اليمن الحر الأخباري

ماذا يجري وإلى أين سنصل؟!

 

د. محمد أبو بكر*
ما يجري من أحداث متسارعة ومفاجئة على الساحة العربية، وفي غضون فترة قياسية يجعلني غير قادر على الفهم والإستيعاب، فأنا لست محللا سياسيا ولا كاتبا لا يشقّ له غبار، بل مجرّد مواطن عادي، يشاهد ما يجري، وأصبحت تماما مثل .. الأطرش في الزفّة !
في غضون أيام قليلة قتلوا معظم قيادات حزب الله، من أمين عام الحزب لرئيس المجلس السياسي ثمّ المسؤول الإعلامي وقضوا على قيادات الرضوان، ناهيك عن قيادات هامّة أخرى في الحزب، وفوق ذلك اغتيال يحيى السنوار وغيره، والإمعان في قصف سوريا واليمن .
وسوريا وحدها قصّة كبيرة تستعصي على الفهم، هل يعقل بأنّ جبهة النصرة باسمها الجديد هيئة تحرير الشام باتت هي المنقذ للشعب السوري من نظام الأسد ؟ وهل يمكن لأحد أن يقوم بإفهامي وإعلامي كيف تمكّنت دولة الإحتلال من تدمير الجيش السوري وأسلحته كافة وبنيته التحتية في غضون ثلاثة أيام فقط
أريد ان أفهم .. ما الذي يجري في عالمنا العربي ؟ هل هي أمنية موشي دايان وزير دفاع العدو قبل أكثر من ستّة عقود بأنّ الخلاص من ثلاثة جيوش عربية ( المصرية والعراقية والسورية ) يعني سيطرة إسرائيلية مطلقة على المنطقة، وتحييد لجيوش أهمّ الدول العربية ؟
جيش الإحتلال يمعن إجراما في غزة والضفة الغربية وجنوب لبنان واليمن وسوريا، وحكّام العرب كعهدهم صامتون، راكعون ومتخاذلون، وكأنّهم في انتظار مصيرهم، والشعوب العربية تراقب ما يجري وكأنّها تقبع في مصحّة نفسية، أصابها مسّ من جنون أو هبل وغباء .
أنا جزء من هذه الشعوب، أشعر بنوع من ( الهبل )، لا أدري ماذا يجري في أرض العرب، الكل يحاول النهش ما استطاع إلى ذلك سبيلا، أمريكا تنهش وكذلك روسيا والصين وأوروبا، ياليت الأمور تقف عند هذا الحدّ، فدول صغيرة تريد الحصول على حصة من كعكة العرب ؛ أثيوبيا وإيران وتركيا، حتى تشاد وجنوب السودان .
اللعنة على هذا الوضع الوضيع الذي وصلنا إليه، حيث كان بالإمكان أن نتحوّل إلى أمّة محترمة، نحظى باحترام العالم، لو كان بيننا حكّام من طينة العمالقة الكبار، غير أننا نعيش اليوم في ظلّ غالبية من القادة الأقزام، هم أشدّ تصهينا من الصهاينة أنفسهم، بل وباعوا ضمائرهم وكرامتهم وما تبقّى من شرفهم بأثمان بخسة .
أرجوكم .. مش قادر أستوعب، لعلّ واحدا منكم يتمكّن من توضيح الصورة لي، وغير ذلك، فإنني قد أجد نفسي نزيلا في مستشفى المجانين الذي لا يبعد عن منزلي سوى عشرين كيلومترا فقط، فلا تفقدوني دخيلكم .. وسامحوني على هذا الإزعاج غير اللطيف !
*كاتب فلسطيني

Exit mobile version