اليمن الحر الأخباري

العصفورة الحزينة (78) .. معايير كارثية ..

حسن الوريث

قالت صديقتنا العصفورة.. في معظم بلدان العالم هناك معايير دقيقة لاختيار المسئولين في المؤسسات والهيئات الحكومية وحتى الخاصة وأهمها أن يكون لدى المسئول القدرة على ابتكار الحلول للمشاكل التي تواجه الناس لكن في بلادنا هل تعرفون ماهي معايير تعيين المسئولين في هيئات ومؤسسات الدولة؟.
قلت لها انا والاصدقاء الصغار عبد الله وأمة الله وعلي وفاطمة نحن نعتقد أن هذا هو اهم المعايير فعلا في اختيار المسئولين وهناك معايير أخرى مثل الخبرة والكفاءة والتحصيل العلمي والقدرة على خدمة المواطنين وغيرها من المعايير لكن ما رايك ياصديقتنا العصفورة هل تطبق هذه المعايير في بلادنا ؟.
قالت صديقتنا العصفورة.. للاسف الشديد في بلادي فإن اهم معيار هو مدى قدرة المسئول على ابتكار طرق وأساليب للجباية وليس غيره وأصبحت مؤسسات الدولة والحكومة تمتلئ بهم وكل يحاول إظهار قدرته على ذلك لإرضاء من قام بتعيينه لذلك نشاهد كيف ان الدولة تحولت إلى فوضى .
قلت لها انا والاصدقاء الصغار عبد الله وأمة الله وعلي وفاطمة.. كلامك صحيح وأصبحت كل جهة من الجهات الحكومية تعمل على جمع أكبر قدر من المال وبأي طريقة وبأي ثمن فالمرور الذي يتربع على قيادته عميد بدرجة دكتور حول هذا الجهاز إلى جهاز لجباية الأموال وكل مرة يتم اختراع مسمى جديد لجمع أكبر قدر من الأموال اما تنظيم المرور فهو ليس موجودا في أجندة هذا الدكتور الذي جاء إلى هذا المكان لجمع أكبر قدر ممكن من الأموال وطز في المواطن الذي يعاني من الفوضى المرورية وكوارثها وماسيها ولو انتقلنأ الى الجمارك فانها تبتكر طرق لجباية الأموال وفرض رسوم بضائع ولو كانت منتهية وتقتل الشعب اليمني المهم تدخل ومن يدفع يحق له إدخال بضاعته ولو كانت مبيدات أو مواد مغشوشة وممنوعة .. والضرائب مثلها مثل الجمارك لايهمها سوى جمع الأموال والاعلام تجبي الأموال من إذاعات تافهة ومكاتب خدمات إعلامية تسهل أعمال من تلك التي تقدم في بعض القنوات والمهم المال والجباية.. ووزارة الصحة تنفذ تقييمات وهمية والهدف هو جمع المال والجباية وليس الضبط لخدمات صحية حقيقية في المستشفيات والمرافق الصحية وأدوية تدخل إلى البلاد مغشوشة مزورة منتهية وصناديق النظافة تجبي الأموال وتبتكر رسوم وآليات جديدة ولكن شوارعنا في مختلف المحافظات مازالت تمتلئ بالقمامات والاوساخ وهيئة الزكاة وشيخها الرئيس يبتكرون الأساليب التي لاتخطر على أحد لجباية الأموال وهيئة الأوقاف صارت هيئة ايرادية وشركة الطفل المدلل وشركة القديمي من اكبر الادلة على ما نقول ومن يسمع ما يحصل منها ومن موظفيها سيتأكد من هذا الكلام وكل هيئة من هيئات ومؤسسات الدولة والحكومة تحولت إلى هيئات جباية وليس مؤسسات لتقديم الخدمات للناس كما يفترض وكل مسئول يثبت ولاءه بقدر ما يجمع من أموال حتى اختلط الحابل بالنابل وصارت الحكومة والدولة دولة جباية وليس دولة تحمي المواطن المظلوم والمغلوب على امره من تعسفات موظفيها وأجهزتها وايضا من الآخرين.
قالت صديقتنا العصفورة.. عندما يكون الهدف هو الجباية فإن العمل والقيم تضيع وتنتهي الدولة وهذا هو الذي يحدث في بلادي التي صار معيار القدرة على الجباية هو أساس تعيين أي مسئول اما معايير الكفاءة المهنية والقدرة والخبرة فهي غائبة تماما ..
قالت صديقتنا العصفورة والاصدقاء الصغار عبد الله وأمة الله وعلي وفاطمة.. هل وصلت رسالتنا إلى من يهمه الأمر لتغيير معايير اختيار المسئولين وإنقاذ الشعب والدولة من الانهيار اذا استمر الأمر كما هو ؟ .. نتمنى ذلك حفاظا على بلدنا الذي نحبه كثيرا ولا نتمنى له إلا كل الخير والتقدم والتطور والازدهار.

Exit mobile version