اليمن الحر الأخباري

هروبًا أم إيزافًا..

 

بقلم الشيخ/ علي سعيد سالم الحميري

عند تصفحي للمواقع الأخبارية اليوم لفت إنتباهي تصريح لوزارة الخارجية السعودية يشير إلى عدم حضور ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان للمؤتمر المنعقد في سويسرا منتصف شهر يونيو الحالي بشأن السلام في أوكرانيا وكذلك إلغاء زيارة للرئيس زيلينسكي -منتهي الصلاحية- رئيس أوكرانيا إلى الرياض خلال هذا الأسبوع ، فوقفت متأملاً لهذه الخطوات الجريئة من الأمير الشاب وفي هذه المرحلة الحساسة والهامة وما أبعادها وخلفياتها ومعطياتها؟!، مع إقتراب الإنتخابات الرئاسية في أمريكا وأمكانية فوز ترامب وبنسبة 80% وعودته مجدداً إلى البيت الأبيض، ومع ما يحدث في معركة طوفان الأقصى وما تحققه فصائل المقاومة الإسلامية في غزة والضفة الغربية وشمال فلسطين المحتلة من إنتصارات كبيرة وضربات حاسمة سارعت بإنهاء العدوان الصهيو-أمريكي على غزة العزة والشرف، ومع ما يحدث في البحار الأحمر والعربي والمتوسط والمحيط الهندي من عمليات عسكرية ناجحة للقوات المسلحة اليمنية والتي كان أخرها دك رمز الهيبة الأمريكية المتمثل بحاملة الطائرات أيزنهاور وتمريغ أنوفهم في التراب نصرة وإسناد لغزة وفلسطين، كل هذه الأحداث والمتغيرات تطرح مائة سؤال وسؤال..لماذا في هذا الوقت بالذات؟!
هل أصبح مشروع التطبيع بين السعودية وكيان الإحتلال المؤقت في حكم الميت بعد فشل الأخيرة من حماية نفسها ومن تحقيق نصر ولو على شاشات التلفزة؟ ، أم هل استطاع محمد بن سلمان القضاء على كل خصومه في الداخل وبات أمر تربعه على عرش الملك حتمي فلم يعد بحاجة لحماية أمريكا؟ ، أم هو هروب من ترامب الذي يحسن حلب البقرة؟ ، أم هو التخبط والإرتجال وضبابية الرؤية لدى الأمير الشاب؟؟

وأخيراً كنت أتمنى أن يلجأ محمد بن سلمان إلى حضن “اليمن العظمى” بدلاً عن حضن روسيا، روسيا التي تسعى لإقامة تحالف وشراكة ندية مع يمن الأنصار ، فمازالت هناك عدة روابط تجمعنا مع السعودية ، رابطة الدم والدين والجيرة، بالرغم مما نالنا منها طيلة تسعة سنوات من عدوان وحصار وجرائم حرب -يندى لها جبين الإنسانية- خدمة لأمريكا وإسرائيل ولكن تظل بالنسبة لنا الشقيقة الصغرى وعمر الدم ما يبقى ميه، فنحن أقرب اليها من الغريب وأولى بحمايتهم و”جحا أولى بلحم ثوره” ولكن للأسف “عنز الشعيب ما يحب إلا التّيس الغريب”..

وكيل أول محافظة المهرة

Exit mobile version