د. محمد المعموري*
هل لنا ان نتصور ان تصريح واحد يمكن ان يكون ذريعة لنشوب حرب وتدمير بلاد، فعلينا اذن ان نتذكر تصريح الرئيس المصري الراحل “جمال عبد الناصر” (حينما قال سنرمي بإسرائيل في المالح)، عندها قامت الدنيا ولم تقعد حتى وقعت حرب ١٩٦٧ ليحتفل الغرب بكافة طوائفه بانتصار الكيان على العرب “وشاهد حكايتنا” كم تحريض وكم تصريح وكم وقفة وكم رفع للسيوف والبنادق وهي تهدد بحرق او برمي شعب غزة في البحر ولم يحرك العالم ساكنا بل صمت كصمت الحجر امام الابادة الجماعية التي يتعرض لها هذا الشعب المقدام، ولنا ان نتخيل ان قوة كقوة امريكا وهي تطرق كافة الخيرات لمحو شعب غزة واخرها ما صرح به “السيناتور” الامريكي ليندسي جرهام الذي اعلنها من امريكا وبما يمثله من تمثيل لبلاده وبصفته ليقول للعالم من امريكا (ضرورة التعامل مع قطاع غزة على قرار الذي استخدمته الولايات الامريكية في الحرب العالمية الثانية حينما قصفت مدينتي هيوروشيما وناغازاكي يالقنابل النووية) بعد ان جربوا كل القنابل واستخدموا كل اسلحتهم لقتل الاطفال والنساء ولم يبقى عندهم الا خيار واحد ذلك الذي ذكره السيناتور الامريكي ليندسي جرهام، والسؤال الاهم هنا هل ستستخدم امريكا القنبلة النووية لقتل ابناء غزة ؟!.
اعتقد نعم لأنها افلست وما اتوقعه ليس من فراغ فان تصريح شخصية امريكية تحمل هذه الصفة وله اطلاع بشكل مباشر او غير مباشر بما يحاك ضد غزة يجعلنا على يقين ان امريكا لن تتوارى عن استخدام القنبلة النووية لتدمير الشعب الفلسطيني لا في غزة فحسب بل في غزة والضفة الغربية فهذا المشروع لن يذهب بعيدا عن الاستراتيجية العسكرية للولايات المتحدة ولأنها على يقين ان الشعب الفلسطيني لن يموت ابدا وانهم بأسلحتهم التي استخدموها وهي تعادل اكثر من تلك القنبلتين التي دمرت هورشيما ونازاغاكي والتي جعلت من غزة خراب ومحت كل معالمها بقصف وحشي بربري لا يبقى على ارضها الا الدمار، اقول رغم هذا الا ان المقاومة لازالت تحتفظ بخططها ودفاعاتها ومواطن هجومها وهي لها تكتيك عسكري يستطيع ان يتجدد مع طبيعة وتطور المعارك ، وهي لا زالت تقاتل برجالها وبكافة قدرتها والذي تم تدميره لم يذكر امام ما تقدمه المقاومة من بسالة وصمود ، لذلك فان الالة الحربية التي كان يتشدق بها الكيان قد انهارت امام صمود المقاومة واعتقد ان الافلاس سيحملهم في نهاية المطاف لاستخدام القنبلة النووية او الاسلحة ذات التأثير الكبير ولكن.
السؤال الاهم هنا هل ستتمكن امريكا واسرائيل من النصر ؟… ، انا على يقين ومعي من معي ان امريكا لو حولت اغراق شعب فلسطين بكامله في البحر سوف يكون هناك في الكون ولو فلسطينيا واحدا ليقاتلهم وسيحقق النصر ، انهم شعب لن يموت شعب تقطعت اوصاله ليوصل بعدها الليل مع النهار في ملحمة بطولية عجزت امريكا وكيانها من ايقافها رغم كل الابادة والدمار .
ان التصريحات العدائية التي يطلقها مسؤولين في امريكا والغرب بين حين وحين هي اشارات لجس نبض العالم وخاصة الاقطار العربية ، ورغم كل ما نسمعه او نقرأه الا اننا لم نجد الرد العربي الذي يقابل تلك التصريحات ولم نجد الادانة بأدواتها السياسية والدبلوماسية التي تحد من تلك التصريحات ، فنحن امة الاقتصاد في العالم وينبوع الطاقة ولكننا لم نحرك ساكنين امام تلك التصريحات العدائية ضد شعبنا في فلسطين ومنحنا لهم اقتصادنا بطريقة او بأخرى وتدفقت من اراضينا الطاقة لتمنحهم المزيد من التطاول والقتل لأبنائنا في غزة دون ان نلمح ولو بتلميح في ضرورة استخدامها كأداة ضغط لوقف مجازرهم في غزة واخرها في رفح ناهيك عن مناطق اخرى ، لقد رضخنا لإرادة بعض حكامنا وجعلنا رؤوسنا كما تفعل ” النعامة ” ولكن اين صوتنا واين واجبنا اتجاه اخوتنا في فلسطين .
ان كيان كهذا لا يتوارى عن الاقدام باستخدام اسلحة الدمار الشامل ضد الفلسطينيين واذا لم نوحد موقفنا ونقف بحزم ضد تلك التهديدات فأننا سنصبح بلا فلسطينيين ( لا سامح الله ) ، والذي سيحصل معلوم للجميع .
والله المستعان
*كاتب وباحث عراقي
شاهد أيضاً
كشف المستور في كتاب الحرب المنشور!
محمد عزت الشريف* لم يكن طوفان الأقصى محضَ صَولةٍ جهادية على طريق تحرير الأقصى وكامل …