضات حل الدولتين، فهل قال رئيس الحكومة الإسرائيلية كلمة عن إنهاء العدوان على غزة ووقف مجازر الكيان بحق سكانها، وهل ألمح رئيس الحكومة الإسرائيلية -مجرد التلميح- إلى رغبته في السلام وحق الفلسطينيين في الحياة الكريمة والدولة المشروعة، رئيس الحكومة الإسرائيلية قال: إن مقتل القائد السنوار لايعني نهاية الحرب فالحرب تعني له طقوسًا من القتل وسفك الدماء دون توقف.

لم يكن يتمنى رئيس الحكومة الإسرائيلية أن يُقتل السنوار في الميدان أو في اشتباك مع جيشه كان يتمنى أن يسقط السنوار في نفق ليحظى بامتياز ملاحقته ورسم نهاية تجعل منه منتصرًا وربما كان رئيس الحكومة الإسرائيلية يتمنى مقتل السنوار مع من تبقى من أسرى إسرائيليين بيد كتائب المقاومة لكي يقول للعالم بأن السنوار هو من قتلهم بجعلهم دروعًا بشرية يحتمي بهم ولكن ذلك لم يحدث، وبالتالي سيبقى رئيس الحكومة الإسرائيلية تحت ضغط الشارع الإسرائيلي الذي يطالبه بإعادة الأسرى عبر صفقة تبادل توقِف الحرب على غزة، ولأن إسرائيل المُتعطشة للدم وقتل الأطفال والنساء والمدنيين الفلسطينيين، لن تتوقف عن ارتكاب المجازر، فهو يعتقد بأن القضاء على المقاومة الفلسطينية سيكون في مصلحة قيام شرق أوسط جديد على قياس إسرائيل الدموية دون سلام ولا دولة للشعب الفلسطيني، وبلا وجود لحل الدولتين وإنما باختفاء اسم فلسطين من الخريطة ليكون لإسرائيل السيادة والنفوذ المطلق في المنطقة والشرق الأوسط ومن يعارض مُهدد بحرب إبادة على غرار ما أصبحت عليه غزة، خطابُ التباهي الذي ألقاه رئيس الحكومة الإسرائيلية عن مقتل السنوار بأنه انتصار تاريخي لإسرائيل إنما لتغطية حقيقة يعلمها جيدًا بأن اغتيال القائد الفلسطيني العربي يحيى السنوار (أبو إبراهيم) بهذه الفدائية الملحمية إنما يسجله التاريخ المُعاصر بأنه انتصار لإرادة قائد قدَّم حياته ودمه في سبيل نصرة قضيته وحرية شعبه وبأن قائدًا بهذه القامة لا يمكن القول بأنه سقط مهزومًا وإنما سقط منتصرًا على عدوه حيًا وميتًا، وفلسطين التي أنجبت الكوكبة تلو الأخرى من القادة والأبطال المُقاومين وآخرهم السنوار ستنجب من يخلفهم ليحملوا رسالة الحرية ويستعيدوا الحقوق رغم كل التحديات.

* آخر السطور..
من قصيدة كتبها يومًا الشاعر اليمني الراحل الدكتور عبدالعزيز المقالح:

أبطالُنا عبرُوا مأساةَ أمَّتِهم..

ونحنُ في كفنِ الألفاظِ نُحْتَضَرُ

*نقلا عن جريدة الراية
fmukaram@gmail.com

@fmukaram

Exit mobile version