اليمن الحر الأخباري

انتظروا المفاجآت السارة!

د. أوس نزار درويش*
شكل استشهاد سيد المقاومة السيد حسن نصرالله ضربة وصدمة كبيرة لكل جمهور وانصار محور المقاومة كيف لا والسيد حسن الذي يعتبر احد الرموز والابطال الكبار ببطولته وصدقه وكاريزميته وشخصيته القيادية الكبيرة والذي استطاع قيادة المقاومة لمدة 32 عاما واستطاع بهذه الفترة ان يطور كثيرا من حزب الله وهو الوحيد الذي استطاع ان يحرر ارضه ويجبر العدو على الانسحاب صاغرا مذلولا عام 2000 وان يهزم العدو شر هزيمة عام 2006 .
طبعا جمهور محور المقاومة حاليا يشعر بالاحباط الكبير بعد استشهاد السيد واستشهاد عدد من القادة المؤثرين جدا في الحزب كالشيخ نبيل قاووق وعلي كركي وقبلهم ابراهيم عقيل وفؤاد شكر رحمهم الله اجمعين .وبدا البعض وخصوصا من انصار العدو والكارهين لمحور المقاومة اساسا بترديد مقولة ان ايران قد باعت السيد حسن وتخلت عنه مقابل تفاهمات مع الولايات المتحدة حول برنامجها النووي وللاسف ان بعض انصار محور المقاومة بدا يتماهى مع هذه المقولة واصبح يرددها بشكل ببغائي .
مااحب ان اوضحه بان هدف الموساد الصهيوني والوحدة 8200 بشكل خاص ايصال العرب لحالة كره ايران وجعل ايران هي عدو لذلك دائما مانرى المحللين السياسيين الصهاينة والذين غالبيتهم يعملون في الوحدة 8200 كايدي كوهين ومائير المصري وشلومو غانور دائما مايشتمون ايران ليلا نهارا ويطلقون اوصافا طائفية كالنظام الشيعي ويحاولون تاجيج الفتنة السنية الشيعية.
الحقيقة الثابتة والراسخة بان ايران لاتبيع لا السيد حسن ولاحزب الله ولا حماس ولا اي حركة من حركات المقاومة كيف تبيع السيد حسن ونحن كما نعلم بان حزب الله تمويله وتسليحه وتدريبه كله من ايران وايران اساسا هي من انشاته في مطلع الثمانينات وحتى بلغة المصالح فالسيد حسن كان يعتبر كنزا استراتيجيا كبيرا لايران وخسارته تعتبر ضربة كبيرة لابل اكثر من هذا كيف تبيع ايران المقاومة وهي من قدمت خيرة ضباطها وجنرالاتها فداء للبنان ولسورية ولفلسطين لابل الاجتماع الذي استشهد فيه السيد حسن كان برفقته نائب القائد العام للحرس الثوري الجنرال عباس نيلفوروشان الذي استشهد مع السيد دون ان ننسى الجنرالات الاخرين الذين استشهدوا في سورية ايضا كمحمد رضا زهدي ومحمد علي الله دادي وحجة الله افيغدوار ورضي موسوي .وهؤلاء هم عينة فقط من الضباط الكبار الذين قدمتهم ايران كشهداء واستشهدوا بالضربات الصهيونية في سورية ولبنان بل ان ايران لعبت الدور الاكبر في الدفاع عن الدولة السورية في وجه الحرب الكونية التي شنت عليها لان هذه الحرب الكونية كانت تهدف لانهيار الدولة السورية وبالتالي انهيار سورية خدمة للمصالح والاجندات الصهيونية.
طبعا النتن ياهو لديه مخططات وطموح شخصي بان يصبح بطلا قوميا عند الكيان يفوق بن غوريون نفسه لذلك قال عبارته الشهيرة باننا نعمل على تغيير الشرق الاوسط بتركيبته الحالية وعبر عن هذا بكلمته قبل ايام امام الجمعية العامة للامم المتحدة عندما جاء بخريطتين الخريطة الاولى عبر عنها بربط ممر استراتيجي من الهند والمحيط الهادي باوروبا مرورا بدول الخليج العربي وفلسطين المحتلة وبالتالي فرض الكيان نفسه كممر استراتيجي وجيوسياسي كبير واطلق على دول الخليج العربي والدول المطبعة دول النعمة ودول الخير بينما اطلق على دول ايران والعراق وسورية ولبنان اسم اللعنة ومن هنا يتبين لنا حجم المخطط الصهيوني والامريكي المرسوم للمنطقة لان كل مايجري هو بتخطيط امريكي وتنفيذ صهيوني وامريكا تتبع سياسة النفاق والكذب الاعلامي وتمارس سياسة تبادل الادوار بينها وبين الكيان.
وبالمناسبة النتن ياهو عبر عن مخططه هذا منذ فترة طويلة في كتابه الذي نشره عام 2007 بعنوان مكان تحت الشمس وهو يحاول تطبيق مخططاته بالقضاء على سورية وايران ولبنان والعراق والتي اطلق عليها اسم اللعنة وعندما صمدت سورية والعراق واحبطت المقاومة في لبنان وفي غزة المخططات الصهيونيةوخصوصا بعد عملية طوفان الاقصى البطولية وتضامن جبهات الاسناد مع غزة من حزب الله الى انصار الله في اليمن الى الفصائل العراقية فهنا انتقل الى القوة العسكرية المفرطة لفرض مخططه ففي غزة سيحاولون تطبيق مايسمى خطة الجنرالات هذه الخطة التي وضعها مستشار الامن القومي الصهيوني السابق غيور ايلاند والتي تنص على فصل جنوب قطاع غزة عن شماله واجبار اهالي غزة على النزوح الى سيناء وهذه الخطة طرحها غيور ايلاند منذ عام 2004 اما في لبنان فسيحاول الصهيوني استغلال الوضع والقيام بمحاولة اجتياح بري للجنوب وصولا للحدود السورية اللبنانية والسيطرة عليها وطبعا حزب الله اعد نفسه لهذا السيناريو وسيصطاد الجيش الصهيوني اذا مااقدم على هذا العمل .فهناك هدف رئيسي للعدو هو القضاء على المقاومة وتوسيع حدوده وكلمة دونالد ترامب التي قالها قبل شهرين بان حدود اسرائيل يجب ان تتوسع لم تات عن عبث بل هذا مخطط يجري العمل عليه.
اما بالنسبة لسورية فكما هو معلوم سورية عانت من اثار حرب ارهابية منذ اكثر من ثلاثة عشر عاما والان تعاني من ازمة اقتصادية خانقة نتيجة الحصار والعقوبات ومع هذا لم تتراجع سورية قيد انملة عن مواقفها المشرفة في دعم المقاومة وبقيت الخزان الاساسي للمقاومين ولنقل الاسلحة الاستراتيجية الى المقاومة في لبنان وفلسطين لذلك الكيان الصهيوني يقوم بضربها دائما والدفاع الجوي السوري رغم اقدميته يتصدى كثيرا للضربات الصهيونية وللاسف الشديد ان الحليف الروسي لايسمح لنا باستخدام انظمة الجوي الاس300 والاس400 الحديثة الموجودة في حميميم بالرغم من ان الدولة السورية قامت بشرائها ودفعت ثمنها ولو تم استخدامها لامتنع الصهيوني عن تنفيذ اي ضربة .
وطبعا سورية نتيجة لظروفها واوضاعها الداخلية امتنعت عن توجيه اي ضربة او رد للكيان ولكن اذا دخلت الامور طريق اللاعودة وحاول الكيان ضرب المقاومة في العمق واقتطاع اراضي سورية جديدة وخصوصا ان هناك كثير من الخونة السوريين يطلبون من اسرائيل اجتياح سورية فعندها سورية بالتاكيد ستدخل الحرب وستفتح جبهة الجولان على مصراعيها ولن تقف مكتوفة الايدي بتاتا.
كل جمهور محور المقاومة متعطش لرد كبير وصاعق للعدو الصهيوني ويسال نفسه لماذا تاخر هذا الرد الكبير وخصوصا بعد استشهاد السيد حسن نصر الله
ونجيب بالقول بان المقاومة تعمل بدراسة وتعقل لابالغضب وردود الافعال وهي الان انتهت من مرحلة امتصاص الصدمة التي تلقتها ويقوم حاليا حزب الله باختيار قيادته الجديدة سواء منصب الامين العام والذي على الارجح سيكون السيد هاشم صفي الدين والذي يوصف بتشدده بالعداء للعدو الصهيوني بدرجة كبيرة وانا ارجح بانه سيعلن عن السيد هاشم صفي الدين امينا عاما للحزب بالتزامن مع عملية ضخمة سينفذها الحزب ضد العدو اي سيقدم السيد هاشم صفي الدين نفسه بعملية عسكرية كبيرة ضد العدو .ومن ميزة حزب الله بانه يرتكز على العمل المؤسساتي فلا يعتمد على شخص واحد وعندما يستشهد لهم قائدا دائما ماياتي بديلا لايقل عنه فكم استشهد قادة عسكريين عظام للحزب كعماد مغنية ومصطفى بدر الدين وحسان اللقيس وفؤاد شكر وابراهيم عقيل وحتى عام 1992 عندما اغتالت اسرائيل امين عام حزب الله السابق الشهيد عباس الموسوي ظنت وقتها ان الحزب انتهى واذ به ياتي بديلا لايقل عنه وهو سماحة السيد الشهيد حسن نصر الله والان بديل السيد حسن لن يقل عنه .وبعد الانتهاء من تشييع السيد حسن وترتيب البيت الداخلي للحزب واختيار القيادة الجديدة عندها سندخل في مرحلة تصفية الحساب مع العدو وستفتح جبهات كبيرة وسيتلقى العدو ضربات مزلزلة كبيرة ستهز كيانه وسيتلقى هزيمة ساحقة لم يتلق مثلها في السابق هذه الهزيمة ستكون بداية النهاية لهذا الكيان اللقيط .اما مصير النتن ياهو بعد نهاية الحرب سيكون مشابها كثيرا لمصير ايهود اولمرت بعد هزيمته في حربي 2006 في لبنان و 2008 في غزة اي سينتهي مصيره في السجن.
وفي النهاية ساختم مقالي في بضع كلمات
انتظروا المفاجات السارة التي ستزلزل العدو وستثلج قلوبنا وصدورنا …والايام القليلة بيننا.
*كاتب وباحث سياسي سوري واستاذ جامعي في القانون العام.

Exit mobile version