د. عبدالله الأشعل*
يطيب لى أن أوجه هذه الرسالة إلى المجتمعين فى القمة العربية فى الرياض كل بصفته ولهم كل الاحترام ولكن هذه الرسالة ضرورية فى هذه المرحلة.
أولاً: موقفكم من غزة بكل عناصرها لا يمكن الدفاع عنه وبحاجة الي تفسير كما أنكم اجتمعتم فى قمة طارئة فى جدة عربية إسلامية و اتخذتم عدة قرارات لم تر النور فزاد ذلك من غضب الشارع العربى والإسلامى ثم أنكم اجتمعتم بعد 25 يوما من بدء حملة الابادة الصهيونية على غزة ويقول الخبثاء أنكم اجتمعتم بناءا على توجيهات الادارة الأمريكية ولذلك عقمت قراراتكم بتوجيهات الادارة الأمريكية وزاد ذلك من عدم مصداقيتكم لدى الشارع العربى والإسلامى بل أن بعضكم حسب الإعلام الأمريكى كانوا يساندون إسرائيل ويوجهون الإعلام لديهم بالعداء للمقاومة بحجج مختلفة لم يقتنع بها الشارع.
ثانياً: أن إسرائيل والولايات المتحدة تريدان طى صفحة العروبة والغاء مؤسسات العمل العربى المشترك العقيمة واستبدالها بوضع جديد تكون فيه إسرائيل مركز الثقل فى الشرق الأوسط الجديد ولن يكون ذلك ممكنا إلا بأيديكم.
ثالثاً: أن الشعوب العربية والإسلامية تغلى بسبب موقفكم وتدرك أنكم ليس لكم قرار أو ارادة ولذلك لم يلتفت احدإلى هذه القمة وغيرها وأصبح موقفكم وفق هذه الرؤية مسلما به أو من المسلمات فى الواقع العربى المعاصر.
رابعاً: بمراجعة تاريخ القضية الفلسطينية تبين لنا أنه لم يكن صراعا عربيا إسرائيليا،وإنما كان صراعا بين إسرائيل والدول المجاورة لها التى اعتدت عليها وكان البعيد منكم عن إسرائيل مجرد متضامن مع البلاد التى سميت بلاد الطوق العربى وهذه التسمية أكبر كثيراً من الواقع والجدير بالذكر أن التسمية الأوفق هى دول ضحايا القرب من إسرائيل.
خامساً: أن الرئيس السادات برر تقاربه من إسرائيل واستبداله العروبة بإسرائيل وأمريكا يأسأ من مساندتكم مصر بأسم التضامن العربى ثم أين ذهبت اتفاقيات الدفاع المشترك ولماذا فقدتم الأمل فى جلب الحقوق الفلسطينية والعربية مادامت واشنطن تؤيد إسرائيل ولاشك أنكم جميعا تحسدون المقاومة فى جميع الجبهات على انها تواجه الولايات المتحدة والغرب والبيئة العربية والإسلامية الحاضنة لإسرائيل والله ناصرهم.
سادساً: أن موقفكم المشهود يعتبر نقطة تحول فى التاريخ العربى ويخشي الشارع العربي والاسلامي أنكم فضلتم كراسى الحكم على قيم الدين والوطنية والعروبة ولكن الدين قيم والعروبة قائمة وسوف يقيض الله لها رجالا يستحقون هذا الوصف.
سابعاً: بعض اعلامكم المعادى للمقاومة والموالى لإسرائيل مكشوف وإذا علمنا أن الإعلام فى المنطقة العربية هو اعلام النظم وليس حرا فإنه يعكس موقفكم السياسى وقد حانت الفرصة لكى افند لكم المبررات الساقطة لموقفكم:
1- تردد بعض الاوساط أن إيران هى عدوكم وإيران فى الواقع ليست عدواً لأحد وانما عدو لإسرائيل والولايات المتحدة وكان يجب أن تشكروا إيران فلا يجوز لكم أن تحاربوا المعركة الأمريكية ضد إيران فإيران أولى لكم من إسرائيل الغربية والولايات المتحدة البعيدة.
2- يشكو بعض الحكام العرب من أن إيران تسلح المقاومة وأن المقاومة أذرع إيران ولابد أن تشكروا إيران لأنها تقوم بالدور الذى تخليتم عنه وهو دعم المقاومة ضد إسرائيل بل أنكم مطالبون بتصحيح موقفكم من المقاومة فبدلا من وصمها بالإرهاب هى تستحق دعمكم وهناك حل آخر حتى نستغنى عن المقاومة وعن إيران وهو من الواضح أنكم قدمتم خدمة عظمى لإسرائيل والولايات المتحدة فيمكنكم أن تستخدموا هذه العلاقات الحميمة مع الطرفين حتى تجلبوا حلا عادلا للقضية الفلسطينية وتستغنون عن المقاومة وإيران فارجو الاتشتكوا من إيران بل أنكم قد تستجيبون لدعوة نتانياهو وترامب لاقامة حلف عربى إسرائيلي ضد إيران فى المستقبل فإذا حدث ذلك فليس هناك ضمانة لانفجار المنطقة كما يجب أن تأخذوا فى الاعتبار أن إيران ترعب إسرائيل والولايات المتحدة معا بأسلحتها المتقدمة.
ثامناً: أرجو أن تدرسوا ملحمة غزة والدروس المستفادة منها التى جعلت موقفكم الرسمى التقليدى تجاوزه الزمن.
1- فأنتم تريدون اقامة دولة فلسطينية على حدود الرابع من يونيو 1967 وبذلك تتخلون عن ربع الأراضى الفلسطينية خارج قرار التقسيم؟!
2- أن عاصمة الدولة الفلسطينية في المشروع العربي هى القدس الشرقية.
3- تعلمون جيداً أن إسرائيل تجسيد للمشروع الصهيونى وقد أصدرت قانونا بحظر اقامة الدولة الفلسطينية فى فلسطين وتسعى إلى تهجير الفلسطينيين من فلسطين ومع ذلك ترددون فى مجالسكم نفس الصيغة غير الواقعية بل أن السعودية اقترحت ما يسمى بالمشروع العربى للسلام وتضمن انسحاب إسرائيل من الأراضى العربية مقابل التطبيع معها وانتم تعلمون ان سجل اسرائيل يابي ذلك
تاسعاً: أن سعيكم لحل القضية الفلسطينية استمر عدة عقود ومفهوم السلام ليس متفقاعليه ومع ذلك إسرائيل مع ترامب يخططان لاقامة إسرائيل الكبرى.
عاشراً: ما سبب الموقف العدائى العربى من أحداث 7 أكتوبر بدليل ادانة وزراء الخارجية العرب لحادث 7 أكتوبر البطولى.
الحادى عشر: اقترح عليكم دراسة الصيغة الآتية وهى التفاوض مع دول الغرب والولايات المتحدة على تقرير مصير إسرائيل مادامت تريد الاستيلاء على فلسطين وحدها فالفلسطينييون أحق من الصهاينة بأرضهم وأقترح أن تصدروا قرارا فى ختام أعمالكم تدعون فيه دول الغرب إلى انقاذ المنطقة من إسرائيل وتدعون إلى مؤتمر دولى يقرر فيه مصير إسرائيل التى لا تحترم القانون الدولى ولا تحترم الولايات المتحدة. فهذه الاشكالية الحقيقية التى تستوجب نظركم وبحثكم فإذا توصلتم إلى حل للمسألة الإسرائيلية سوف ينفتح الباب إلى حل القضية الفلسطينية بسهولة.
*كاتب ودبلوماسي مصري