اليمن الحر الأخباري

يافرحان.. أي سلام ساهمت فيه إسرائيل في المنطقة؟

محمد مصطفى العمراني*
قال وزير الخارجية السعودي الأمير فيصل بن فرحان يوم الجمعة الماضية 15 أكتوبر تشرين الأول (بأن “إسرائيل” ساعدت على الاستقرار الإقليمي والطريق نحو السلام في المنطقة ).
وقد جاءت تلك التصريحات بعد يوم واحد من اجتماعه بوزير الخارجية الأمريكي أنطونيو بلينكن الخميس الماضي في واشنطن .
وقد احتفت الصحافة الإسرائيلية بهذا التصريح واعتبرته اختراقا جديدا في مسيرة التطبيع في العالم العربي حيث قالت صحيفة “إسرائيل اليوم” العبرية “إننا لا نرى في كل يوم تصريحات كهذه مؤيدة لإسرائيل من مسؤول سعودي كما حدث اليوم في واشنطن”.
الجميع يعلم مدى التخبط والارتباك والفشل وغياب الرؤية الصحيحة التي تمر بها السياسية السعودية في الداخل وفي المنطقة والعالم ولكننا لم نكن نتصور أن يأتي يوم يكيل وزير خارجية السعودية المدائح لإسرائيل ويصفها بأنها ” تساعد على إرساء السلام والاستقرار في المنطقة ” .!!
فالقول بأن إسرائيل تساعد في إرساء السلام والاستقرار في المنطقة مغالطة مضحكة فإسرائيل باعتراف العالم أجمع بما فيهم الدول والجهات والشخصيات التي تدعمها دولة تثير المشاكل وترتكب الانتهاكات البشعة بحقوق الفلسطينيين وهي تقنع الأزمات والتوترات في الشرق الأوسط ولكن الداعمون لها في واشنطن رغم اعترافهم بما ترتكبه من جرائم وكوارث إلا أنهم يقفون معها لأسباب كثيرة منها : ضغوطات اللوبي الصهيوني والالتزام الأمريكي بدعم وحماية اسرائيل ولكنهم يعترفون في الوقت نفسه بأنها دولة ساهمت في زيادة التوتر والأزمات في الشرق الأوسط ولم يصرح أحدهم يوما ويزعم أن ” اسرائيل تساعد على إرساء السلام والاستقرار في المنطقة ” كما فعل وزير خارجية السعودية .!!
كما لم يجرؤ أحدا من الداعمين لإسرائيل على إطلاق هذه الأكذوبة لأن الواقع والأحداث والأخبار القادمة من الأراضي المحتلة تؤكد سلوك اسرائيل الهمجي والإجرامي بحق الفلسطينيين والصور والفيديوهات الحية والبث المباشر لا يكذب وقد رأى العالم أجمع خلال أحداث معركة انتفاضة الأقصى وحي الشيخ جراح ومعركة سيف القدس والعدوان الصهيوني على غزة والتي استمرت من 6 مايو أيار إلى 21 مايو أيار الماضي كيف كانت اسرائيل تهدم الأبراج السكنية التي تتواجد فيها وسائل الإعلام الغربية والعربية وكيف تهدم المنازل فوق رؤوس ساكنيها وهي بشاعة منقطعة النظير وقد أحدثت تحولا في الرأي العام الغربي تجاه اسرائيل وأقر العالم أجمع بوحشيتها وهمجيتها وإجرامها ثم يأتي وزير خارجية السعودية ليقول أنها تساعد في السلام والاستقرار في المنطقة ؟!!
ولست أدري كيف ساعدت إسرائيل في إرساء السلام والاستقرار الإقليمي في المنطقة ؟!
هل للوزير السعودي أن يطلعنا على كم المصالحات والنزاعات في المنطقة والتي قامت اسرائيل بحلها ؟!
وهل يتكرم ويخبرنا بالمشاكل والتوترات التي عملت إسرائيل على معالجتها ؟!
إسرائيل دولة احتلال وجدت بالدم والعنف واغتصاب أراضي الآخرين وارتكبت المجازر البشرية والابادة الجماعية مرارا وتكرارا ودنست المقدسات وانتهكت الأعراض فعن اي دولة يتحدث وزير خارجية السعودية ؟!
هل يجهل وزير الخارجية السعودي أن اسرائيل تعمل بشكل منهجي واستراتيجي على تغذية الصراعات والأزمات في المنطقة واختلاقها ، وتغذية النزاعات وزيادة عوامل الفرقة والصراعات في المنطقة وفق القاعدة البريطانية الشهيرة ” فرق تسد ” كما تعمل على زيادة عوامل التوتر والتفرقة والخلافات بين دول وشعوب المنطقة ؟!
بل ان اسرائيل ترصد ميزانية مالية كبيرة وتجند الالاف من الجواسيس ومن العاملين في مجال الإعلام والسوشيال ميديا لترويج الشائعات والاكاذيب ولبث الخلافات وتغذية الصراعات والتوترات في المنطقة العربية وهي حقائق تعترف بها إسرائيل ولا تنكرها .
كما تعمل إسرائيل منذ قيامها على عرقلة أي مساعي نحو التكامل والوحدة العربية وقد قامت باغتيال ومحاربة الكثير من الوطنيين والأحرار والشخصيات التي كانت تدعو للوحدة والتكامل العربي وترفض التطبيع مع اسرائيل أو الشخصيات العلمية في المجالات المتطورة مثل السلاح النووي وغيرها خشية أن تمتلك الشعوب العربية سلاح نووي فاعل.
ولو بحثنا في كل أزمات وحروب ونزاعات المنطقة سنجد لإسرائيل دورا كبيرا وفاعلا فيها وبطرق وأساليب شتى وهذه حقيقة لا تخفى على القارئ العادي ناهيك عن الباحث الحصيف .!
يا وزير خارجية السعودية على من تضحكون؟!
حتى الأطفال يعرفون حقيقة إسرائيل وجرائمها فلا يكاد يمر يوم دون أن ترتكب جريمة جديد بحق الفلسطينيين وأرضهم ومقدساتهم فعن اي سلام واستقرار تتحدث عنه ؟!
اسرائيل لم تبرم اتفاقيات التطبيع مع بعض الدول العربية الخليجية وغيرها إلا لأجل مصالحها ولتحقيق أهدافها ولاختراق هذه الدول والمجتمعات وتحويلها إلى كيانات تابعة لها وإلى أسواق لمنتجاتها وصناعاتها بما يؤدي إلى تقوية اقتصادها ودعم مكانتها، أما السلام والاستقرار في المنطقة فإسرائيل هي العدو الأول له وإن كانت ترفع دوما راية السلام والتسامح والتعايش لتحقيق أهدافها ولتضحك على المغفلين كي ينساقوا وراءها ويدخلون زربيتها ويلتحقون بقطار خدمتها ليس إلا.
قليلا من الخجل يا هؤلاء فالناس يدركون الحقيقة والتاريخ لا يرحم
*عن راي اليوم

Exit mobile version