اليمن الحر الأخباري

من يوقف بربرية الاحتلال ؟!

 

▪بقلم/ فيصل مكرم*

▪مزيدٌ من القتل ومزيدٌ من القصف ومزيدٌ من المجازر والتدمير والحصار، هذا المزيج الدموي الكارثي يُعبر عن بربرية ووحشية إسرائيل ونهجها في إبادة الشعب الفلسطيني، وأصبح منذ السابع من أكتوبر الماضي الرهان الوحيد لـ نتنياهو للبقاء في السلطة أو الخروج منها بلا ملاحقات قانونية ولا إدانات كما ولدته أمه، وهذه العينة من السياسيين تكون ميولهم الدموية لتحقيق مآربهم كارثية على كل الأصعدة، فنتنياهو والمتطرفون من حلفائه لا يملكون مشروعًا سياسيًا أو رؤية يمكن للعالم التعاطي معها، بلا شك أن نتنياهو يتقاطع مع واشنطن والغربيين في مسألة القضاء على المقاومة الفلسطينية في غزة وحتى في القدس والضفة غير أنهم – أي الغربيون – لا يحبون نتنياهو ولا وزرائه المتطرفين في حكومته ويريدون أن تستعيد إسرائيل قوة الردع وهيبة جيشها في المنطقة بعد أن فقدتهما في السابع من أكتوبر الماضي ولكن ليس بوجود نتنياهو وإنما رئيس حكومة يتفهم تحذيراتهم ويستمع إلى وجهة نظرهم ونصائحهم التي بالضرورة ستؤدي إلى تحقيق الأهداف المشتركة التي يلتقون حولها دون ضجة ولا إثارة غضب العالم واستنكاره لجرائم كان يمكن لإسرائيل ارتكابها دون أن تسبب الحرج لحلفائها الغربيين أو تزج بهم في تهمة المشاركة فيها بحق الفلسطينيين.

غزة صارت مخيفة لأهلها .. دمار ▪شامل، وطرق محفوفة بالمخاطر، وعدو يدمر كل ما له علاقة بالحياة، وأوبئة تفتك بسكانها كما تفتك بهم القنابل والآلة العسكرية الإسرائيلية المتطورة، وآلاف الجثث تحت الأنقاض، ومقابر جماعية بلا عناوين مملوءة بجثث الشهداء بلا هوية، أيّ غزة هذه التي يتكلم عنها العالم ويرفع كل حر صوته لتأييد أهلها وحقهم في الحياة كبشر، فيما تستمر حكومة الاحتلال في توجيه كل إمكانياتها ومقدّراتها لقتلهم بالرصاص أو جوعًا أو تفتك بهم الأمراض والأوبئة، ومع ذلك يصمد سكان غزة صمودًا أسطوريًا يتنقلون من الموت إلى الموت من أجل الحياة والبقاء فوق تراب وطنهم، وفيما لا يمتلك نتنياهو وحكومته البربرية أي مشروع سياسي لجهة التعاطي مع المشهد الدموي الكارثي والإنساني في قطاع غزة، فإن الفلسطينيين يتمسكون بمشروعهم الوطني المتمثل في مقاومة وإنهاء الاحتلال وقيام دولتهم على أرضهم، فهذا الشعب الجبار الصامد لا يواجه حكومة احتلال متطرفة وفاشية ولا جيشًا بلا أخلاق ولا مبادئ فحسب وإنما عليه أن يواجه عالمًا منافقًا ودولًا متحضرة تكيل بمكيالين، ومؤسسات أممية لا تستطيع أن تحمي نفسها فكيف لها أن تحمي العدالة الإنسانية والقانون الدولي، وكلما ندد العالم بهمجية وعنجهية وجرائم الاحتلال كلما تمادت حكومة نتنياهو في القتل والتنكيل بشعب كامل، فمن ذا الذي يردعها ومن ذا الذي يمكنه وقف جرائمها ما دام هناك فيتو أمريكي وحماية غربية وعالم عربي يسوده الضعف في تحديد أولوياته وتوجيه مصالحه لخدمتها، ومؤسسات دولية لاحول لها ولا قوة، ثم هناك مصالح عابرة للقارات ليس من أولوياتها تأديب إسرائيل أو النيل منها كقوة يستند إليها الغرب في حماية مصالحه في منطقة مهمة وحرائقها لا تنطفئ، وكل رهان يمكننا التحدث عنه يكمن في إرادة الشعب الفلسطيني ووحدته وصموده في مقاومة الاحتلال والتصدي لجرائمه وفضحها أمام العالم حتى تكمل قناعة الشرق والغرب بأن حل الدولتين هو مفتاح الاستقرار والأمن في الشرق الأوسط.
*نقلا عن جريدة الراية القطرية

fmukaram@gmail.com
@fmukaram

Exit mobile version