حسن الوريث
قال صديقي الراوي .. هل سمعت ياصديقي الصحفي آخر مهزلة ؟.. قلت له يا صديقي الراوي.. المهازل في بلادي أصبحت كثيرة في ظل هذه الحكومة الكارثية .
قال صديقي الراوي.. اليوم شاهدت إعلانات في الشوارع عن انجاز كبير وعملاق للبرنامج الوطني للمقربعين يتمثل في توزيع عربية شيبس لأحد المتسولين .. قلت له يا صديقي الراوي.. يقول الشاعر .. وتكبر في عين الصغير صغاره وهذا هو لسان حال هذا البرنامج الهزيل ومسئوليه الصغار قولا وفعلا.
قال صديقي الراوي.. ظاهرة التسول تنتشر وتتوسع وتزداد فأينما اتجهنا في الأسواق والاماكن العامة والخاصة والمساجد والبيوت وفي كل مكان نجد التسول بكل صوره وأنواعه وأشكاله وحتى تلك التي لم تتخيلها فمن التسول بادعاء المرض والعوز والفقر إلى التسول بالتزوح إلى التسول بالجوع والعاهات الحقيقية أو التي يتم صنعها من قبل المتسولين المهم أنها تشكل صورة هذه الظاهرة القديمة الجديدة والتي ازدادت بسبب ظروف الحرب والعدوان وانقطاع الرواتب والنزوح والكارثة أن كل ذلك على مرأى ومسمع من الدولة والحكومة بكافة أجهزتها وهيئاتها دون أن يكون هناك معالجات حقيقية .. قلت له يا صديقي الراوي موضوع مكافحة التسول يحتاج إلى استراتيجية وطنية وتخطيط سليم وعلمي وتحديد المشكلة والاهداف والامكانيات البشرية والمادية المطلوبة وآليات العمل وليس مجرد هوشلية أو منظر يتقدمه برنامج المقربعين الكاذب أو شراء عربية شيبس أو تجميع بعض الأطفال في دورات ثقافية ينتهي أثرها بمجرد خروجهم منها .
قال صديقي الراوي.. سمعت ياصديقي الصحفي أن برنامج المقربعين يستلم موازنة بمئات الملايين من بعض الهيئات بذريعة مكافحة التسول معظمها يذهب في مرتبات ونفقات تشغيلية وبدل سفر وتنقلات للمدير ومرافقيه. قلت له يا صديقي الراوي.. هكذا هي هيئات وبرامج الحكومة التي يتم تفصيلها على أشخاص بعينهم مثل برنامج المقربعين الذي تم تفصيله من أجل هذا الشخص الفاشل لأنه من الخبرة والمقربين فقط اما الكفاءة والقدرة فهي آخر مايتم التفكير به في التعيين لهذه المناصب والنتيجة برنامج فاشل وظاهرة التسول تزداد وتنتشر أكثر.
قال صديقي الراوي.. الدولة كانت ومازالت وربما ستظل غائبة عن هؤلاء الناس فهي لاتعيرهم اي اهتمام فهم في نظرها فئة من الفئات التي تكسب قوتها من نفسها ولاتكلفها شيء رغم ان هذه الظاهرة تسبب مشاكل اجتماعية وأمنية واقتصادية كبيرة تشكل خطرا على أمن المجتمع ولو تحدثنا عن مشاكل ونتائج هذه الظاهرة سنحتاج إلى مجلدات وهناك دراسات كثيرة في هذا الموضوع لكن ما يهمنا هو كيف نعالج هذه الظاهرة..قلت له يا صديقي الراوي.. كلام صحيح وفي محله لذلك لن نتقدم خطوة واحدة طالما ومثل هؤلاء المسئولين يتحكمون في البلاد ويديرون هذه الهيئات والمؤسسات والبرامج بهذا الشكل الهزيل الذي ينتج مشاريع هزيلة مثلهم.
قال صديقي الراوي.. إلى متى سيظل الوضع هكذا في بلادنا تعيينات لأشخاص فاشلين وكذابين لانهم من الخبرة والمقربين أو لانهم يدفعون جبايات ثمن لهذه المناصب؟ وهل سيظل صاحب فكرة عربية الشيبس يتسلط على برنامج يفترض انه انشيء لمعالجة ظاهرة من أخطر الظواهر الاجتماعية في بلادنا؟ وهل يمكن أن يتم إسناد هذا المنصب لشخص كفوء يديره بنجاح ويعمل على وضع إستراتيجية وطنية حقيقية لمعالجة ظاهرة التسول والاستفادة من تجارب بلدان مثل ماليزيا وسنغافورة التي نجحت في هذا الأمر ؟ وإلى متى ستظل مشاريعنا مجرد ضحك على الذقون وإسقاط واجب دون حلول عملية بل من أجل أشخاص فاشلين وكذابين وعاجزين؟ وهل يمكن أن يخضع هذا المدير وبرنامجه للمحاسبة وأين تذهب مئات الملايين التي تصرف لهم ؟ أم أنه من أصحاب الحصانة والقرابة وطز في الشعب والوطن وأموالهم؟.. قلت له يا صديقي الراوي نأمل أن تكون هذه الرسائل وصلت إلى من يهمه الأمر وان يتم إعادة النظر في كل تلك العشوائية التي تسير بها مؤسساتنا وهيئاتنا وبرامجنا ومجالسنا العليا وان نبحث عن عمل حقيقي وحلول جذرية لظاهرة التسول حلول مبتكرة للمعالجة وتاهيل وتدريب الشباب وتنفيذ مشاريع تمكين اقتصادي كبيرة حتى لا يظل الوطن بين واقع مؤلم وهيئات وبرامج كاذبة مثل برنامج عربية الشيبس هذا ومديره الفاشل .