اليمن الحر الأخباري

مدارس وجامعات خاصة لحفلات البيض والكوش!!

 

بقلم/ احمد الشاوش*

أصبحت المدارس والجامعات اليمنية الخاصة بيئة خصبة للتسول والارتزاق عن طريق اجبار الطلبة والطالبات على اقامة الحفلات والمناسبات والبازار الخيري والمساعدات التي تحمل أكثر من علامة تعجب واستفهام.

مدارس عجيبة وجامعات غريبة وكتيبة مدرسين و دكاترة أغرب من الخيال ، لم تكتف بالرسوم الدراسية المبالغ فيها واستغلال قيمة مؤلفات الكتب المجمعة مثل حب القشام من كُتب الاخرين والملازم التي تحولت الى اشبه بالوجبات السريعة والضغوط المالية والنفسية على الطلبة والطالبات واسرهم وانما وجدوا فرصة كبيرة في تنويع مصادر الجباية وهات يا قصدة الله في غياب وزارة التعليم العالي والتربية والتعليم ومكاتبها التي تشتغل كالتلفون الصامت .

تصور عزيزي القارئ ، مدرسة خاصة للبنين والبنات ، تعمل قبل انتهاء نصف العام الدراسي حفلة للصف الخامس ابتدائي وغيره وتطلب رائدة الفصل والمدرسين من التلاميذ على كل طفل ان يشارك في الاحتفال بأحضار بعض متطلبات الحفلة دون مراعة لمشاعر الاطفال والايتام ومعيشة وقدرة بعض الاباء والامهات الذي سجل اطفاله بالمدارس الخاصة والاهلية مجبوراً على حساب معيشته بعد أن أصبحت المدارس الحكومية في آخر اهتمامات الدولة التي تقط المسمار.

والشيء المؤلم والصادم ان طفلة شغلت والدتها واحضر 44 بيضة مسلوقة رغم ان عدد طلاب وطالبات الفصل 40 طفل وطفلة لعل وعسى أن تكون الاربع البيض الزيادة من نصيب قوم للمعلم.. وطفلة احضرت صحون كيك واخرى سندويتشات وعبوات بيبسي وعصيرات راني وتنفاش وخامسة طحينية وجبن وخبز وبفق وشكلاته وغيره من لزوم حفلة الطفولة البريئة أمام اعفاط العرطات الفاقدات لالف باء القناعة وأبجديات التربية الصالحة .

والمضحك والمبكي انه ما ان حضر جميع التلاميذ الى الفصل وبدأ كل طفل وطفلة تملؤة الفرحة والسعادة يذهب الى المعلمة لتسليم الشيء المكلف بأحضارة والتمتع بمشاركة زملاءه في الحفلة إلا ان المربية الفاضلة جمعت الغنيمة وعبت شنطتها المخصصة للبرمات والعلاقيات بنصف تلك الاصناف للبيت وقامت بقسمة بيضة بين كل طفل وطفلة وحرمان طيور الجنة من حقوقهن وفرحتهن .

والمخجل ان زميلاتها من المدرسات عندما علمين بالمناسبة ارسلين طالبات الى الاستاذة الموقرة لاخذ شيء من تلك الحفلة ومع ذلك لم يحصلن الا على بعض أرغفة الروتي الناشف لان “الابلة” ، المبروكة غَفرَت البضائع ، وقيس على ذلك بعض المدرسين الاعفاط في مدارس أخرى المصابين بنفس اعراض البؤوس والفقر والمجاعة والطمع.

الموقف كان صادماً بالنسبة للتلميذات وولد نظرة سلبية جداً وكراهية بلاحدود للاستاذة التي صادرت ولفت بطريقة عجيبة الكثير من العصيرات والكيك والبيض وغير ذلك من الاصناف التي حولت مشهد السعادة الى تعاسة وتراجيدياونظرات ليزرية وكوابيس لدى بعض زهور المدارس المشاركات في الحفلة ولم يحصلن الا على الفتات بينما جماعة ياجوج وماجوج من الجنس اللطيف والخشن صادروا فرحة الابرياء وحولوا حياتهم الى كوابيس وحفلاتهم الى مآسي .

اما في احدى جامعات أمانة العاصمة صنعاء ، فقد دعا احد الدكاترة وفي رواية البياطرة ، الطلبة والطالبات الى عمل حفلة بالجامعة قبل حفل التخرج الرسمي في احدى القاعات طالباً من كل واحد منهم دفع 5000آلاف ريال وبعد صياح ونياح ومراجعة ومشارعة وخراب بيوت تم تخفيض المبلغ الى 3000 آلاف ريال لشراء حلويات وعصيرات وشكلاته وتورت دون تقدير مشاعر وظروف ان الكثير من الطلبة والطالبات يالله بالكاد تحصل على أجور المواصلات والسندوتشات من قبل ابائهن نتيجة للاوضاع الاستثنائية التي تمر بها البلاد.

وأغرب مالفت نظري أيضاً أن الدكتور المستغل “…” قليل العقل والبصر والبصيرة طلب احضار ” كوشة” تحمل اسمه وكأنه عريس أو عروسة الحفل ، ولم يكتف الدكتور الاكاديمي الخارق للقانون واللوائح والعادات والتقاليد والمشاعر الانسانية بذلك بل أشترط عمل تورته محترمة مكتوب عليها اسمه حائزاً على نصيب الاسد وكله تحت مسمى البازار الخيري والذكرى الاخيرة للطلبة والطالبات في الجماعة، ربنا يقصف عمره.

وفي غياب وزارة التعليم العالي والتربية والتعليم ومكاتبها النائمة في العسل سنين تركت الحبل على الغارب بالنسبة لحفلات ومناسبات الابتزاز ولم تخرج بقرار وزاري يوقف مهزلة المدارس والجامعت الخاصة التي تبتز الطلبة والطالبات منذ الصف الاول الابتدائي وحتى الجامعة مكرسة عادة سيئة ما يدعو الى طرح أكثر من علامة تعجب واستفهام .

وحتى لايقال ان هناك استهداف للقطاع التعليمي الخاص ، وانه مثالي ، وان هناك حملة وزوبعة ، تستهدف التعليم الواطي في اليمن .. مازلت اتذكر بعض المشاهد المحرجة والمقرفة والمخزية لبعض الزملاء الصحفيين الذين يحضروا لتغطية بعض الفعاليات والمؤتمرات والورشات في بعض الفنادق الفخمة وقبل انتهاء وقت الغداء سارع بعض امراض المهنة ودخلائها الى فتح الشنطة وكيس الدعاية ولفلف بقايا الطعام والحلويات والمناديل وعلب البيبسي بصورة صادمة ومذهلة بل اني لاحظت صحفي آخر ينتف ملعقة فضة وكأس من احد الفنادق الى جانب لفة من المناديل جعلني افر عشرة أمتار من جوار الحريقة من شدة الخجل والفضيحة ورغم ذلك انتهى المؤتمر بسلام وموجه الرأي العام داغز ريش وواضع مشاعره وضميره ومهنته وشخصيته في ثلاجة الموتى!!؟.

هل وصل الحال ببعض المدرسين والمدرسات والدكاترة والاكاديميين ورائدي الفصول الى هذا الحد من الجشع والانحطاط بفرض احتفالات ومناسبات شكلية لاتقدم ولا تؤخر بل تُسبب احراجاً للكثير من الطلبة والطالبات والاباء والامهات وانتقاصاً للمدرسين والاكاديميين ، واين دور مدراء المدارس ورئاسة الجامعات وماهو موقف هؤلاء مما يحدث من تسول اكاديمي ؟.

هل تعلم وزارة التعليم العالي والتربية والتعليم بما يحدث من فعاليات واحتفالات مضروبة واموال وتكاليف غير قانونية يُجبر الطلبة والطالبات على تغطية نفقاتها ام أنها تغرس رأسها في الارض كالنعامة ؟.

زاد الماء على الطحين وأصبح الطالب والطالبة الذي لايشارك أو يدفع المال المحدد أو الوجبة المخصصة عليه مهدد كما يقال في الدرجات من قبل بعض من يطلق عليهم ..كاد المعلم ان يكون رسولا.

أخيراً.. نطالب وزارة التعليم العالي والتربية والتعليم اصدار قرار بعدم أقامة أي حفلات ومناسبات وبازارات خيرية تحت أي مسمى سياسي أو اجتماعي أو غيره ، منعاً للتسول والطمع والجشع والمتاجرة وتحميل الناس فوق معاناتهم لان الهدف من الدراسة هو التحصيل العلمي وليس الاستغلال والابتزاز تحت رماح الاحتفالات والمناسبات لجمع أكبر مبلغ وبيضة وتورته وعصير وبيبسي وقطعة كيك ..

اما لف ملعقة فضة وكأس قهوة ومناديل فاين وجمع بقايا الاكل والحلويات فذلك أكبر صدمة في حق بعض رجال الاعلام والصحافة .. ياعيب الشوم.
*رئيس تحرير سام برس

shawish22@gmailcom

Exit mobile version