بسام ابو شريف*
المقاومة الفلسطينية كعادتها لا تدخر جهدا في بذل كل الجهد من اجل التصدي للهجوم الاسرائيلي وتوجيه الضربات المركزية والمركبة بعمليات ابداعية ضد قوات العدو وآلياته سواء في رفح او في شمال غزة او في الوسط فهذه الامور تتم يوميا لكن الكل يعلم ان ميزان القوى في التسليح ميدان اصبح ضعيفا الى حد كبير فالولايات المتحدة تزود اسرائيل بما تريد من ذخائر واسلحة وقنابل لتقصف خيام النازحين في الشمال والجنوب ولتهدم مزيدا من المنازل التي حاول البعض العودة اليها دون ترميم كاف واستمرار الحصار على اهلنا في غزة بمنع المساعدات الانسانية ومنع الدواء والماء والكهرباء …
ماذا نقصد بذلك نقصد بذلك ان هنالك محاور لا بد من ان تجتمع وتقرر في رفع مستوى وقدرات ضرباتها الموجهة لاسرائيل بحيث تجعل من قدرتها على التصعيد في قطاع غزة قدرة محدودة الى حد ما ونأتي على سبيل المثال محور اليمن ومحور العراق فنحن نرى ان محور اليمن الذي قام بواجبات هائلة وسجل ضربات هائلة للعدو الامريكي والعدو الاسرائيلي نرى ان بامكانه بالتعاون مع المحور العراقي تسجيل ضربات مباشرة للعدو الاسرائيلي ليس في البحر فقط ولكن في مواقع حساسة تجعل من قواعدها الجوية اهدافا تضعف قدرة اسرائيل وكذلك تجعل من قواعدها العسكرية في وسط فلسطين لضرب تحركاتها في الضفة الغربية اقدر على شل قدرات الجيش الاسرائيلي غالجيش الاسرائيلي يتحرك في الضفة الغربية كما يشاء ويهاجم القرى ويقتحمها والمدن والمخيمات كما يشاء وفي كل يوم تنزف الضفة الغربية بوجود شعبي رافض للاحتلال متصديا لها ولكن شبه عار من السلاح والاسلحة الموجودة في الضفة الغربية اسلحة بسيطة لا بد من تعزيزها ومد خط لايصال السلاح للضفة الغربية دون اي تردد ودون اي ابطاء ،
عندما اقول خطوط لايصال السلاح نقول هذا الكلام عن تجربة في مهام قوى الثورة والمقاومة في كل مرحلة من المراحل وفي كل مرحلة تحاول اسرائيل وحلفاء اسرائيل والذين يقفون الى جانب اسرائيل خشية من اسرائيل يقومون باعداد كل العوامل الطبيعية لمنع تهريب السلاح واقامة حواجز تمنع تهريب السلاح من دولة الى دولة حتى تصل الى الضفة الغربية او الى قطاع غزة لقد كانت قبل ذلك قدرة المقاومة على تهريب السلاح قدرة كبيرة ولا شك ان هذه القدرة خفت كثيرا الا ان هنالك خطوط لا بد من خوضها لايصال السلاح خاصة السلاح المضاد للدروع الى الضفة الغربية التي ستشل فعلا قدرات القوات الاسرائيلية التي تتوجه للشمال شمال فلسطين المحتلة وتتوجه الى غزة المحتلة ولكن اضافة الى ذلك نحن نعلم ان المهربين في العالم هم امهر الناس في تمرير ما هو ممنوع وما هو ملاحق من بلد الى آخر ويجنون مليارات الدولارات من وراء ذلك وهذا يعني ان هؤلاء المهربين مستعدون مقابل المال ان يهربوا هذا السلاح الى داخل فلسطين المحتلة ولا اشك ابدا ان بعض تجار السلاح ومهربيه هم من الصهاينة وهم جاهزون لبيع هذا السلاح داخل اسرائيل وربما سلاح الجيش الاسرائيلي نفسه ولكن حتى اذا افترضنا اننا لن نتمكن من ايجاد هذا الخط الذي تتهم الآن اسرائيل ايران لانها اوجدت مثل هذا الخط للضفة الغربية اذا افترضنا ان هذا غير ممكن فهنالك اسلحة تمتلكها محاور المقاومة تستطيع ان تصل الى اهداف مركزة تضعف اسرائيل اضعافا حقيقيا وتجعل من هجماتها على قطاع غزة وضربها المدنيين وشن حرب الابادة والمجاعة والمرض هجمات ضعيفة وغير قادرة على تحقيق اهدافها .
فالعراق محور المقاومة في العراق قادر لاسباب عديدة اهمها اللوجستية واهمها امتلاكه للاسلحة المتطورة وكذلك الاسلحة القادرة على الوصول لاهداف وصلتها اسلحة ايران من قبل اثناء الرد على اغتيال القادة العسكريين في سفارة ايران بسوريا .
ولذلك نقول ان حزب الله الذي يقوم بعمل بطولي رائع وخارق لما تعودت عليه اسرائيل واصابة الاهداف بشكل متتالي وبشكل يومي يقوم بدور هائل في اضعاف جيش اسرائيل ولكن نحن نعلم ان لحزب الله محدودية من حيث المسافة التي يستطيع ان يذهب اليها صاروخ او مسيرة او قذيفة وبين ما يفعله الآن والمسافات التي يصل اليها الآن في الجولان وفي اصبع الجليل والجليل الاوسط والجليل الغربي من هنا فان محور العراق قادر غلى الوصول الى اهداف ابعد من المسافات التي يمكن لحزب الله ان يصلها في حربه ضد العدو الصهيوني وهذا سيجعل من قدرة الجيش الاسرائيلي اقل بكثير من قدرته الحالية على الرد على حزب الله وكذلك مطلوب من مقاومة تنشؤ وتدعم لتبدأ في مقاومة حقيقية في الجولان ومن هنالك هبوطا نحو بحيرة طبريا ،
اذا اردنا ان نواجه هذا التصعيد الاسرائيلي الذي يستخدمه نتنياهو من اجل الضغط على حركة حماس واستسلامها امام الحروب المتعددة التي تشن على قطاع غزة علينا ان نصعد نحن ضرباتنا على اسرائيل لنجعلها اقل قدرة واعجز من ان تصل الى اهدافها التصعيدية التي شاهدناها ونشاهدها كل يوم في قاعة المفاوضات لم تعطي اسرائيل جوابا في المفاوضات رغم المرونة التي ابداها وفد المقاومة التي تمثله قطر ومصر وقال ممثل اسرائيل انه سيعود الى تل ابيب ليعرض ما عرض في الجلسة ثم ليبلغهم ما هو الجواب ومن الواضح ان الجواب بيد نتنياهو سيكون بنفس الاتجاه من هنا لا مجال سوى التصعيد لا مجال سوى توجيه ضربات مركزة الى مراكز حاسمة وحساسة في اسرائيل لتجعلهم خاصة في هذه الفترة بالذات فترة الانتخابات الامريكية غير قادرين بذل مزيد من البطش والاجرام ضد شعبنا الفلسطيني لاكراهه على التنازل ،
ان القذائف التي يمكنها الوصول الى ام الرشراش وضرب القواعد هناك قادرة على الوصول الىحدود قطاع غزة او الى عسقلان ربما كذلك الى القواعد التي تستخدم في تركيز الهجوم على رفح في اقصى جنوب قطاع غزة كذلك عندما نسمع البيانات حول قصف المحور العراقي لاهداف في منطقة حيفا هذه القذائف التي تصل الى ميناء حيفا قادرة على اصابة اهداف تتجه اكثر جنوبا وتصيب اهدافا حساسة جدا تقع تحت حيفا او ما بعد حيفا ،
لذلك نكتب هذا الكلام وقد سمعنا في الايام القليلة الماضية تصريحات لقادة الجيش الاسرائيلي تختلف من حيث النبرة ومن حيث التعبير عن القدرة عن تصريحاتهم السابقة اذ تملأ تصريحاتهم هذه الايام ثقة في النفس لم تكن موجودة سابقا مما يدل على ان بايدن زودهم من الذخائر ما يحتاجونه للاستمرار في تدمير قطاع غزة وربما الهجوم على لبنان ،
واخيرا نقول ان حسابات المسافات بين مواقع محاور المقاومة المساندة لبنان والعراق وسوريا واليمن وبين مواقع في الضفة الغربية مسافات قد تكون اسهل بكثير من مسافات اخرى وخاصة في منطقة الوسط منطقة قلقيليا وطولكرم ونابلس اذا استهدفت من قبل بعض المحاور واذا استهدفت قواعدهم العسكرية في تلك المحاور فالقواعد العسكرية في الضفة الغربية تملأ الارض واقيمت بين المستوطنات لتربط بينها من هنا فان اصابتها من منطلق المحاور المساندة ممكنة جدا ولها قدرات على الوصول لهذه القواعد وايذائها .
*كاتب سياسي فلسطيني