عميرة أيسر*
الزلزال الذي ضرب تركيا وسوريا، والعديد من المناطق في الشرق الأوسط، كنت قد أشرت إليه قبل مدة عندما قلت بأن هناك زلزالاً مدمراً سيضرب عدة دول هناك، ولكن قوته التدمرية ستتركز في كل من سوريا وتركيا، وذلك بغية احداث ثورات شعبية ضدّ حكومات تلك الدول، ما سيؤدي لتوتير الأوضاع في المنطقة، وتحويل مدن بأكملها لمناطق منكوبة ستكلف خزينة تلك الدول أموالاً طائلة لإعادة اعمارها، فحسب تقدير الخبراء فإن حجم الخسائر الاقتصادية الناجمة عن زلزال تركيا وسوريا تقارب 100 مليار دولار، وهذا ما سيزيد من معاناة الشعب السوري الشقيق الذي يعاني من ظروف اقتصادية وانسانية صعبة منذ أزيد من 13 سنة جراء الحصار المفروض عليه من طرف أمريكا و حلفاءها، فواشنطن التي تمتلك سلاح هارب HAARP القادر على احداث تغيرات مناخية فجائية في مناخ مناطق معينة من الأرض، ما قد يتسبب في حدوث زلازل وبراكين وفياضانات مدمرة و تغير في المجال المغناطيسي لمناطق جغرافية واسعة، وهذا ما يفسر حدوث بعض الظواهر الطبيعية الغريبة كنفوق الدلافين بالقرب من شواطىء سلطنة عمان وفقدانها للبوصلة المغناطيسية ورفضها للعودة للبحر مجدداً، رغم كل المحاولات المتكررة التي قام بها الصيادون لإنقاذها، بالإضافة لتجمع مئات الآلاف من الطيور في ساحات عدة مدن يابانية، ورفضها المغادرة دون وجود تفسير علمي أو منطقي لتلك الظاهرة الغريبة، وكذا ما حدث في سواحل مدينة المهرة باليمن قبل حدوث زلزال تركيا بحوالي شهر، إذ رصد العلماء وجود الآلاف من صغار أسماك الجمبري البحري على طول الساحل في ظاهرة غريبة لم يجد العلماء تفسيراً منطقياً لها لحد السّاعة، حيث وبحسب موقع ” مصدر أونلاين”، نقلاً عن مسؤول في هيئة المصائد السمكية بالمهرة، بأن السبب وراء ذلك يرجع لحدوث ظواهر طبيعية و تغيرات مناخية وفيزيائية لمياه البحر، مثل انخفاض درجة الحرارة والملوحة واختلاف نسبة الأوكسجين وغيرها. مثلما ذكر موقع 4مايو الإلكتروني، بتاريخ 22 جانفي/ كانون الثاني 2023م، في مقال بعنوان (“نفوق كميات كبيرة من الجمبري”……بسواحل المهرة……ومصدر يوضح السبب).
فواشنطن التي عجزت عن إسقاط النظام السوري وكسر ارادة السوريين، رغم استعمالها لكل الطرق و الوسائل وشنّها لحرب بالوكالة ضدّه لسنوات عن طريق تمويل جحافل المرتزقة والارهابيين لتدمير هذا البلد بحضارته التليدة وماضيه العريق، فأمريكا الطامعة في خيرات سوريا ونفطها وموقعها الجيو استراتيجي قد فشلت أيضاً في إنهاء مساعي التقارب التركي السوري، ومحاولتها المستمرة لتعطيل برامج أنقرة العسكرية و ثنيها عن التقارب مع المحور الروسي الصيني الإيراني مفضلة أن تبقى تركيا ضمن المحور الغربي خدمة للمصالح القومية الأمريكية على حساب مصالحها الوطنية. لجأت لاستخدام هذا السّلاح المدمر الغير تقليدي الذي تنكر قيادة البنتاغون امتلاكها اياه بشكل متكرر، فهذا السلاح قادر على استهداف حتىّ المفاعلات النووية واحداث هزات أرضية ارتدادية تؤدي لتدميرها، مما قد يتسبب في حدوث كوارث بيئية مروعة، كما حدث عند انفجار مفاعل تشيرنوبل الذي يعتقد بأنه كان نتيجة هزة أرضية ناتجة عن استعمال سلاح هارب، بل هناك من الباحثين من يتهم الولايات المتحدة الأمريكية صراحة بأنها من تقف خلف زلزال بالي بإندونيسيا الذي ضرب المدينة سنة 2019م، فهذا الزلزال حسبما قالته هيئة المسح الجيولوجي الأمريكية بلغت قوته 5.7 درجة على مقياس ريختر كان في البحر على بعد 82 كلم جنوب غرب مدينة دينباسار في بالي، وكان على عمق 91 كلم. مثلما ذكر موقع قناة الحرة، بتاريخ 16 جويلية/ يوليو 2019م، في مقال بعنوان (” فجأة تأرجح كل شيء…… زلزال يضرب بالي الأندونيسية).
فالتطور الهائل الحاصل في التكنولوجيا الخاصة بالأسلحة الأيونية والكهرومغناطيسية والجيوفيزيائية يجعلنا لا نستبعد إطلاقاً وجود أسلحة مثل هارب في ترسانة الدول العظمى، والقادرة على تسخين طبقات الجو العليا كطبقة الأيونوسفير و الستراتوسفير لإحداث خلل في درجة حرارة الجو وضغط الهواء ، مما قد ينتج عنه حدوث ظواهر طبيعية غير اعتيادية، وهذه التقنية مشابهة نوعاً ما لتلك التي تستعملها دول كالصين و بعض دول الخليج من أجل استمطار السحب وتشكيل سحب اصطناعية، وخاصة في المناطق الجافة والحارة، وهو ما يؤدي لتغيير مناخ تلك المناطق، وهي تقنيات تستعمل في الزراعة بالدول المتقدمة بالدرجة الأولى، ورغم إنكار الجيش الأمريكي لامتلاكه لهذا السّلاح لكن الخبراء الروس أكدوا على وجوده وبأنه يستطيع حسم أية حرب مستقبلية تخوضها واشنطن لأنه سلاح جيوفيزيائي قادر على تدمير مدن بأكملها يصاحب عادة الزلازل والفيضانات المرتبطة به حدوث ومضات من البرق تنطلق بشكل عمودي من الأسفل إلى الأعلى، ويكون متزامناً مع حدوث تلك الزلازل كما حدث في زلزال تركيا، بالإضافة لتكوّن سحب دائرية الشكل تظهر من العدم في وسط جو صافي ومشمس، فهذا السّلاح الذي صمم ليكون من الأساس كمجمع دفاعي مضاد للصواريخ، ومبدأ عمله يكمن في استخدام اشعاعات الموجات القصيرة ( الميكرويف) القوية، التي يمكنها تعطيل الرؤوس الحربية عند دخولها منطقة تأثر المنظومة، وهي منطقة ذات مجال كهرومغناطيسي عالي الجهد، حيث تظهر ” السحب الأيونية”، كما يقول الخبير العسكري الروسي الدكتور قسطنطين سيفكوف نائب رئيس الأكاديمية الروسية لعلوم الصواريخ والمدفعية للشؤون الاعلامية في مقتل نشرته مجلة “كورير للصناعات العسكرية” عن منظومة HAARP الأمريكية، ولكن خلال التجارب اتضح بأن هذا الجهاز الباعث للأشعة يمكنه التأثير في جيوفيزياء الأرض، في الطقس، و على مناطق واسعة من سطح الأرض. كما ذكر موقع قناة روسيا اليوم، بتاريخ 14 أوت/ أغسطس 2020م، في مقال بعنوان ( خبير عسكري روسي: سلاح أمريكا الجيو فيزيائي لا يمكن التنبؤ به).
والظاهر في الأمر بأن البنتاغون يعد خططاً عسكرية واستراتيجية مغايرة تماماً لما كان يطبقه في السّابق عن طريق استعمال حرب المناخ وتوظيف أسلحتها التدميرية الشاملة والغير تقليدية ضد دول كالصين وروسيا أو كوريا الشمالية وفي العديد من المناطق الجغرافية كشمال أفريقيا لاستهداف كل من الجزائر والمغرب بعد أن فشلت في مخططا ته الرامية لإشعال فتيل حرب إقليمية كبرى في المنطقة، تستنزف مواردها وثرواتها وتدمر جيوشها خدمة لاستراتيجية الفوضى الخلاقة القائمة على نشر الفوضى والدمار وفق نظرية والتفكيك وإعادة البناء، وبالتالي فالعالم بات مقبلاً على حروب أشد فتكاً وتدميراً في المستقبل المنظور تستخدم فيها أسلحة متقدمة جداً تسخر الطبيعة كسلاح لتدمير الدول وتحطيمها، فهذه الأسلحة الغير مرئيه تستطيع احداث دمار يوازي ما خلفته القنابل النووية التي ألقيت على هيروشيما ونكازاكي إبان الحرب العالمية الثانية.
*كاتب جزائري