اسيا العتروس*
أعاد العدوان الالكتروني الاسرائيلي غير المسبوق على لبنان مساء الثلاثاء الى الاذهان تصريحات الامين العام لحزب الله في فيفري الماضي لعناصر حزب الله و غيرهم من استخدام الهاتف الخليوي باعتباره جهاز تنصت يرافق صاحبه في كل مكان …
ولا شك أن ما حدث خلال الساعات القليلة الماضية و ما خلفه من صدمة ومن خسائر بشرية و من اصابات من لبنان الى سوريا يؤكد أنه لا شيئ يحدث صدفة وأن كيان الاحتلال اعد العدة لهذا الهجوم منذ مدة لعدة اسباب لعل اولها و اهمها الحرب المستمرة على قطاع غزة و التي فشل رئيس الوزراء الاسرائيلي مجرم الحرب ناتنياهو في تحقيق اهدافه في انهاء وجود حماس و القضاء على قياداتها و من ثمة استعادة الرهائن و هي تتنزل في اطار سياسة الهروب الى الامام و تاجيل الملاحقات القضائية في الداخل و الخارج ..
على أن ما سبق لا يلغي باي حال من الاحوال خطورة ما حدث و تداعياته لا على الساحة اللبنانية فحسب و لكن على كل دول المنطقة في حال اتجه حزب الله للرد على هذا الهجوم الذي يمكن اعتباره بجريمة حرب.
كيف أمكن لجهاز الاستخبارات الاسرائيلي الوصول الى طلبية حزب الله و كيف مر الامر على حزب الله , و كيف تمكن من العبث بها و شحنها بالمتفجرات و هل هناك شركات و دول متورطة في الخرق الحاصل و عمليات تفخيخ الشحنة هذه مسألة اخرى في واقعة البيجر التي تؤكد مجددا دخول سلاح التكنولوجيا الحديث و تكنولوجا الاتصالات و الهجمات السيبيريانية و لا بديل عن كسب هذا السلاح الذي يستجب معرفة و دراية و قدرة على الاستثمار في التكنولوجيا الحديثة لمن أراد أن يكون خارج الزمن ..دور و مكانة المقاومة مسألة لا تقبل المجادلة و لكن مقاومة معززة بسلاح التكنولوجيا و القدرة على اداراتها و التحكم فيها ستكون اكثر فعالية ازاء عدو يسعى للحصول على احدث التقنيات العسكرية …و الامر طبعا ينسحب على مختلف المجتمعات العربية و الاسلامية التي تغرق في التبعية و في العجز التكنولوجي و العلمي و المعرف .ز
ad
والواقع أيضا أن الهجوم الالكتروني الذي اقر مسؤول اسرائيلي بمسؤولية كيان الاحتلال فيه و اقرار الادارة الامريكة كالعادة بان تل ابيب اعلمتها بالهجوم بعد حصوله ما يجعل العالم أمام مشهد غير مسبوق في زمن حرب التكنولوجيا الفائقة التي ادت حتى الان في مقتل تسعة اشخاص و اصابة المات عندما انفجرت اجهزة النداء الاسلكية في توقيت متزامن بعد تفعيل مواد متفجرة تم وضعها لاحقا في مرحلة ما بعد التصنيع قبل تزويد حزب الله بها حسب تصريحات مسؤواين عن لشركة الام في تايوان
لسنا بصدد مناقشة كيف امكن لكيان الاحتلال تنفيذ الهجوم الالكتروني الارهابي فهذه مسألة تقنية تستوجب رأي اهل الاختصاص و هنا مربط الفرس و موطن الداء و الاكيد أن ما حدث يجعلنا في حالة صدمة بالنظر الى خطورة الحدث و لكن ايضا بالنظر الى حالة التخلف و الفقر التكنولوجي الشامل لمختلف المجتمعات العربية عموما التي تحولت الى مجتمعات استهلاكية لكل المنتجات الالكترونية العصرية بما يجعلها رهينة في امنها و قرارها و سيادتها
و لعلنا لا نبالغ اذا اعتبرنا , ان صدمة الهجوم الالكتروني على لبنان اعاد الى الاذهان حدثا تاريخيا بعد اجتياح نابوليون لمصر بما يعني أن امتلاك سلاح التكنولوجيا الحديثة مسألة حيوية و مصيرية و لا يمكن تجاهل هذا الامر ..
صحيح أننا ازاء كيان مارق قام على الدم و لا يبدوأنه يرتوي من الدم و هو كيان يحظى بكل انواع الدعم العسكري و الوجستي و التكنولوجي من القوى الكبرى و ذا ليس سرا كما أن لديه احد أكبر لاستخبارات التي بامكانها الوصول الى كل أهدافها باستعمال التكنولوجيا الحديثة …نعم حزب الله كان و لا يزال هدف اسرائيل التي لم تخف يوما ان نصرالله في مرمى اهافها و كذلك قيادات المقاومة الفلسطينية و هذا ما يعيدنا الى ما حصل قبل فترة في طهران من استهاف لزعيم حركة حماس اسماعيل هنية بتفجير اسهدف مقر اقامته في العاصمة الايرانية طهران و لا ننسى ايضا كل الاغتيالات التي حدثت بنفس الطريقة …
حتى الان يبدو ان أجهزة النداء اللاسلكية التي انفجرت صنّعتها شركة “غولد أبولو” التايوانية و لكن يبدو ان ايدي اسرائيل تمكنت من العبث بها من خلال زرع كمية صغيرة من المتفجرات بداخل كلّ منها قبل وصولها الى لبنان كل ذلك دون اثارة أي شكوك و هنا ايضا يجب طرح كل الاسئلة هل كانت الاستخبارات الاسرائيلية توجه رسالة الى نصر الله بانها قادرة على الوصول اليه و هل هي رسالة الى السنوار بعد البيانات المتواترة بشأن خطاب مرتقب له .و يبدو ان السنوار تجنب إلى حد كبير المكالمات الهاتفية والرسائل النصية وغيرها من الاتصالات الإلكترونية التي يمكن لإسرائيل تعقبها والتي أدت إلى مقتل نشطاء آخرين ما يعني ان الحذر اليوم مطلوب اكثر من أي وقت مضى و ان كل الخطابات الحماسية و التهديدات و التحذيرات يجب ان تترك المجال لبحث الخلل الحاصل و الثغرات الخطيرة و الانتباه للفجوة العميقة و لخطر الفقر التكنولوجي في حرب تكنولوجية بامتيا ز..نعم سبق وكشفت قناة عبرية النقاب عن تشكيل وحدةٍ إسرائيليّةٍ خاصّةٍ في جهاز الأمن العام (شاباك) مهمتها الأساسيّة اغتيال السنوار.وكانت القناة الـ12 بالتلفزيون الإسرائيليّ ذكرت في تقريرٍ مطولٍ بعنوان” في انتظار خطأ واحد: هكذا تُدار مطاردة يحيى السنوار”، مؤكّدةً أنّ جهاز الشاباك خصص وحدة استخباراتية لمراقبة تحركات السنوار منذ بداية الحرب على قطاع غزة في السابع من أكتوبر الماضي…الحذر والانتباه مطلوب ..كذلك الرد يجب أن يكون في حجم العدوان ..
*كاتبة تونسية