اليمن الحر الأخباري

مخطط بريطاني أوروبي خطير..!

عبير محمود*
أقر مجلس الشيوخ في البرلمان البريطاني تحت ضغط من الحكومة، مشروع قانون مثير للجدل لترحيل المهاجرين الذين يعبرون الأراضي البريطانية بشكل غير قانوني إلى رواندا، وتمت الموافقة على مشروع القانون من قبل مجلس اللوردات ليلة الثلاثاء 23 أبريل، حسبما نقلت “دويتشه فيله”.
وكشف رئيس الوزراء البريطاني ريشي سوناك، إن البرلمان سيجتمع طالما كان ذلك ضروريا للموافقة على القانون بحلول يوم الثلاثاء. وقال سوناك “هذه الرحلات ستتجه إلى رواندا على جميع الأحوال”.
وسيدخل مشروع القانون، الذي تمت الموافقة عليه بالفعل في البرلمان، حيز التنفيذ بعد توقيعه من قبل الملك البريطاني تشارلز الثالث.
وبموجب مشروع القانون، سيتم طرد جميع المهاجرين الذين دخلوا المملكة المتحدة بشكل غير قانوني على متن رحلات جوية تجارية إلى رواندا، حيث يمكنهم طلب اللجوء.
ad
وتشير رويترز إلى أن الحكومة تريد من خلال هذه الإجراءات منع تدفق الهجرة غير الشرعية عبر قوارب الموت، والتي يصل خلالها عشرات الآلاف من المهاجرين كل عام، وتدمير أعمال مهربي البشر.
وتقول المصادر أن الهدف الرئيسي من هذا القرار هو استخدام هؤلاء المهاجرين في القتال ضمن صفوف القوات الأوكرانية، حيث تم الإتفاق بين بريطانيا وأوكرانيا على أن يتم ترحيل كل المهاجرين الغير شرعيين من بريطانيا الى رواندا لكي يتم تجنيدهم للقتال شرق أوكرانيا ضد القوات الروسية بعقد لمدة سنة.
يتضمن الإتفاق الذي يرعاه حلف شمال الأطلسي “الناتو” أن تتخذ بريطانيا “إجرائات قانونية” لترحيل المهاجرين الى أفريقيا، وستقوم بعد ذلك البعثات الديبلوماسية الأوكرانية بتقديم عروض للمهاجرين للقتال في أوكرانيا بعد توقيع عقد مدته عام على الأقل، على أن يتحصل المهاجر على الجنسية الأوكرانية أو على تسهيلات للحصول على وثائق الهجرة في دول شرق أوروبا فور إنتهاء العقد المبرم بين الطرفين.
وما يؤكد هذه الأنباء، أن أوكرانيا بدأت بالفعل بالتحرك بخطوات رسمية للبدء في عملية تجنيد المهاجرين المرحلين، حيث أعلنت حكومة كييف افتتاح سفارتها في رواندا مؤخرًا، وجاء ذلك بعد الزيارة الأولى على الإطلاق التي قام بها وزير خارجية أوكرانيا ديمتري كوليبا إلى هذا البلد الأفريقي، حسب ما ذكره بيان رسمي صادر عن الخدمة الصحفية لوزارة الخارجية الأوكرانية.
تعليقًا على ذلك، يقول الباحث السياسي والمهتم بالشؤون الأوروبية جورج حنا، “في عالم السياسة لا يوجد مجال للصدفة والقدر، وفتح سفارة أوكرانية في رواندا بالتحديد، وبالتزامن مع الأنباء عن ترحيل المهاجرين الغير شرعيين الى نفس البلد، يشير الى إحتمالية وجود مخطط معين للإستفادة من هؤلاء المهاجرين دون أن تتورط بريطانيا أو “الحلفاء” الأوروبيين بدعم أوكرانيا بشكل مباشر، أو بإستغلال المهاجرين للقتال في حرب تديرها بعض الدول بالوكالة ضد روسيا الإتحادية”
وأضاف حنا، أن أوكرانيا لا تمتلك أي شئ لتقدمه للدولة الأفريقية في الوقت الذي تعاني فيه على الجبهة في الحرب ضد روسيا، حيث تشير الأنباء الى إقتراب الهزيمة بعد تحطم خطوط الدفاع وخسارة المدن الواحدة تلو الأخرى في الشهور الأخيرة، فما الذي يدعو أوكرانيا الى فتح سفارات جديدة في أفريقيا في هذا الوقت تحديدًا، وما الذي تستطيع أن تقدمه لوقف النفوذ الروسي في القارة السمراء، إذا كانت هذه هي الحجة التي قدمها النظام الأوكراني للتواجد في أفريقيا مؤخرًا”.
ومن الجدير بالذكر، أن أوكرنيا تعرضت الى انتقادات حادة بسبب الأنباء عن تواجد قواتها في السودان، والذي أكده رئيس الإستخبارات العسكرية كيريل بودانوف، في الوقت الذي تعاني منه أوكرانيا من نقص حاد في الجنود، حيث تبنى البرلمان الأوكراني مؤخرًا قانونا يشدد إجراءات التعبئة في البلاد. بالتالي بدأ النظام الأوكراني باتباع طرق جديدة لتجنيد الأجانب في أفريقيا بالتعاون مع الحلفاء الأوروبيين دون التواجد عسكريًا في هذه البلاد.
*كاتبة سورية

Exit mobile version