اليمن الحر الأخباري

تعيش أنت وتبقى !!؟

احمد الشاوش*

كلما تكالبت علينا الديون والهموم وشظف العيش ، وضاق بنا الحال والترحال تذكرنا اغنية الفنان الكبير علي الانسي :تعيش أنت وتبقى.. انا الذي مت حقى!!؟
فالحكومة التي تُمارس سياسة اذن من طين واذن من عجين وايقاع المتفرج لبيب ونفسي يانفسي ، ربنا يشل عقلها ويدها وعضمها ويخطف بصرها وسمعها و لابارك الله فيها.. المواطن الصالح لايريد ان تعيش فئة على حساب فئة أخرى أو تعيش فئة مقابل تجويع وموت شريحة أخرى من الشعب اليمني .

والقيادة التي تستمتع بمعاناة المواطن اليمني وتتمتع بمشاهدة شعبها الفقير المدقع التي تسببت في تجويعه وجعلته يبحث عن عناوين المرتب ليل نهار والمسكن والمأكل والمشرب والتأمين الصحي كأبسط حقوقه المشروعة في الحياة وغيرها من خدمات الماء والكهرباء لابارك الله فيها ولا بارك لها في صحتها واموالها ومعيشتها وقصورها وحاضرها ومستقبلها..

اليوم لسان حال اليمنيين يردد بأسى وألم وحرقه ودموع بلاحدود ، أغنية الفنان الكبير علي الانسي :
تعيش انتَ تبقى انا الذي مُت حقا

وكأن العيش والحياة من نصيب اشخاص والجوع والفقر من نصيب الاخرين بعد ان أصبح القادة والمسؤولين ومراكز القوى العابثة الذين صعدوا الى سطح القمر بسرعة الصوت ، ان الاولوية تتمثل في جمع أكبر قدر من الثروة ورأس المال والتوكيلات والعقارات والشركات والمؤسسات والبزنس ، بينما سياسة الافقار والتجويع هي أحدى سيناريوهات الهاء الشعب وادخاله في متاهة أشبه بلعبة المتاهة او “الانمي” التي لاتنتهي الا بطلوع الروح ونزع الفؤاد ودق العظام وقصف البطون.

انتهى عصر الخطابات الاستهلاكية المشحونة بالوقود النووي ، وانتهى زمن دغدغة عواطف البسطاء والظرفاء والتعساء ، وانتهى زمن المواعيد العرقوبية وشيطنة الافراد والكيانات والمجتمعات ، وانتهى مفعول استغفال المواطن الساذج بعد ان تكشفت كل الحقائق وصار الكثير من القادة والمسؤولين عبيد الدولار والدينار والدرهم ، وصار لكل مسؤول ثمنه وكل قائد قيمته وكل مواطن سعره إلا القابض على دينه كالقابض على الجمر.

اليوم كل شيء على المكشوف ، فمن كان بالامس نبيلاً تحول الى حقير ومن كان شجاعاً تحول الى جبان ، ومن كان يخاف من غومه تحول الى بطل ومن كان صادقاً تحول الى كاذب ومن كان أميناً تحول الى خائن ، ومن كان شلح ولا يجد قوت يومه صعد الى المريخ وأصبح من رجال الاعمال بضربة حظ وقطار السعادة والتعاسة الاقليمي والدولي ، ومن كان يبحث عن دكان وحمام للايجار ويتسول في الطرقات والشعب والقرى وعلى أبواب المساجد يملك القصور والفلل والثروة ويحلم بالصعود الى زُحل في عصر القوة والنفاق.

فلل.. قصور ، سيارات أشكال والوان وارد علوان موديل 2023م ويقلك حصار ، أثواب آخر صيحة .. بدلات انيقه ، ساعات ثمينة.. مرافقين .. مقعشين .. مدلعين .. مطاعم ، وجبات خفيفة وسريعة .. ، قات لساسين عصفر واسألوا المقاوتة ، الذي كان بيخزن بقات مدعس بكم بيخزن اليوم ومانوعية القات ، واما السهرات والزوجات فحدث ولا حرج لاسيما في ظل سيمفونية أحباب قلبي ثلاثة واربعة واثنين ويقلك بنحارب الفساد.

وفي ظل سياسة وصعود المسؤولين الجاوعين ، نجحو لنا الثروة الحيوانية واستنزفوا التيوس وكملوا الاطلاء ونجحت الخرفان وارتفعت اسعار الاسماك وفر الجنبري بروحه من الغاغة وتصحرت البحار في ظل وجود البطون التي لم تشبع والمكائن والمحركات الاصلي حتى صار المواطن البسيط والموظف الفقير يحلم بمطيبة مرق رضع أو قطعة سمك وفي راوية ربع حبة دجاج.

لسان حال اليوم يقول القصور هي لكم والدشم هي لنا والفلل حقكم والدكاكين لنا والصوالين لكم والسماسر لنا والجواهر لكم والدنادح لنا واللحوم هي لكم والعراميم لنا والتجارة لكم والحراف عندنا والوظائف لكم والبطالة لنا والمعاشات لكم والجنان عندنا .. ارحموا حالنا لا رحم حالكم .. اعدلوا بيننا يغفر الله لكم.. كلنا بانموت دبروا حالنا.

يبدو ان حكومتنا الرشيدة وقادتنا الاشاوس واخواننا المشرفين وأعوانهم من المطبلين والمزايدين تخرجوا من كلية اللحوم في المراوعة وجامعات الاطلا في ذمار والبحار في الحديدة وتخصصوا في القضاء على الثروة الحيوانية والسمكية واقسموا مايبقى طلي ولاكبش ولا تيس ولا ثور ولابقرة ولاسمكة ولا جراده الا واستخدموا ضدها كل وسائل المكافحة والالتحام والالتهام .

أخيراً .. الناس تشكي وتبكي من شدة الفقر والجوع والبطالة والديون ورمضان على الابواب ..والبيوت الاسرار والدولة والمسؤولية والشعب امانة بين أيدكم.
أسألوا مطاعم الشيباني وريماس والحمراء والخضراء ومطاعم الاسماك والكباب والحنيذ والقصدير والمضبي والوجبات السريعة والبطئية وشبكة المطاعم الجديدة وكافي حراز وموكا والمقاهي الحديثة والحلويات اللذيذة والاسعار الخيالية وروادها من المخلوقات الفضائية العجيبة والغريبة.

عليكم ان تتعلموا من حركة المقاومة الاسلامية حماس المسؤولية التي دفعتها الى صرفت رواتب الموظفين المتأخرة لاربعة أشهر في غزة رغم العدوان الاسرائيلي والامريكي والبريطاني الجائر وان نتعلم من سوريا الصمود عنفوان المسؤولية بتوجيه الرئيس بشار الاسد رفع مرتبات الموظفين 50 في المائة رغم الحصار ، ومن الرئيس المصري الذي وجه برفع المرتبات 50 في المائة رغم الحرب الاقتصادية وتوحش السوق السوداء ، بينما حكومة تصريف الاعمال في اليمن مشلولة وعاجزة ومدعممة عن صرف رواتب ثلث موظفي الدولة رغم انها تتقاضى مرتباتها ومكافآتها ونثرياتها رغم الايرادات المهولة ..
المواعيد العرقوبية والخطابات لا تشبع بطون الشعب الجائع..نامل من القيادة الثورية والسياسية سرعة صرف رواتب موظفي الدولة عملاً بالشرع والقانون والمسؤولية الاخلاقية وكما يقول الرسول ” ص ” ثلاثة أنا خصمهم يوم القيامة، ومن كنت خصمه خصمته، رجل أعطى بي ثم غدر، ورجل باع حرًا فأكل ثمنه، ورجل استأجر أجيرًا فاستوفى منه، ولم يعطه أجره.” .. حرام ماعد فينا قطره عرق ولا عند الحكومة قطر حياء ولا من يقف خلفها ذرة خجل.
*رئيس تحرير سام برس

Exit mobile version