بقلم/احمد الشاوش
مشهد روحاني مهيب ومناسبة دينية عظيمة وسيرة تاريخية عطرة نحتفل بها اليوم في اليمن والعالم العربي والاسلامي ، من خلال احياء ذكرى المولد النبوي الشريف على صاحبه أفضل الصلاة والتسليم ، الذي بميلاده بزغ فجر الحرية والعدالة والمساواة وارساء قيم التسامح والتعايش والتكافل والمحبة والسلام.
تسير بنا الذاكرة الى بعض درر وروائع الشعر العربي التي كُتبت بماء الذهب في مديح سيد الانام ، لامير الشعراء احمد شوقي ، وصوت كوكب الشرق الذي صدح في الآفاق مردداً :
وُلِـدَ الـهُـدى فَـالكائِناتُ ضِياءُ وَفَـمُ الـزَمـانِ تَـبَـسُّـمٌ وَثَناءُ
الـروحُ وَالـمَـلَأُ الـمَلائِكُ حَولَهُ لِـلـديـنِ وَالـدُنـيـا بِهِ بُشَراءُ
وَالـعَـرشُ يَزهو وَالحَظيرَةُ تَزدَهي وَالـمُـنـتَـهى وَالسِدرَةُ العَصماءُ
الـوَحيُ يَقطُرُ سَلسَلاً مِن سَلسَلٍ وَالـلَـوحُ وَالـقَـلَـمُ البَديعُ رُواءُ
نحتفل في 12 ربيع الاول 1443ه بعيد ميلاد اعظم وأجمل وأطهر واصدق قائد عربي على وجه الارض أختاره الله عز وجل ليكون رحمة للبشرية وانقاذها وانتشالها من بحور الظلمات الى نور الهدى.
وتتواصل افراحنا بالمولد النبوي الشريف لنتنفس عبق وشذى وعنفوان وقدسية الذكرى الجميلة والسيره العطرة بأجمل لحظات السعادة والوفاء،لنقف امام هذه المناسبة العزيزة والغالية على قلوبنا وقد تذكرنا شريط الذكريات واستلهمان الكثير من الدروس والعبر والعظات للسير على خطئ الهدي النبوي وتحديد معالم الطريق.
نحتفل اليوم في اليمن على مستوى الفرد والاسرة والمجتمع والدولة في المحافظات والمدن والقرى والعزل والمؤسسات والمنازل والاحياء إيماناً بعظمة رسول الانسانية بسعادة لاتوصف مجسدين أروع امثلة الوفاء في حُب رسول الله
والشيء الجميل والملفت للنظر ان الاحتفال هو مناسبة جليلة تتوشح فيها المساجد والمدارس والجامعات والاحياء والشوارع وميادين الاحتفالات ألوان زاهية واعلام شامخة تتناغم مع الالعاب النارية الممزوجة بالالوان ، بعد ان أكتست درة المدائن ” صنعاء” ثوبها الجديد وتوشحت المدن اليمنية الاخرى بجماليات اللون الاخضر والاضواء الجذابة التي حولت المدن اليمنية بمختلف مشاربها الثقافية والسياسية والاجتماعية الى ” فُسيفساء” رائعة تعكس روحانية وحب وعظمة المناسبة المحمدية و جمال ورونق وفرحة اليمانيين رغم المآسي والاحزان والمعاناة والفقر والجوع والصراعات الدموية.
يشهد لنا التاريخ ان اجدادنا اول من آمن برسالة وأول من نصر النبي محمد صلى الله عليه وآله وسلم بعد ان خذله بعض سادة قريش ، وأول مجاهدين وسيوف وقوافل انتشرت ونشرت الاسلام في ارجاء المعمورة ، لذلك لاغرابة ان يسير اليمنيون على نهج خاتم الانبياء والمرسلين والتمسك بتعاليمه وسيرته وقيمه ونُبله واخلاقه وتواضعه وبساطته ورحمته وصدقه ووفاءه ومرؤته وشجاعته ومواقفه.
وبهذه المناسبة الفريدة و السامية تتجه انظار العالم بعين الاعجاب والاستغراب الى التفاعل الكبير والمشاركة الاكبر والزخم الرسمي والشعبي في الاحتفاء بالمولد النبوي الشريف لاول مرة على غير العادة بعد ان كان البعض يصف المناسبة بالبدعة والآخر يحتفل بها في بعض المساجد والقنوات الرسمية والمركز الثقافي ، بينمااحتفال اليوم جاء بما يليق بعظمة خاتم الانبياء والمرسلين.
والذي نأمله من الجهات المختصة وأولي الامر هو ان يتحول الاحتفال بالمولد النبوي الشريف الى ثقافة دينية واجتماعية وانسانية وسلوك ايجابي لدى كل يمني بعيداً عن المزايدة والمتاجرة والاستغلال والابتزاز والبذخ واهدار الاموال لاسيما وان هناك الكثير من الاسر تبحث عن لقمة العيش للبقاء على قيد الحياة، كون النبي جاء رحمة للعالمين .
واجزم ان حُب وتقديس خاتم الانبياء والمرسلين محمد عليه السلام محفور في قلب ووجدان واعماق كل مواطن يمني وعربي ومسلم وغير مسلم ، وان مواقفه الخالدة وسيرته العطرة وصدقه وتواضعه وعدالته جعلته الرجل الاول وفي مقدمة عظماء التاريخ الانساني
أخيراً .. نختزل بعض أقوال عظماء الغرب والشرق في نبينا محمد عليه السلام :
الاديب البريطاني جورج وبيز :
محمد أقوى من أقام دولة للعدل والتسامح
الروائي الروسي ليو تولستوي :
يكفي محمداً فخراً أنه أبعد أمة ذليلة دموية من مخالب شياطين العادات الذميمةونقلها الى طريق الرُقي والتقدم وان شريعة محمد ستسود العالم لانسجامها مع العقل والحكمة
غاندي :
يملك محمد رسول الله بلا منازع قلوب ملايين البشر
جان جاك روسو :
لم ير العالم حتى اليوم رجلا استطاع أن يحول العقول والقلوب من عبادة الأصنام إلى عبادة الإله الواحد إلا محمداً
مايكل هارد مؤلف كتاب الخالدون المئة:
قال بعد أن وضع اسم النبي محمد على رأس العظماء : الرجل الوحيد في التاريخ كله الذي نجح أعلى نجاح على المستويين الديني والدينيوي
الاديب الانجليزي برنارد شو:
العالم أحوج مايكون الى رجل في تفكير محمد حيث لوتولى محمد امر العالم اليوم لوفق في حل مشكلاتنا بمايؤمن السلام والسعادة
الكاتب الانجليزي كارليل :
أحب في محمد ان طبعه البراءة وليس فيه رياء ولاتصنع
المؤرخ الفرنسي غوستاف لوبون:
محمد .. اعظم رجال التاريخ
مونتجومري وات :
إن استعداد محمد لتحمل الاضطهاد من أجل معتقداته، والطبيعة الأخلاقية السامية لمن آمنوا به واتبعوه واعتبروه سيدا وقائدا لهم، إلى جانب عظمة إنجازاته المطلقة، كل ذلك يدل على العدالة والنزاهة المتأصلة في شخصه
لسنا بحاجة الى الاستشهاد برموز الشرق والغرب في عظمة وانسانية نبينا ، لكننا بحاجة ماسة الى قراءة سيرة وقصص ومواقف ودعوة الرسول صلى الله عليه واله وسلم للعمل بها قولاً وعملاً.