اليمن الحر الأخباري

يكفي دقدقة.. عندالله وعندكم!

احمد الشاوش*
يبدو ان الحكومة اليمنية في العاصمة صنعاء، خبيرة في شؤون الرشاقة والتخسيس وأنها منذ تسع سنوات تجري العديد من التجارب على بطون وجثث الشعب الآيل للسقوط، رغم انتهاء صلاحيتها وتحولها الى حكومة تصريف اعمال لكن الواقع يؤكد انها في وادي والشعب في وادي آخر ، وكأن لسان حال الشعب اليمني يقول .. يكفي دقدقة.. تعبنا.. عند الله وعندكم.. أرحموا من في الارض يرحمكم من في السماء

وشاهد الحال ان حكومتنا الرشيدة تُثبت يوماً تلو آخر أن لها أفكار عجيبة وحيل جديدة ومواعيد عديدة لترويض المواطن المنكوب على أفضل اساليب الجعجعة والتقشف وطرق الريجيم والخطابات الثورية وملحقاتها من الاقراص المهدئة وعمليات شد الوجه وتكميم البطون وشفط الدهون وابراز العظام وتنحيل الصدور وتحويل الشعب الى هيكل عظمي .

والطريف في الامر أن السواد الاعظم في العاصمة صنعاء واخواتها وفي المقدمة انصار الله “الحوثيين” ، قد هللوا وباركوا وراهنوا على التغيير الجذرررري ، ليكتشف المواطن الطيب والاكثر سذاجة أن قطار التغيير أشبه بخطوات السلحفاة وان مساره قد توقف فجأة وتاه في دهاليز وزحمة الازمات الاقليمية والدولية وفي المقدمة حرب الابادة في قطاع غزة ، رغم ان العدوان على فلسطين ، لايتعارض مع اعلان التغيير الجذري ومن باب أولى الاعلان عن التشكيل الحكومي لانقاذ المواطن من حالة الفقر والجوع والبطالة والضياع.

والواقع يؤكد ان سيناريو الاعلان عن تشكيل حكومة الكفاءات الوطنية ، مطووووول ، وأن سياسة المطيط والتمطيط مريحة وفرصة لبعض العابثين ، لاسيما بعد تناقلت اخبار حول أعتذار شخصيات تًحمَل من المسؤولية والخبرة والكفاءة والنزاهة الكثير ، تخوفاً من ان تصبح مجرد ديكور أو ببغاء محكوم عليها بالفشل .

وفي ظل سياسية التخسيس والافقار ، والشد والجذب وسباق السيطرة على الثورة والثروة ودقدقة عظم المواطن المغلوب على أمره وقطع المرتبات وأشتعال الاسعار وغياب الخدمات.. لسان حال الحكومة يقول اخي المواطن نحن في خدمتك على مدار الساعة.. نحن نعمل من أجلك ونلبي رغباتك .. اذا كنت تريد تحويلك الى وزن الدجاجة أو الديك بأمكاننا أيضاً أن نحولك الى وزن الريشة!.

عليك ان تخضع لبعض العمليات المعقدة والاوامر الضرورية لتريح وتستريح من خلال برنامج الدعممه اليومي وغسل يدك سبع مرات بالماء والصابون من الرواتب أو المطالبة بتوفير الخدمات أو تخفيض فاتورة الكهرباء والمياة أو ايجاد حلول اقتصادية .. كن على يقين اننا نعمل من اجلك ووضع حد لنهايتك المأساوية بطريقة ناعمة وأفضل من رصاصة الرحمة.

رشاقة مابعدها رشاقة…. حنخسسك يعني حنخسسك وبعدها تكون مثل الريشة واسرع من القطار وأصبر من الحمار أو في صورة أسد مفرشة فالجميع في خدمتك.

شاهدنا الفرق الكبير بين برنامج ” ما الك إلا هيفا” اللطيف والاكثر اثارة في عالم الرشاقة والجمال والجسم السليم ، بينما برامج حكومتنا الرشيدة حولت المواطن البسيط وأسرته الى مجرد هيكل عظمي بلا جسم ولا عقل وأقرب الى الجثث المحنطة.

لقد أكلت تسع سنوات عجاف من حروب الاخوة الاعداء والفساد اليمنيين دون رحمة في غياب المسؤولية والعدالة والوفاء بالحقوق بعد ان تحولت صور الشعب اليمني البائس والفقير أمام أبواب ومكاتب المنظمات الدولية والجمعيات الخيرية والتسول به تجاه الامم المتحدة والدول الخليجية في مؤتمرات المانحين من قبل كل اطراف العمل السياسي
قبل أن ينقرض من الوجود بسبب استثمار معاناته وقطع مرتباته واسقاط حقوقه ، بينما برامج الرؤية الوطنية وبرامج التقشف والتخسيس لم تطال الرئيس والحكومة والوزراء ومجلسي النواب والشورى والمشرفين والمنافقين والمزايدين نزولاً عند عدالة قانون الجرع والتخسيس للجميع.

ومن أقذر فنون السياسة واساليب الترغيب والترهيب والانحطاط ما يجسده كبار المسؤولين في بقايا دولة الفنادق التي تُثبت يوماً تلو آخر انها حكومة غرف وفلل و شاليهات وصفقات بدليل عدم انتظامها في صرف مرتبات موظفيها وتعمد اسقاط مرتبات النازحين وعدم توفير لهم بدل سكن وممارسة الفساد والعنصرية على أكل وجه ، فلا هي التي عملت بالدستور والقانون واللوائح وعملت على استقرار الدولار والعملة الوطنية ولا التي ضبطت الاسعار وكأن لسان حالها يقول اذا كان مرتبك بيصرف ممكن نقطعه.. حافزك بيصرف بأنتظام ممكن نوقفه .. مكافئتك جارية ممكن نفرملها .. حياتك ثابته ممكن نزعزعها اولاد بيحبوك ممكن نحولهم الى أعداء ، زوجتك هادئة ممكن نجننها .. انت تحب دولتك ووطنك ممكن نكرهك فيه.

والحقيقة المُرة اليوم ان شاهد الحال يمضي وفق سياسة “اذا لم تستح فأصنع ماشئت ” ، أو “اذا لم تكن معي فأنت ضدي ” نفس مبدأ الرئيس الامريكي الاسبق بوش .. انت شريف ممكن نحولك الى عميل وخائن ومرتزق في مسرحية سياسية بلمح البصر.

انت عاقل ممكن نحولك الى مجنون .. أصحابك بيحبوك بالامكان شراء ذممهم.. بتحب بلدك نخليك تلعن الوطن من اول نخس.. انت انسان بسيط ومسكين ممكن ننفخك ونخلي الناس تهابك .. معانا مش حتخسر حاجة .. بس على حساب اخلاقك .. مبادئك .. دينك .. اسرتك .. تربيتك.. وكله بحسابه!

اخيراً.. الناس شبعت خطابات ومواعيد وازمات وحروب وهُدن ودقدقة حتى العظم .. الناس بحاجة الى دولة رعاية وكفاية وتغيير جذري للافضل وليس للاسوأ وحكومة حرة تملك ارادة وتحقق احتياجات المواطن بعيداً عن استغلال ازمات وحروب المنطقة فكل شيء في بابه ، مالم فستنتهي حرب غزة ويرجع المواطن الى نفس الموال والمطالب والحقوق والتشكيك والحقد والكراهية لانه لن تجد الحكومة ومراكز القوى العابثة عذر امام طوفان الشعب.
*رئيس تحرير سام برس

Exit mobile version