اليمن الحر الأخباري

المستهلك وسلاح المقاطعة !!

 

 

بقلم/ احمد الشاوش

في ظل غياب الوعي وثقافة المستهلك وجشع التجار وفوضى السوق وتدفق السلع وانعدام الضمير وفشل الرقابة ، يصبح المستهلك اليمني محل ابتزاز واحتكار وخداع التجار وضحية للأسعار الجنونية والسلع المسرطنة والمنتجات المضروبة والصلاحيات المنتهية والصناعات الغير مطابقة للمواصفات العالمية ، رُغم فقاعات جمعية حماية المستهلك وبالونات المواصفات والمقاييس ومؤتمرات واعلانات وزارة الصناعة والتجارة التي لم تستطع ضبط تسعيرة علبة زبادي وحبة بيض أوحجم روتي يعاني من الهزال ما بالك بالكثير من المنتجات الأخرى.

ورغم الكم الهائل من الغش والتدليس والاحتكار والسلع الصهيونية المصنعة تحت أسامي وشركات معروفة ووهمية ، وانقطاع رواتب موظفي الدولة وامتصاص دماء وأموال الشعب اليمني ، إلا ان المستهلك اليمني لم يتعلم بعد من سلاح وثقافة المقاطعة لترويض تجار الحروب وحماية ماله وصحته ومجتمعه ووطنه.

ومازال المواطن اليمني يبحث عن الشخصيات الوطنية الصادقة والنزيهة التي تنور المستهلك وتعزز ثقافته وثقته وعلاقاته واستجابته مع الاخرين بالدور الكبير والهدف السامي الذي يحمي جميع المستهلكين ويزيد من تماسك وتلاحم وامن وسكينة المجتمع عبر مقاطعة أي سلعة أرتفع ثمنها ، سواء كانت أساسية تتمثل في الدقيق والقمح والحليب والأرز والسكر والزيوت أو لحوم الابقار والاغنام والدواجن الأسماك والخضروات ، أو الارتفاع الجنوني للأدوية والعلاجات التي تحول بعض وكلائها وسماسرتها ومهربيها الى مليونيرات في لمح البصر.

وفي ظل غياب ثقافة المقاطعة والنفس الامارة بالسوء صار المستهلك اليمني أكبر ضحية وأكثر جشعاً تجاه أبسط شائعة أو أزمة في اختفاء سلعة ما ، وما طوابير البترول في المحطات والسوق السوداء والاسعار المبلغ فيها إلا انعكاساً لتلك السلبية والغباء والجشع ، بينما لو ان كل شخص وضع سيارته في البيت لانفرجت الازمة وانتهت السوق السوداء وفشل رهان مصاصي الجيوب، وكذلك لو فَعل الناس مقاطعة أصحاب اللحوم والاسماك والدواجن لمدة أسبوع أوشهر لمنيو بالخسائر الفادحة وتعلموا درساً لم يكرروه أبداً.

علينا ان نتعلم من تجارب الاخرين ، ففي النرويج قامت أحدى الشركات المشهورة بصناعة المكرونة بزيادة سنت في أحد منتجاتها ، وأصدرت حماية المستهلك بيان مقاطعة المنتج وشراء منتج شركة أخرى ذات جودة وأرخص فتفاعل المستهلكين مع البيان وقاطعوا منتج الشركة وحاولت الشركة ان تخفض الزيادة دون جدوى ما أدى الى خسائر فادحة للشركة وبداية الشركة من الصفر بإنتاج خط مكرونة تحت أسم آخر ، وفي مصر والأردن وغيرها من الدول قامت حماية المستهلك على مستوى الاحياء والمناطق بمقاطعة أصحاب اللحوم والسلع المرتفعة ما أجبر التجار على وقف الجشع ، والموازنة بين مصلحة التاجر والمستهلك ، بينما نحن في اليمن مازلنا خارج اطار التغطية.

فهل آن الأوان لتأسيس الجمعيات والمؤسسات الشعبية على مستوى الاحياء والحارات والمدن والقرى لنشر الوعي وتفعيل سلاح المقاطعة ووقف تسلط تجار الازمات في الداخل وتجار الحروب في الخارج بعيداً عن زنانير السياسة ودهاليز الأحزاب ومؤامرات تزاوج السلطة والمال أو على الأقل تكون لنا إرادة لوقف ذلك الفساد.. أملنا كبير.

Shawish22@gmail.com

Exit mobile version