عبدالله الأحمدي
ما يحدث في عدن ولحج من اعتداء وقتل ونهب وتحطيم للممتلكات، وتهجم على منازل وبيوت أبناء المحافظات الشمالية وسرقة لمتلكاتهم والسطو على منازلهم وتهجيرهم قسرا ليس جديدا ولا ابن اليوم، بل مخطط له من قبل الخارج والداخل.
قوى التخلف والإرهاب والانفصال تعمل على مشاريع التفتيت والتفكيك الأجنبية منذ عشية الوحدة. في ذلك الأوان بدأنا نسمع لفظة ( دحباشي ) من قبل جماعات منفلتة تنسب كل ما هو متخلف وفوضوي وهمجي لمواطني المحافظات الشمالية، بل وتستهجن الوحدة معهم.
هذه النغمة ارتفع منسوبها بعد العدوان على الجنوب والانقلاب على الوحدة بما سمي بحرب 94.. عصابة 7/7 المنقلبة على المشروع الوحدوي عمقت نغمة الانفصال نفسيا واجتماعيا بممارساتها القذرة في السرق والنهب والإقصاء وتدمير الوعي والثقافة الوحدوية، وغرس ورعاية ثقافة التخلف والهمجية والفيد والإرهاب، وعملت على إعادة القوى الرجعية وإحياء المشاريع المتخلفة لما قبل ثورة اكتوبر.
منذ 2011 م والفوضى تتسيّد الجنوب وقوى التخلف والإرهاب تعمل على نشر الفوضى والإرهاب والقتل والاستيلاء على ممتلكات الغير والبسط على الأراضي والمنازل ليس فقط لأبناء الشمال، بل ولرموز ثورة اكتوبر والنضال الوطني.
قُلْ هو الانتقام من الثورة والوحدة تحت يافطة القضية الجنوبية وما يدعونه لاستعادة الدولة، ووصل الأمر إلى إنكار يمنية الجنوب والعودة إلى ما قبل الاستقلال وتجاوز كل تضحيات ونضالات الشعب اليمني.
ما يجري اليوم هو حلقة من المشروع التفكيكي الذي تديره أمريكا وتنفذه الأدوات الرخيصة في الداخل بمساعدة وإشراف قوى الاحتلال السعو/ إماراتي.
مشروع التفكيك الأمريكي الاستعماري يقوم باستخدام ثلاث أوراق:
* تشجيع الاثنيات، أو الأقليات القومية كما هو حادث في العراق وسوريا، وكما حدث في جنوب السودان.
في العراق وسوريا وجدوا في الاكراد ضالتهم في تمزيق النسيج المجتمعي وتشطير الجغرافيا، وإقامة كانتونات مدعومة من الغرب والكيان الصهيوني.
* وهناك الورقة الطائفية وهذه ورقة رابحة اشتغل عليها الأمريكي والصهيوني والغربي عموما ودعمتها الرجعية النفطية، أو ما يسمى دول البترو/ دولار. وقد تم توظيفها في كثير من المشاريع الاستعمارية منذ أن عرفت الأمة وجه المستعمر.
الطائفية اشتغلت عليها الأدوات الإقليمية والمحلية ووجدت لها أرضية خصبة في كثير من أقطار الوطن العربي والعالم الإسلامي.
* ثم تأتي ثالثا الورقة المناطقية والجهوية وهي ما تعمل عليها الأدوات اليوم في جنوب البلاد بعد أن فشلت الورقة الطائفية في تمزيق وحدة الشعب اليمني.
عصابة 7/7 دمرت كل القيم في الجنوب، فلا تعليم ولا تنمية ، وعززت ثقافة النهب والفيد والسطو والقوة الغاشمة، ولم تبق على جميل، بل أنتجت كل قبيح في الجنوب. وطوال أكثر من 26 عاما أنتجت جيلا مشوه الأخلاق والقيم والوعي والثقافة والسلوك منسلخ عن التاريخ والوطنية. وما يجري اليوم هو احد مخرجات شغل هذه العصابة.
ما يجري في الجنوب من أعمال منافية لكل قيم اليمنيين يثبت عدم وجود ما تسمى بالشرعية على الأرض، بل يثبت أن جماعة الفنادق هم جزء من هذه العصابات التي تعبث بحياة الناس وأمنهم وممتلكاتهم.
الذين تعرضوا لكل هذا التعسف لا علاقة لهم بالصراع بين المليشيات التي صنعها العدوان والاحتلال، بل هم أناس يقدمون خدمات لا يستغنى عنها، لكن المخرج يريد أن يخلق عداوات وصراعات بين مكونات الوطن الواحدة. يريد الناس في احتراب دائم كل يتصدى للآخر والمخرج يتفرج، وفي الأخير يهبط بقواته كمحقق للأمن والأمان والاستقرار.
الإمارات والسعودية كأدوات تقوم قواتهما بتبادل الأدوار في المنطقة لتحقيق مآرب المستعمر الغربي الذي يرغب بالعودة إلى المنطقة لخنق العالم الناهض. كالصين والهند وغيرها من القوى الجديدة في العالم، ويأتي غزو اليمن واحتلال جزره وموانيه وسواحله ضمن هذه الاستراتيجية.