اليمن الحر الأخباري

حلف ناتو التطبيع

سمير البرغوثي
عرض رئيس وزراء اسرائيل ما يعتبره استراتيجية اسرائيل الجديدة في مواجهة الخطر الايراني تستبعد مواجهة شاملة مع ايران وحلفائها وتركز على عمليات دقيقة وصغيرة متتابعة عسكرية واستخبارية وتخريبية, وتتطلب هذه الاستراتيجية عملا استخباريا هائلا وكبيرا وفي صلب هذه الاستراتيجية طلب بينت موافقة الادارة الامريكية على انشاء حلف مع دول التطبيع العربي على غرار حلف الناتو لمواجهة ايران ليضمن هذا الحلف كما يراه بينت انشاء قواعد متحركة واماكن دعم لوجستي ومراكز انذار مبكر وربما مطارات حربية محيطة في ايران ومراكز للاجهزة الاستخبارية الاسرائيلية.
المهين في الموضوع ان بينت يعتبر بان هذا الحلف الذي سيضم العديد من البلدان العربية كما يقترح شأن امريكي-اسرائيلي داخلي المهم موافقة واشنطن والباقي تحصيل حاصل وعلى ما يبدو انه يشعر “بملء اليدين” من حلفاءه العرب.
اسوقفني مؤخرا مشاهدة فيلم وثائقي بثته احد القنوات الاسرائيلية بمناسبة عام على توقيع اتفاقات التطبيع (ابراهام) ورد فيه وعلى لسان صانعي هذه الاتفاقات من الجانب الاسرائيلي ان التحضير لها قد بدأ منذ عقدين والاكثر اثارة في الفيلم ما جاء على لسان رئيس الشاباك (جهاز الامن العام الاسرائيلي الاكثر نفوذا) والذي لم يكشف عن اسمه حيث قال انه كان على صلة مع قادة من بلدان التطبيع منذ فترة طويلة وكانوا يتجولون في شوارع لندن وباريس ويرتادون المطاعم معا واضاف انه استضافهم في اسرائيل ورتب لقاء مع احد الشخصيات الفلسطينية النافذة في القدس الشرقية وتناولوا مناقيش الزعتر(وجبة فطور شعبية فلسطينية) . في الواقع لم يأتي رئيس الشاباك بجديد فقد سبقته وزيرة خارجية اسرائيل السابقة تسيفي لفني في مقابلتها الشهيرة مع جريدة التايمز اللندنية عندما اشارت الى ان احد مهامها اثناء عملها في محطة الموساد في اوروبا في ثمانينات القرن الماضي هو اختراق شخصيات وقيادات عربية تزور اوروبا وتباهت ان التاريخ سيكشف حجم انجازاتها
لا احد في موقع يؤهله الحكم على صحة او عدم صحة الادعاءات الاسرائيلية فعالم الاستخبارات معقد ومتشابك ولكن من الواضح ان اتفاقات التطبيع بادر لها جهاز الشاباك سرا منذ عقود واطلقها للعلن العام الماضي جهاز الموساد حيث كان الرئيس السابق يوسي كوهين “مكوك” الاتصالات. التطبيع كما يراه قادة اسرائيل ليس اتفاقات سلام او سكينه لشعوب المنطقة أوازدهار اقتصادي بل هو ملف أمني استخباري لخدمة الاسترايجية الامنية الاسرائلية العليا وللتاريخ كلمته.

Exit mobile version