اليمن الحر الأخباري

الداخلية وسياسة ضبط النفس!!؟

 

بقلم/ احمد الشاوش –

هل تعاني من ضيق في النفس او نزيف في المسؤولية أو انعدام في الغاز وافتقاد الحطب والحنين الى الخبز وندرة الماء وغياب الكهرباء والافتقار الى القمح والدقيق والسكر والحليب والزيوت وتلوث الخضروات وارتفاع الفواكه ، اذن عليك زوجتي العزيزة بسياسة ضبط النفس والتفاؤل والاستفادة من ذكاء وشورى الملكة بلقيس وقوة سليمان وصبر أيوب وحكمة ذو القرنين وطاعة اسماعيل وعناية يوسف ونجاة ابراهيم وتمكين موسى وايمان اهل الكهف ومصداقية محمد وتفحيط بن علي ولَوَك مبارك وجنون القذافي وسقوط مرسي ومقلب البشير ونهاية صالح وفرار هادي وتنكر علي محسن وغرور بن سلمان وشيطنة بن زايد وحماقة ترامب، لاننا في غااااابة وعالم بلاضمير ولامسؤولية ولاشعور ولا احساس ولا إنسانية ، وفي زمن نعيشه بالمقلوب وعروبة بلاقيم واسلام بلامنهج ومسلمين بلا هدف وحكام بلا رؤية وشعوب بلاوعي .

سيدتي العزيزة يقول الاباء والاجداد ان صنعاء لم تُعمر في يوم ، وان مخرب غلب الف عمار ، وان المرأة الكاملة ماتفعل في البيت العطل ، لاسيما بعد انقطاع المرتباااااااااااااات وتبرأ حكام صنعاء وعدن ومارب من مسؤولياتهم الوطنية والأخلاقية وتحول الرجال الى نساء ، والنساء الى رجال ، لذلك كم أنا وغيري من أبناء الشعب اليمني أكثر خجلاً من مؤهلاتك الدراسية المعلقة على الجدران وخبراتك المتراكمة في رعاية وتعليم الاولاد وقدراتك العجيبة في تنظيف المنزل والمحافظة على أمنه واستقرار الجيران ، وكم هو نَفسك الرائع في الطبخ واشباع البطون ، كل هذه السيرة العطرة جعلت منك الزعيم والقائد ووزير العدل والصحة والتربية والداخلية وحقوق الانسان والزراعة والشؤون الاجتماعية في ظل استهتار كل هؤلاء الدُمى بمسؤولياتهم .

اعذريني سيدتي لم أعد انا والسواد الاعظم من الشعب اليمني قادرين على تأمين الحد الأدنى من المتطلبات الضرورية للبقاء على قيد الحياة ، لان أولياء الله في صنعاء وعدن ومأرب ودول العدوان والامم المتحدة ، والبنك الدولي يتلذذون في معاناتنا ويتسابقون في تجنيد وتقاسم العسكر والموظفين والعمال والأطفال والنساء وموظفي الإغاثة في ساحات الحروب لتنفيذ أجندات الوطن منها بريء كبراءة الذئب من دم يوسف وتحويل الشعب اليمني العزيز الى شحات في وسائل الاعلام الدولية ، بينما شياطين الانس يتاجرون بالجن ويبنون الفلل الضخمة والقصور العالية والطيرمانات الجميلة والبوابات الاوتماتيكية والسيارات المدرعة والارصدة الجامدة ودكاكين الصرافة ومعارض السيارات والمطاعم الفاخرة هنا وفي تركيا والرياض وابوظبي ولبنان ومصر والأردن،بينما أولادنا يبحثون عن لقمة العيش وقيمة الأقلام والدفاتر والكتب والملابس والعلاج.

لكل هذا الفساد لم يعد السواد الأعظم من الشعب اليمني قادر على ادخال كيلو لحم او حبة دجاج أو قطعة سمك وفاكهة موز وشيء من البرتقال والتفاح أو الذهاب الى طبيب لإنقاذ حالة حرجة وشراء علاج بعد ان باع كل مايملك ، لان أولياء الله الصالحين لكل زمان ومكان وظل الله في أرضه تآمروا على البلد عن قصد وبدون قصد وتسببوا في قطع رواتب موظفي الدولة اليمنية وتجويعهم وافلاس العديد من الشركات وتسريح الكثير من العمال بينما في الصومال وليبيا وسوريا والعراق وافغانستان واسرائيل تصرف حقوق الناس رغم الحروب والخلافات ،،،.

.. ماعليش إلا تلحي والحطب والماء عليا..

ولأننا في عصر القوة والثورات والشعارات والمزايدات واليافطات والعناويين الفضفاضة والديمقراطية المقنعة والحرية الزائفة والمذاهب المقيته والنعرات المناطقية والسلالية والعنصرية والزامل والزامل المضاد و الوعود الكاذبة التي تجر ابناء الشعب اليمني الى البحر وترده عاطشاً يابساً معصوراً كالملابس مستسلماً بعد التنشيف ، تم تعطيل طاقات الموظفين والعمال والمهندسين والأطباء والمبدعين الخلاقة التي تساهم في تنمية اليمن ، لذلك سيدتي لم نعد نثق في حكامنا واحزابنا وعلمائنا ومشائخنا ومثقفينا واعلامينا وقادتنا ومنجمي السياسية لاسيما بعد ان تحول كل منهم الى ساحر ومرتزق ومنافق وتاجر حرب تحت عناوين الوطن والدين والإنسانية ، وأصبح الرجال والنساء والأطفال من الصباح الباكر يبحثون عن تعبئة دبات الماء وجمع مخلفات البلاستيك والاخشاب وبقايا الكراتين المتهالكة في الشوارع والقمائم لاشعال النار وتأمين وجبة غداء بلاشم ولاطعم ولارائحة .

زوجتي العزيزة وكل زوجة عظيمة أرجو ضبط النفس وعدم الالتفات الى بعض تصريحات المتفرطات والتأثر بالخطابات الاستهلاكية لتوكل كرمان اوجمعية المرأة وبعض الواعظات ومجلس حقوق الانسان الذي تدور حوله الكثير من حالات الاستفهام او اغراءات سيدات الاعمال والانجرار وراء شائعات التفاريط والاعراس وأماكن تجمع الوالدات ، أو الاستقواء ببعض افراد الاسرة البرجوازيين وطبقة البلوتاريا والقوى المحلية والاقليمية و الاصوات النشاز ، كما أطالب وزارة الداخلية في بيتنا الصغير وكل بيت بمحاربة الجهل والفقر والمرض وعدم الاستماع الى اساطير التاريخ العربي والاسلامي المزور.

واعلمي سيدتي العزيزة ان المتسولين والمهنجمين والمزايدين من القيادات والمشايخ ورجال الدين والمثقفين اليمنيين في شوار ع وفنادق ومقاهي الرياض والدوحة وابوظبي والقاهرة وعمان وإسطنبول وبيروت ولندن وواشنطن وطهران ، دفعوا غلطة العمر ويتمنوا اللحظة التاريخية للعودة الى البيت اليمني أحياء أواموات بعد أن فقدوا كرامتهم وتحولوا مشردين وغرباء ، بعد ان كانوا مدججين بالمناصب والسلاح والمرافقين ، وكأن لسان الحال يقول لتجار الحروب الجدد اذا حلق ابن عمك بليت ، فهل من رجل رشيد ؟.

shawish22@gmail.com

Exit mobile version