عبدالرحمن الاهنومي
يحل علينا شهر رمضان المبارك بالخير والبركات والغفران هذا العام حاملاً معه تباشير النصر والفرج لهذا الشعب المجاهد الصابر الذي يواجه عدواناً إجرامياً منذ سبعة أعوام ويعيش فصولاً قاسية من المعاناة وشظف العيش بسبب الحصار والعدوان المستمر، ومن المهم الالتفات إلى توجيهات قائد الثورة المباركة الاهتمام بالتكافل والمواساة والإحسان لما لذلك من أثر فاعل في تخفيف معاناة الناس وفي مواساتهم وفي توفير الحد الأدنى من فاقتهم، ولما لذلك من أجر وثواب عند الله يتضاعف في شهر رمضان أضعافا كثيرة ولكون ذلك تجسيداً للهوية الإيمانية والقيم القرآنية التي يأمرنا بها القرآن كتاب الله الذي أنزله في هذا الشهر الكريم ليكون للناس منهجاً وهداية ونوراً يمشون به.
من حُسن حظنا كشعب يمني أننا بحمد الله نجد أنفسنا في ظل مشروع قرآني يجسد المعاني الإيمانية وينطلق من القرآن الكريم، وبقيادة قرآنية نستظل بتوجيهاتها وتعليماتها ونستضيء الطرق والمسالك والدروب.
إن فضل هذا الشهر كبير على المؤمنين، ففيه تتضاعف الحسنات وأجر الأعمال الصالحة وما نقدم لأنفسنا من خير سنجده عند الله، كما أن فيه ليلة هي أفضل من ألف شهر، العبادة فيها تتضاعف إلى مثل عبادة ألف شهر، وهي نعمة عظيمة امتنَّ الله بها على العباد فمن فاز بها فقد فاز بخير كبير.
لقد جعل الله سبحانه وتعالى هذا الشهر الكريم محطة إيمانية نتزود فيها الخير ونلتمس فيها المغفرة من الذنوب والخطايا وننطلق منها نحو تهذيب نفوسنا وتزكيتها بالأعمال الصالحة والخير والصدقات والجهاد والإحسان إلى الناس، وفيها نهذب نفوسنا ونقوِّم سلوكياتنا من الالتزام بما فرضه الله في هذا الشهر من صيام نهاره وبما أمر به من قيام في ليله وبما حث عليه من العبادات والتلاوة والذكر والصلوات وكل ما يرتقي ويسمو بالإنسان، وبالأعمال الصالحة التي تترجم هذا السمو في الأعمال الصالحة.
ويجب أن تكون التوبة هي أول اهتماماتنا في هذا الشهر وتلاوة القرآن الكريم والتمعن في توجيهاته ومعانيه وتفهمها لتبصيرنا بشؤون الحياة كلها، والدعاء والالتجاء إلى الله والاهتمام بشؤون الناس والتكافل والمواساة وكل أعمال البر والإحسان، واستثمار الوقت الثمين فيما يرضي الله وفي الصالحات التي تقربنا إليه وفي الجهاد والرباط وبهذا سنكون من الفائزين بما وعد الله عباده في هذا الشهر.
نسأل من الله أن يجعل هذا الشهر الكريم شهر فرج ونصر لشعبنا وأمتنا، كما نسأله تعالى أن يُعتق رقابنا جميعاً من النار ويجعلنا من الفائزين بالمغفرة والرضوان، كما نسأله تعالى أن ينصر المجاهدين في جبهات الجهاد والرباط وأن يوفقهم ويعينهم ويشركنا في صالح أعمالهم.. وكل عام والجميع بخير..
نقلا عن الثورة