بقلم/علي الشرجي
– علاقة القط بالفأر بين المؤجر والمستأجر محلك سر.. على مرأى ومسمع كل السلطات والأنظمة التي تعاقبت على حكم اليمن دون حسم هذه العلاقة المتوترة وتُرك الحبل على الغارب ليستأسد المؤجر المرتاح على المستأجر المسكين المكافح في سبيل إيجاد لقمة عيش أطفاله.
– منذ انقطاع الراتب في أواخر 2016م تزايدت الشكاوى والمظالم وازدحمت ملفات المحاكم والنيابات بقضايا النزاعات بين المؤجرين والمستأجرين والتي دائماً ما تكون نتائجها إخراج أو طرد المستأجر بطريقة أو بأخرى وبقوة القانون الذي شعاره: (من قال حقي غلب) والذي يُسعد كثيراً ملاك البيوت وطز بك يا مستأجر!!
– لكن أن يصل الحال إلى تشكيل عصابة للاعتداء على المستأجر لمجرد أنه شخص غير مرغوب فيه بنظر المؤجر أو ابنه وليس بسبب الامتناع عن دفع الإيجار وأيا يكن السبب أو المبرر فإنها طامة كبرى بحق إنسانية الإنسان وبحق المواطنة وبحق الشرع والقانون والسلطات التنفيذية.
– وما الزميل الصحفي محمد قائد العزيزي إلا نموذج لفداحة المأساة والاضطهاد والدموية التي تعرض لها من قبل عصابة يتزعمها ابن صاحب العقار السكني (المؤجر) تعمدت الشروع بقتل مواطن وتمردت على أوامر النيابة ومركز الشرطة غير مبالية بحياته وظروف أسرته ولا بهيبة الدولة وسلطاتها!!
– زميلنا المواطن محمد قائد العزيزي ليس مستوطناً إسرائيلياً في حي الحصبة ولم يكن مغتصبا لأرض أو شقة المؤجر ولم يكن مهرباً للمخدرات والممنوعات أو قاطع طريق أو منتهك عرض حتى يستحق القتل أو محاولة القتل، وأن يتم سفك دمه وإرعاب أطفاله.
– إن مرور هذه القضية الجنائية مرور الكرام يفتح الباب واسعاً لمزيد من اعتداءات المؤجرين على المستأجرين، وهذا لا يخدم النسيج الاجتماعي والصورة الإيجابية للصمود الوطني في مواجهة العدوان السعودي الإماراتي الأمريكي على وطننا وشعبنا الحبيب.
– رغم ثقتي بجهود السلطات الأمنية والقضائية في متابعة قضية الزميل العزيزي وغيرها من القضايا المماثلة غير أن بطء القبض على الجناة وتقديمهم للعدالة يعطي الفرصة للحاقدين على النظام بإثارة البلبلة ويزيد ظلم الظالمين وجبروت المتجبرين على الناس المستضعفين.
– هنا أطالب مجلس النواب وحكومة الإنقاذ الوطني بسرعة حسم الجدل في علاقة المؤجرين بالمستأجرين وإعطاء هامش من الإنسانية خاصة في مثل هذه الظروف الاستثنائية بسبب العدوان والحصار وانقطاع الرواتب.
– تكالبت على الموظف الغلبان هموم الحياة بين مطرقة انقطاع الراتب جراء الحرب والعدوان وسندان المؤجرين الذين يضطهدون الموظفين المستأجرين بلا هوادة، بلا رحمة، بلا ضمير إنساني، بلا وازع من دين أو رادع من قانون.
– ولبعض المؤجرين أقول: (متى استعبدتم الناس وقد ولدتهم أمهاتهم أحراراً).
– فليس هناك قانون أرضي أو سماوي يجيز للمؤجر الاعتداء على المستأجر بالضرب المبرح والشروع بالقتل من قبل فرد أو من قبل عصابة مهما كانت الأسباب والمبررات.
– كلنا مواطنون متساوون بالحقوق والواجبات في ظل دولة إسلامية رشيدة.
– ولا بد أن يعي الجميع بأن صنعاء برعاية المسيرة القرآنية لا يُظلم فيها أحد، وحالة الالتباس أو ضعف الشعور بالمسؤولية عند البعض لن تدوم.
– وبحق دماء الشهداء الأخيار في جبهات الشرف والصمود أوقفوا نزيف دماء المواطنين ضحايا الخارجين عن القانون في صنعاء أو في غيرها من المحافظات.
– والحق أقول: إن الجريمة موجودة في كل زمان ومكان ولا بد أن تظل أجهزة الشرطة معها في سباق.