د. محمد المعموري*
ليس غريبا ان نتوقع يوما ان محكمة “العدل الدولية ” تفتح ابوابها لتستمع الى محامي صهيونية لإدانة غزة على صمودها وتضحيتها بوجه اعتى هجمة شهدتها الكرة الارضية منذ ان انزل الله ادم على ارضها غاضبا عليه لعصيانه ثم غافر له توبته ، فكيف لغزة ان تكون بريئة من حب وطنها وكيف لها ان تعلن توبتها عن وطنتيها امام المجتمع الدولي الظالم الذي بريد ابادتها … ، الحق ان غزة لن تتوب عن التصاقها باهلها ولن تخون ترابها ولن تغادر مبادئها ، رغم انها تقصف ويقتل ابنائها وتهدم بيوتها ولكنها لن تزول ولن تسمح بتهجير سكانها وان حاولوا فان جثامين شهدائها ستنبت اجيالا لقتال اعدائها ولن تموت ابدا رغم جوعها رغم عصيانها على نظام عالمي اسس بنيانه على الظلم والقهر اسس بنيانه لكي يزرع في ارض العرب كيان يهدم اركان امة اخرجت للناس لتكون شاهدة على بربرية الصهاينة ومن شهد كيانهم معهم ، امة اختارها الله في غزة وحدها لتكون اول متهمة تدان لولائها لوطنها فهي تقصف ولكنها لا تقتل وتجوع ولكنها لا تموت وتحيا بين رعب وخيانة وبين تجرد من كل قيم العروبة لبعض قادة امتها ولكنها تبقى ليبقى معها الحق فلا يمكن ان يكون الحق الا منتصرا “وبشر الصابرين ” .
منذ طوفان الاقصى المبارك ونحن نقرأ في منصات التواصل الاجتماعي التنكيل بكفاح وبسالة اهل غزة وشبابها ، منذ ان انبثق ضوء ليشاهده العالم في نفق اسود وضعت به غزة والقضية الفلسطينية في هذا النفق من تعتيم ونكران لشعب فلسطين ، فنهضت القضية الفلسطينية التي ماتت في ضمير بعض حكامنا لتكون من جديد محور اهتمام العالم وتبين للعالم كم تعاني من ظلم وقهر من قبل كيان لا يعرف الا الثأر من العرب لقضية هو عايشها ومحرقة ليس لفلسطين دور فيها ولكنه يحرق الفلسطينيين منذ اكثر من سبعين سنة بمحرقة “هولوكوس” بمشاهد لا تحددها محرقة وانما بأحياء كاملة ومدن ظاهرة وبمشاهدة ورضا مجلس الامن والغرب وامريكا وبسكوت وخنوع عرب الجنسية .
ولا استبعد ان بعض الحكام المطبعين يقيم دعوة على غزة في محكمة العدل الدولية يطالبها بإدانتها ومعاقبة ابنائها ، ولا استبعد ان يقدم مقترح من قبل دول مطبعة ان تقطع ارض غزة بالكامل وترمى بالبحر لتمحو كما حلم شارون ، فمن سمح بتواجد العدو في محور صلاح الدين “فيلادلفيا ” لخنق اهل غزة نقول له ولغيره نتوقع منكم كل شيء ، ولكن انتم لا تتوقعون ان غزة لن تموت وقد اثبتت لكم الاشهر العشر انهم باقين ويقاتلون وان جيوشا عربية قبل ذلك اجتمعت ولم تصمد اسبوعا او بعض الاسبوع امام هذا الكيان المحتل الا ان اهلها لازالوا يقاتلون رغم ضعف عدتهم وقلت عددهم وحصارهم منذ اكثر من (٣٠٠) يوم صامدون .
ووصيتي لكم يا حكام تل ابيت ان تستمروا بقتل المصلين فجرا ، وضرب الاحياء نهارا وليلا واكثروا من مجازكم وجيشوا جيوشكم على ابواب غزة واقتلوا قادتها ولكنكم لن تستطيعوا محو اثار ولا قتل شعبها وان تجمع العالم معكم فأنها تحمل فوق ظهرها شعب اراد الله ان يكون هو من يحررها منكم فيأخذ بأذن الله النصر لها وبسواعد ابنائها ، لذلك انتم مصرين على قتلها لأنكم تعلمون ان نهايتكم على يديها ، انها غزة ولو اجتمعتم انتم ومطبعين امتها والعالم من خلفكم لن تحركوا شعرة في مفرق ابنائها .
ومن المعلوم ان الكيان المحتل في كل مرة يقترح فيها عقد مفاوضات فانه يبت في جعبته دمار اضافيا لمدن اخرى في قطاع غزة وبهذا يريد ان يببن للرأي العالم العالمي انه مسالم وانه يسير بطريق المفاوضات بل يدعو لها وهذا ما لمسناه من هذا الكيان على مدى الاشهر العشر الماضية .
وكيف لنا ان نصدق صدق نيته وهو يستمر بهذا النهج من ابادة ودمار وكيف للعرب ان يتمحوروا في محور السكوت وعدم المبادرة لاختراق حاجز الخنوع ومساندة غزة واهلها .
ان ما يقوم به الكيان من مجازر لا يمكن لنا ان نجمله بوصف واحد ولا يمكن بعدها ان ننتظر من هذا الكيان سلاما يعم فلسطين والمنطقة العربية بل هو حقا اجماع من قادة تل ابيب على قتل كل فلسطيني او تهجيره … والله المستعان.
*كاتب عراقي