بسام أبو شريف*
لا شك ان نجاح الأبطال الستة بتحرير أنفسهم من زنازين الاحتلال له دلالات كبيرة جداً وأكبر بكثير مما يفكر به المطبخ الاسرائيلي.
ان اهم ما جاء في عملية تحرير الذات هو ان العقل الفلسطيني مهما كانت الظروف التي يٌخضع لها ، تعذيب ، قسوة، ، تجويع، المرض، هذا العقل يستطيع العمل ويستطيع ان يتفوق ، فالتفوق على العدو هو في بداية الأمر تفوق في العقل والتفكير والتخطيط ، كلها مغلفة بإرادة وطنية سليمة وحاسمة لا تساوم ولا تخضع لإملاءات ولا تركن للفاسدين والمفسدين في مجتمعنا الفلسطيني ، لقد تمكن الابطال من اختراق كل الاجهزة الاسرائيلية وتمكنوا من تحرير أنفسهم بحسابات دقيقة.
استخدمت سياسات بين خطوة حارس وخطوة حارس آخر ، والتوقيت ، اضافة لما هو أعقد من ذلك وهو طريق السلامة والأمن والنفاد من ملاحقة الاسرائيليين ، الذين جندوا حتى الان قوى الجيش والأمن والشرطة والمخابرات ومخابرات السلطة الفلسطينية ، من أجل اللقاء القبض على هؤلاء الأبطال، وفشلوا في ذلك.
اننا نريد هنا ان نسجل بوضوح ان الحدث الذي حققه هؤلاء قد تم ، وبغض النظر عما سيجري في المستقبل، ونحن نضرع لله تعالى ان يكونوا ويبقوا سالمين ويشاركوا في النضال مع اخوتهم ضد الاحتلال لتحرير ارضنا الفلسطينية ، كل فلسطين وحماية الأقصى ، اولى القبلتين وثالث الحرمين الشريفين .
اننا نقول، حتى لو لا سمح الله ، تمكنت اسرائيل من القبض عليهم ، او اغتالتهم او جرحتهم ، فان الهدف قد تحقق، وان الامل منتشر في كل مكان ولقد ساهم هؤلاء الأبطال الستة بنجاحهم في تحرير انفسهم ، في تمتين وحدة الشعب الفلسطيني الذي يحاول حمايتهم من أصغر طفل الى أكبر شيخ .
الشعب كله هو حماية لهؤلاء الأبطال ، ولن تجد فلسطينياً واحداً شريفاً مخلصاً وطنياً الا درعاً لهؤلاء الأبطال وحماية لهم وحفاظاً على أمنهم وحياتهم.
اننا اذ نحييهم حيث ما كانوا ، نقول كلنا معكم ، ونقول لبقية الاسرى ما هو آت آت، وسينعم بالحرية شاءت إسرائيل ام أبت ، ان المقاومة هي الطريق الوحيد لمواجهة المخططات والمؤامرات لتهجير شعبنا ، وبناء المستوطنات على أرضنا وضم الضفة الغربية وتحويلها الى يهودا والسامرة .
ان يافا تنادينا ، وحيفا واللد وطبريا وكل بلدة عربية ، اننا على العهد باقون ، ولفلسطين عائدون وسنحرر فلسطين تماماً كما وعٌدنا وحسمنا وقررنا.
*كاتب وسياسي فلسطيني