حسن الوريث
اعيد نشر هذا التوضيح الذي سبق وأن نشرته قبل فترة خلال توقفي عن الكتابة وتعرضي للتهديد بالقتل والتصفية والذي تكرر قبل أيام ومازلت احتفظ برقم الشخص الجديد كما احتفظ برقم الشخص السابق ..
سيدي الوالي..
عقب اعلاني التوقف عن العمل الإعلامي والصحفي تلقيت عديد من الاتصالات والرسائل الخاصة سواء عبر الواتساب أو الهاتف أو الفيسبوك أو من خلال ردود الأفعال في المجموعات وحتى الأشخاص الذين كنت التقيهم وكل الاستفسارات عن سبب هذا القرار والغالبية منهم يطلبون أن اعود لممارسة دوري الصحفي والإعلامي في المجتمع والقليل فعلا كانت فرحتهم كبيرة بتوقفي عن الكتابة وكان الاعتقاد السائد لدى الجميع سواء هؤلاء الذين ابتهجوا باعتزالي او أولئك الذين ضايقهم هذا القرار وانزعجوا كثيرا منه وكلهم يظن أني تعرضت لضغوط ومضايقات من الدولة أو الحكومة بشكل مباشر او غير مباشر لكني هنا وللأمانة المهنية والتاريخية سأوضح بعض الأمور التي لابد منها ليكون الجميع على معرفة بما حصل ..
اولا .. صحيح أنني تعرضت لمضايقات في عملي وضغوط كبيرة لكنها كانت فردية من بعض المتضررين سواء من الكتابات أو المواقف والآراء التي كنت اتبناها ولم تكن تلك المضايقات والضغوط والإقصاء من الوظيفة موقفا عاما أو توجها حكوميا ولذلك فقد أثرت أن أترك لهم العمل وهذا بالتأكيد أسعدهم إلى درجة أن البعض منهم ظل ومازال يتفاخر بأنه ابعدني من عملي ويهدد كل من يرفع رأسه أو قلمه بأنه سيحصل له ما حصل لحسن الوريث الذي لم يأخذ على حد تعبيرهم سوى اسبوع حتى تخلصنا منه .
ثانيا .. تعرضت لضغوط كبيرة فعلا ومضايقات على المستويات الشخصية وصلت من البعض إلى حد الاتهام بالعمالة والخيانة والطابور الخامس والبعض هددني بالقتل والتصفية لكني لم أحاول أن اتحدث عن هذا لأنه في نهاية المطاف موقف فردي وقد تغاضيت عنه واغرب اتهام كان اني داعشي ولكني أيضا اقول بأن كل ذلك كان تصرفات فردية من قبل بعض المتعصبين او المتضررين من تلك الكتابات والمواضيع وليست توجها عاما من قبل الجهات العليا ولو ان البعض كان يوحي بذلك ليعطي موقفه قوة وشرعية أكثر.
ثالثا .. تعرض اشخاص اعزاء لضغوط كبيرة بل ومضايقات واتهامات بدعمي إلى درجة لا يمكن تخيلها ما جعلني أكثر من مرة اتوقف عن الكتابة حرصا عليهم وتقديرا لهم لأني فعلا لا اريد ان اتسبب في أذية أحد أو تضرره نتيجة أنه قريب مني أو زميلي أو صديقي ولكن كل تلك الضغوط لهؤلاء لم تكن توجهاً عاماً كما قلت وأكرر بل كانت فردية جدا وبعضها كانت تدخل من باب النصيحة ومما لاشك فيه أنها تأتي من أشخاص تضرروا كثيرا من تلك الكتابات والمواضيع والانتقادات .
رابعا .. قرار توقفي فعلا كان بسبب كل تلك الضغوط والمضايقات والتهديدات الفردية لي ولأولئك الأشخاص الأعزاء وأؤكد هنا أنها فردية لأنها جاءت من أشخاص وليس من الحكومة أو اجهزتها وهؤلاء الأفراد فعلا مارسوا كل أنواع الضغوط واستخدموا كل وسائل الترغيب والترهيب كما أنهم جأوا عن طريق أشخاص اعزاء عليا ما جعلني فعلا أرضخ لنصيحة هؤلاء الأعزاء واوعدهم بالتوقف وإعلان الاعتزال احتراما وتقديرا لهم وحرصا عليهم .
سيدي الوالي.. اود هنا التوضيح بأن كل من يتضايق من قول كلمة الحق ومن الكتابات اما انه عاجز عن أداء عمله ولا يقوم به على الشكل المطلوب وبالتالي فإنه يخاف من النقد ويخشاه لأنه سيفضح عجزه رغم أن بعضهم أحاط نفسه بهالة كبيرة وجوقة من المطبلين لكنه في الحقيقة والواقع عاجز وعاجز وعاجز والأمر الثاني هو أن هؤلاء الذين تضرروا هم فعلا من الفاسدين ويخشون افتضاح فسادهم على الملأ وبالتالي لابد أن يقفوا بكل قوتهم في وجه كل من يظنون أنه سيفضح فسادهم ويكشفه لانهم يتسترون برداء الفضيلة والأمر الآخر أن البعض ممن يخشى النقد هم من يتخفون وراء أشخاص لحمايتهم وحماية فسادهم وتسلطهم وبالتالي فهم يقاتلون من اجل حماية انفسهم ومستعدون للقيام بأي عمل من اجل ذلك والتغرير على من يحميهم او يتخفون وراءهم .
سادسا .. اود التأكيد هنا على أن التوجه العام مع حرية الرأي والتعبير والدليل أن هناك الآلاف ممن يكتبون وينتقدون وينشرون سواء في صفحاتهم الشخصية أو عبر منصات الإعلام المختلفة وهم يعيشون بيننا لم يتعرض لهم النظام رغم تبرم بعض الأشخاص المتضررين والفاسدين من هذا التوجه العام ويريدون تكميم الأفواه لأنهم فعلا لا يريدون انكشاف أمرهم وفسادهم وتحايلهم وخداعهم ولكن وهذا للأمانة بأن المضايقة التي يتعرضون لها أو نتعرض لها تظل فردية وفردية وفردية وهذا على مسؤوليتي الشخصية .
سيدي الوالي رسالتي أولاً إلى كل الأعزاء الذين أزعجهم قرار اعتزالي للعمل الصحفي والإعلامي وعبروا عنه من خلال اتصالاتهم ورسائلهم وتعليقاتهم التي امتلأت بها المجموعات أقول لهم أنا فعلاً عاجز عن الشكر والتقدير لمواقفكم وتضامنكم وأفتخر لها لأنها تظل رصيد في مسيرتي المهنية والشخصية وتؤكد أن الجميع يهمهم الوطن ويهمهم أن تصل كلمة الحق إلى من يهمه الأمر لوضع حد لكل من يعبث بالوطن ومقدراته وأمنه واستقراره من الفاسدين والعاجزين وبالفعل كانت تلك الكلمات والمواقف التي عبروا عنها تمثل دافعاً وحافزاً لي بالاستمرار في أداء واجبي الوطني في كشف مواطن الخلل والفساد من أجل معالجتها بما يحمي وطننا الذي يحتاج إلى جهودنا جميعاً لكني اقول لهم أن الأمر لوكان يمسني شخصياً لتحملت وقاومت مثلما عملت لكنهم جأوا لي عن طريق أشخاص أعزاء جعلوني اتوقف حرصاً عليهم وهم من وعدتهم بأن أتوقف عن الكتابة رغم أن هذا القرار من اصعب القرارات التي اتخذتها في حياتي وأعتذر لكم جميعاً عن هذا الموقف الذي ربما يعتبره البعض خذلان لهم وللوطن لكن أولئك عرفوا من أين تؤكل الكتف وأمسكوني من اليد التي تؤلمني .
سيدي الوالي.. رسالتي اليكم والى كل من يهمه الأمر في القيادة والدولة والحكومة .. ارجو ان تحافظوا على توجهكم العام الذي يدعم حرية الرأي والتعبير وان لا تنجروا وراء رغبات أولئك البعض الذين يتضررون من قول كلمة الحق لأنهم عاجزون عن أداء مهامهم أو فاسدون يعبثون بمقدرات البلد ويسيئون استخدام السلطة التي منحت لهم والثقة التي منحوا اياها من قبلكم واكرر هنا سيدي الوالي رجائي بأن يستمر توجهكم مع عدم تكميم الأفواه وقمع الحريات لأن الإعلام رغم سلبياته يظل هو عين لكم على الفاسدين واللوبي الفاسد الذي أزعجه توجهكم العام بمحاربة الفساد والمفسدين واتخذ من وسيلة التشكيك بالناس وكل من ينتقد ويفضحهم ويريد أن يجعله توجهاً عاماً لكم حتى يتخلص من كل الأصوات الشريفة والنظيفة ويبقى صوت الفساد هو الصوت العالي في هذا الوطن الجريح الذي هو بحاجة ماسة إلى الخروج من دائرة الفساد وثقافته التي تم توريثها وتناقلها على مدى سنوات طويلة ..
وختاماً سيدي الوالي أتمنى أن تكون الرسالة وصلت واضحة وجلية وأن نعمل جميعاً من أجل خدمة الوطن وبنائه بالشكل الصحيح وأن لا ندع مجال للمشككين والفاسدين ليتحكموا في قراراتنا وأملي كبير في أن يتخلص بلدنا منهم وأن نرى وطنناً اليمني خالياً من الفساد والمفسدين وأن ننطلق إلى مستقبل وطننا وتهيئة الأرضية المناسبة للأجيال القادمة لتنعم بالأمن والاستقرار وأن يحظى اليمن بمكانته التي تليق به بين البلدان والشعوب .. وفي الاخير يجب أن نعرف جميعا بأن تكميم الأفواه ضعف وليس قوة.. مع خالص تقديري واحترامي ومودتي لكم سيدي الوالي ولجميع أبناء الشعب اليمني الصامد .