نور ملحم*
يتمادى كيان الاحتلال الإسرائيلي في اعتداءاته على الأراضي السورية، وعلى دول أخرى في المنطقة واستمراره في حربه الوحشية على الشعب الفلسطيني بدعم أمريكي غربي لا محدود وسط استمرار الصمت الدولي إزاء الاستهتار الإسرائيلي بكافة القوانين والمواثيق الدولية، وانتهاكاته للقانون الدولي، وكانت قد نفذ الكيان الاسرائيلي مئات الغارات الجوية على سوريا في إطار ما تقول إنها حملة لمنع إيران من ترسيخ وجودها العسكري هناك، في حين توعدت السلطات السورية بالرد مرارا .
وفي سياق مماثل زادت في الأيام الأخيرة، التهديدات الإسرائيلية للبنان، بالتزامن مع ارتفاع وتيرة تبادل النيران بعدما شهدت انخفاضاً عقب الردّ على اغتيال القائد في المقاومة فؤاد شكر.
يبدو أن المشهد السياسي المحلي في الولايات المتحدة مضطرب ومثير للانقسام وسط الانتخابات الجارية، ومؤسسة السياسة الخارجية منشغلة بالحروب المستمرة في أوكرانيا وغزة، والشعب الأمريكي ليس لديه شهية لمزيد من الحرب ولكن الزعماء يسعون للعب من تحت الطاولة لإثارة الحروب المستمرة في العالم ، حيث تقوم الولايات المتحدة، عبر وكيلتها إسرائيل، بقصف غزة والضفة الغربية ولبنان وسوريا في محاولة متعمدة لاستفزاز إيران، وهي تحاصر إيران بالسفن الحربية والطائرات وتهدد بأن أي هجوم مزعوم ضدها سيستخدم كذريعة لمهاجمة إيران.
بالجهة المقابلة من المتوقع أن تسيطر الصين على جزر كينمن قبالة سواحل تايوان في غضون الأشهر الستة المقبلة، معتقدة أن الولايات المتحدة لن ترد بقوة على عدوانها
ad
يعتقد العديد من الخبراء أن الرئيس جو بايدن يمر بفترة البطة العرجاء بعد إعلان انسحابه من السباق الرئاسي لعام 2024 مما يخلق عوامل تحول دون استجابة أمريكية قوية وفي الوقت المناسب لحملته في كينمن قبل تنصيب رئيس أمريكي جديد في يناير 2025″.
في مشهد مماثل للحروب البحرية التي تحدث في العالم نلاحظ أن التوترات عبر مضيق تايوان اشتدت بعد أن صعدت سفن خفر السواحل الصينية على متن سفينة صيد تايوانية واستولت عليها كانت في المياه الصينية على بعد حوالي 17.5 ميلًا بحريًا من المياه الخاضعة لسيطرة تايوان في جزر كينمن ، وبعلم الولايات المتحدة
لذلك كان تعليق باحثو معهد دراسات الحرب إن الإدارة التايوانية أن الحزب الديمقراطي التقدمي الحاكم في تايوان يتعين عليه التعامل مع “معارك سياسية متكررة” مع ائتلاف المعارضة المكون من حزب الكومينتانغ وحزب الشعب التايواني، والذي يقول إنه “يحاول عرقلة أجندة الحزب الديمقراطي التقدمي” لوقف التوسع الاستبدادي.
ونتيجة لذلك، يزعم الباحثون أنه من غير المرجح أن تستجيب الولايات المتحدة ولا تايوان “بطريقة فعالة أو تصعيدية”، إذا قررت الصين التحرك ضد جزر كينمن لذلك من المتوقع أن قد تقوم بأولى خطواتها “بعد ثلاثة إلى أربعة أشهر” من الآن للاستيلاء على كينمن، بعد أن “يعيد خفر السواحل الصيني عمليات التوغل في مياه كينمن المقيدة والمحظورة حتى تحدث مثل هذه التوغلات بشكل شبه يومي”.
ستبدأ الصين محاولات الصعود إلى السفن التايوانية واحتجازها في المياه التي “لا تسيطر عليها الصين بلا منازع” وستبدأ في إطلاق “طائرات بدون طيار للمراقبة المدنية ظاهريًا مباشرة فوق القواعد العسكرية في كينمن ، لذلك يتعين على واشنطن الرد على الاستيلاء الصيني الناجح على كينمن من خلال زيادة نشر قواتها ومبيعات الأسلحة إلى تايوان بشكل كبير، وتنسيق دوريات خفر السواحل المشتركة مع تايوان وشركاء آخرين، وتعديل القوانين ذات الصلة للمساعدة في حماية الجزر النائية في تايوان من المزيد من الإكراه.
وبحسب التقارير ، فإن التأثيرات النفسية للاستيلاء المحتمل على جزر كينمن شملت فقدان الروح المعنوية داخل الجيش التايواني وفقدان الثقة في تايوان بشأن الولايات المتحدة والدول الصديقة الأخرى التي تأتي لمساعدة الجزيرة في حالة وقوع هجوم عسكري صيني.
بالإضافة إلى ذلك، لاحظ الباحثون أن الإدارة التايوانية قد تواجه أزمة سياسية جديدة، في حين قد تتمكن أحزاب المعارضة من دفع المجلس التشريعي التايواني نحو زيادة المشاركة الدبلوماسية والاقتصادية مع الصين وتقليل اعتماده على الولايات المتحدة.
لذلك اقترح تقرير معهد دراسات الحرب العديد من التدابير الوقائية، بما في ذلك قيام الحكومة التايوانية بتطوير قوة بحرية تجارية وإنشاء وجود أكبر لخفر السواحل حول كينمن.
*كاتبة سورية