د. عبدالله الأشعل*
الواقع أن العرب والمسلمين يمكنهم خلال ساعة واحدة وقف الإبادة الصهيونية لو كانوا يملكون إرادة القرار، لأن المعادلة التي زرعتها واشنطن وإسرائيل في المنطقة تكبلهم حتى لو كان قعودهم يضر بأمنهم القومي والتزامات دينهم لان حكام العرب والمسلمين يضحون بكل شيء للاحتفاظ بكراسيهم، وهم يعلمون أنهم يضحون بمصالح بلادهم الاستراتيجية، وبالتزامات دينهم الخاصة بالمحافظة على المسجد الأقصى، وعدم مس المستعمرين الصهاينة به، وتدنيسه. ولا شك أن المسجد الحرام، يبكي على حال المسجد الأقصى؛ ولعل الله يقيض له من ينقذه من المؤامرة، وليستنهض المسلمين لاستعادته والاحتفاظ به.
أما أوراق القوة التي لا يملكون إرادة استخدامها، بسبب ضغوط واشنطن واسرائيل اللتين تتحكمان في مصير هؤلاء الحكام. وأوراق القوة لا تحتاج إلى جهد كبير نوردها، فما یلي:
1- توجيه إنذار لإسرائيل وأمريكا بأنهم سيعيدون النظر، في مجمل العلاقات؛ خاصة العلاقات المصرية والإسرائيلية الأمريكية
2- تشكيل جبهة عربية واسلامية مع المنظمات الإنسانية، للضغط عل إسرائيل للانسحاب من رفح الفلسطينية، وخط الحدود المصري الإسرائيلي وفرض إيصال المعونات، وتوزيعها بمعرفتهم، ولا دخل لإسرائيل فيها ولا تستطيع إسرائيل عرقلة هذا المسعى إذا لمست جدية الأطراف وتصميمها على إنقاذ إخوانهم الذين يبادون علنا ً وبحرية كاملة من جانب القاتل الصهيوني
3- سحب الاعتراف على الأقل في جانب مصر وعودة حالة الحرب بين البلدين، وتجميد معاهدة السلام، ومراجعة العلاقات على ضوء توجه إسرائيل واستغلالها للمعاهدة، والإضرار بمصر في جميع المجالات، وأولها الأمن القومي عموماً؛ و المائي خاصة.
4 – تكوين قيادة سياسية وعسكرية رمزية لتنسيق المواقف مع اسرائيل. ولو استرد الحکام ارادتهم، تهدد واشنطن بانها سوف تنضم إلى المعسكر الروسي
الصيني / الإيراني، وتصعيد الموقف.
5-تهديد مصر لإسرائيل بأنها سوف تفتح الحدود للمجاهدين المصريين عبر سيناء لإنقاذ إخوانهم ضحايا العدوان الصهيوني، وتهديد مصر بالانسحاب من الوساطة، ومساندة المقاومة ضد إسرائيل.
ولو استرد الحكام العرب، وبالذات مصر، والأردن إرادتهم قبل إسرائيل وأمريكا، وعلمت إسرائيل ذلك، فهذا وحده كفيل بإرعاب إسرائيل، لأنها امنت العقاب العربي والإسلامي فتوحشت.
(وكل الشعوب تتعهد للحكام) نتعهد لهم بمساندتهم وإقبال الشعوب عليهم، فلم يجربوا أحضان الشعوب العاطفية التلقائية، واختاروا منذ البداية المعسكر الآخر كما اختاروا نظرية مفادها أن الحاكم يجب أن يكون مرهوباً، بدل أن يكون مرغوباً.
فنحن لا نريد الحاكم الوطني المستبد، ويكون الاستبداد هو ثمن الوطنية، لكن الحاكم العربي اليوم يجمع كل السوءات دون ان يدري: العمل ضد وطنه، ما دامت امتيازات كراسي الحكم يحددها العدو، والصيغة المقترحة تحقق للحاكم الاستقرار والانسجام مع الوطن.
وشرط العمل ضد اسرائيل هو استقلال الحاكم العربي بالقدر الذي يدرك مخاطر تصرفاته فمصر قطعا تدرك ان اختفاء المقاومة واستيطان غزة اكبر خطر عليه لان اقامة اسرائيل الكبري لايمكن تحقيقة ضد رغبة مصر الحرة
وفي نفس الوقت الصدام مؤكد بين مصر ومصالحها وامنها في فلسطين وحامية العروبة ضد هيمنة الصهيونية.
وقصاري مانريده من الحاكم العربي هو ان ينجح في اقامة التوازن بين مصالح الوطن ومصالح نظامه.
الذي يمنعهم من انقاذ غزة هي واشنطن.
*كاتب مصري