حمدي دوبلة
ارجو ان يكون كل مايقال عن توجهات ادارة الرئيس الامريكي جو بايدن لايقاف العدوان على اليمن حقيقة وليس من قبيل تجميل الوجه القبيح ومحاولات ابتزاز النظام السعودي للحصول على المزيد من الاموال ومواصلة سياسة الحلب التي اختطها ترمب علانية وبكل فخر وتبجح.
-امريكا قديما وحديثا وكما يعرف ذلك القاصي والداني هي ذلك الكيان المتغطرس الذي يرفع شعارات الديمقراطية وحقوق الانسان لترهيب الاخرين وبهذه السياسة العتيقة التي لاتتغير ابدا أذاقت العالم المر والألم .. وظلت الولايات المتحدة سواء في ظل حكم الجمهوريين او الديمقراطيين على دأبها الذي لا يعطي اعتبارا الا مصالحها المادية على حساب الشعوب والامم والانسانية جمعاء وكل المبادئ السامية .
-لانريد ان نفرط كثيرا في التفاؤل وحسن الظن بادارة بايدن التي باشرت في ترميم ماامكن من التركة الثقيلة للرئيس المعتوه دونالد ترمب والذي عاث فسادا في الارض واضر بالسياسة الامريكية واستراتيجياتها التقليدية ببعض القرارات الخجولة التي لاترقى الى المستوى الم؟أمول ومنها بطبيعة الحال مايخص اليمن فبتنا نسمع انباء عن تجميد جزئي لمبيعات الاسلحة الامريكية للنظامين السعودي والاماراتي بعد ثبوت قتل تلك الاسلحة لعشرات الالاف من المدنيين في اليمن ووصول كميات كبيرة من تلك الاسلحة والذخائر الى التنظيمات الارهابية وباتت مصدر خطر على امن واستقرار المنطقة والعالم .
-عدم التعويل على بايدن وطاقمه في ايقاف الحرب على اليمن ليس تشاؤما او نظرة سوداوية الى المستقبل والحياة عموما وانما هو حقيقة يدعمها التاريخ الامريكي المكلل بالعار والظلم والجرائم وسفك الدماء والخراب في مختلف انحاء الارض ممارسة كل اصناف الاذى والضرر الذي لا يسلم منه حتى اقرب حلفائها واصدقائها ممن يدفعون اثمانا باهضة لتلك الصداقة التي تحتم عليهم التزامات تفوق بكثير مستوى قدراتهم وامكانياتهم أما المناهضون لسياستها واطماعها ومشاريعها التدميرية للشعوب والبلدان والاستيلاء على خيراتها ومقدراتها فهم مجرد ارهابيين ومعادين للحياة المدنية ومصدر خطر على السلام العالمي بالتالي العمل الدؤوب على محاربتهم بكل الوسائل سواء بالغزو العسكري او العقوبات الاقتصادية والحصار اضافة الى تأليب الكون ضدهم وتصويرهم على انهم العدو الاول للبشرية والقيم الانسانية الفاضلة .
-تدرك امريكا اليوم واكثر من أي وقت مضى انها في امس الحاجة الى تحسين صورتها وتجديد شعاراتها الزائفة عن احترامها للديمقراطية وحقوق الانسان ولعل الباب الامثل لهذا الترميم سيكون اليمن الذي سفكت دماء شعبه بقرارات واسلحة امريكا وبات يعيش اسوأ ازمة انسانية في العالم بفعل الساسة الامريكيين ممن اعماهم بريق المال عن رؤية الانسان والانسانية ولو من باب التجمل امام العالم وهي من تدعي ريادته اخلاقيا وانسانيا ..فهل ستواصل ادارة بايدن توجهها وتوقف الحرب العبثية ام ان بريق الحليب الاخضر كما كان يحلو لترمب تسميته سيلسب منها رشدها وستسير على درب الرئيس والتاجر المعتوه؟!
“نقلا عن صحيفة الثورة”