اليمن الحر الاخباري/ متابعات
نجح دونالد ترامب الاربعاء في رهانه بالعودة الى البيت الابيض في فوز بدون منازع أثار مفاجأة واسعة في الولايات المتحدة ترددت أصداؤها عبر العالم.
تعد عودة الجمهوري استثنائية أيضا بشكل إضافي لأن حملته الثالثة تخللتها محاولتا اغتيال وأربع لوائح اتهام وإدانة جنائية.
كان انتصاره واضحا وسريعا، بحيث فاز الرئيس السابق بولايتي كارولاينا الشمالية وجورجيا المتأرجحتين، خلال ساعات قليلة، قبل أن تعطيه بنسلفانيا وويسكونسن الدفع النهائي.
حتى قبل إعلان فوزه رسميا، تلقى الجمهوري سيلا من التهاني من رؤساء ومسؤولين في الخارج.
لكنّ الكرملين تمايز الأربعاء بإعلانه عدم اعتزام الرئيس الروسي فلاديمير بوتين تهنئة ترامب، قائلا إنه سيحاكم الرئيس الأميركي المنتخب على “أفعاله”.
– تضميد الجراح-
وحذر رئيس الوزراء الفرنسي ميشال بارنييه الأوروبيين من “النزعة الفردية”، في مواجهة دونالد ترامب الذي يعد باعتماد سياسات حمائية.
ودعا المستشار الألماني أولاف شولتس إلى مواصلة التعاون بين البلدين لأنهما يكونان “أقوى” حين يعملان جنبا إلى جنب.
ويصبح رجل الأعمال السابق ثاني رئيس أميركي في التاريخ يفوز بولايتين غير متتاليتين، بعد غروفر كليفلاند الذي قاد البلاد بين عامي 1885 و1889، ثم بين عامي 1893 و1897.
وتفاعلت الأسواق المالية بإيجابية مع انتخاب ترامب، مع مكاسب واضحة حققها الدولار وتداولات قوية متوقعة عند افتتاح بورصة وول ستريت.
وكان دونالد ترامب غادر البيت الأبيض في حالة من الفوضى قبل أربع سنوات، من دون أن يعترف بهزيمته. وفي 6 كانون الثاني/يناير 2021، اقتحم مئات من أنصاره مبنى الكابيتول، أحد أهم رموز الديموقراطية الأميركية، في محاولة لمنع المصادقة على فوز جو بايدن.
بعد مغادرة البيت الأبيض، تمكن ترامب كما في 2016 من إقناع الأميركيين بأنه يفهم الصعوبات اليومية التي يواجهونها بشكل أفضل من أي شخص آخر، ولا سيما ان نائبة الرئيس الديموقراطية كامالا هاريس التي خاضت حملة خاطفة بعد انسحاب جو بايدن من السباق، لم تتمكن من حشد تعبئة كافية لرسالتها الوسطية الداعية إلى الوحدة، في مواجهة انتقادات منافسها اللاذعة بشأن التضخم والهجرة.
عودة ترامب الى البيت الأبيض تغرق ملايين الأميركيين المؤيدين للجمهوريين في حالة من الفرح العارم، لكنها تغرق كثيرين آخرين في الخوف بسبب خطابه الحاد بشكل متزايد لا سيما في ما يتعلق بالمهاجرين.
كيف بالتالي يمكن التوفيق بين هاتين النظرتين اللتين يفصل بينهما كل شيء؟
عند ادائه اليمين في 20 كانون الثاني/يناير، سيكون على الجمهوري أن يضمد الجراح في هذا البلد المنقسم تماما.
وفي خطاب النصر، أطلق دونالد ترامب دعوة الى “الوحدة” وحض الأميركيين على وضع “الانقسامات التي سادت في السنوات الأربع الماضية خلفنا”.
خلال حملته الانتخابية، هاجم منافسته بالشتائم، واتهم المهاجرين بـ”تسميم دماء البلاد”، وسخر من منافسيه.
– طرد، تنقيب، ضرائب-
كيف ستبدو رئاسة ترامب الثانية؟
السؤال يثير الحيرة والقلق، في الولايات المتحدة وخارجها.
واقترح الملياردير “أكبر عملية” على الإطلاق لترحيل المهاجرين، في اليوم الأول من ولايته.
بعدما انتقد بشدة المليارات التي تنفق في الحرب في أوكرانيا، وعد بحل هذا النزاع حتى قبل أداء القسم – وهو احتمال يثير قلقا لدى كييف.
وأكد قطب العقارات أيضا أنه سينهي الحرب في الشرق الأوسط، بدون أن يوضح كيفية القيام بذلك.
تعهد الجمهوري المعروف بتشككه في قضايا المناخ، وقف اتفاق باريس حول المناخ والتنقيب عن النفط “بأي ثمن”.
بشأن الاقتصاد يريد ترامب “سرقة الوظائف من الدول الأخرى” من خلال التخفيضات الضريبية والرسوم الجمركية.
لكنه يبقى غامضا حين يتعلق الأمر بالحق في الإجهاض، والذي أضعفه إلى حد كبير قضاة المحكمة العليا الذين يفاخر بتعيينهم.
لكن بشأن هذا الملف كما في ملفات أخرى، فإن أطباع هذا الرئيس السبعيني العاصف والتي لا يمكن توقعها تغذي كل التكهنات.
– إيلون ماسك وزيرا؟-
يشعر الديموقراطيون بالقلق إزاء تهديداته المتزايدة ضد “العدو الداخلي” وتعطشه للانتقام.
تحاول السفارات الأوروبية من جهتها منذ أشهر اختراق شبكة الجمهوري المبهمة جدا لتجنب التعرض للمفاجأة كما حدث في عام 2016، حين وصل فجأة الى رئاسة الولايات المتحدة وتنمر على الحلفاء.
سيمكن للرئيس الجديد الاعتماد على مجلس الشيوخ الذي استعاده الجمهوريون من أيدي الديموقراطيين. وسيكون انتصاره كاملا إذا احتفظ حزبه بمجلس النواب.
ولم ترشح تفاصيل كثيرة حول خيارات إدارة ترامب المستقبلية، مع استثناء واحد لافت هو انه أعلن أنه سيوكل مسؤولية كبرى للملياردير إيلون ماسك الذي أنفق أكثر من 110 ملايين دولار من ثروته على حملة الحزب الجمهوري.
– والآن؟-
عبر انتخاب دونالد ترامب، قرر الأميركيون وضع رجل يبلغ 78 عاما على رأس أكبر قوة في العالم وسيصبح في كانون الثاني/يناير أكبر رئيس للولايات المتحدة يؤدي اليمين الدستورية.
وسيعلم بعقوبته في 26 تشرين الثاني/نوفمبر حين يصدر الحكم بحقه في قضية دفع أموال سرا لنجمة أفلام إباحية.
وما زال من المبكر القول ما سيكون أثر انتخابه على متاعبه القانونية حيث يواجه احتمال السجن في عدة قضايا، أو كيف سيكون رد فعل خصومه السياسيين الذين يعبرون عن قلق بشأن عودته الى السلطة منذ أشهر.
خلافا لدونالد ترامب الذي قاطع حفل تنصيب جو بايدن، فقد التزم الرئيس الديموقراطي المشاركة في حفل تنصيب الجمهوري، و”الانتقال السلمي للسلطة” بحسب الناطقة باسمه.