الجمعة , نوفمبر 22 2024
الرئيسية / اراء / الوحدة اليمنية ..سفينة النجاة!

الوحدة اليمنية ..سفينة النجاة!

احمد الشاوش*

تطل علينا اليوم الذكرى الـ 34 للحدث التاريخي الكبير الذي توحدت فيه قلوب ومشاعر وآمال وطموحات واهداف الشعب اليمني العظيم ، والتقاء الارادة الشعبية والسياسية التي أزاحة براميل الانفصال وحطمت الحواجز السياسية والايدلوجية والنفسية بعد عدة حروب عبثية وكفاح ونضال ومفاوضات وحوارات وطنية نابعة من العقل والقلب والحكمة وتغليب المصالح العليا للوطن والشعب ، عكست عظمة الاصطفاف الوطني والاهداف السامية والمصالح الشعبية التي تجلت في إعلان الوحدة اليمنية في الـ 22 من مايو 1990م ، ذلك الحدث التاريخي البارز الذي أذهل العالم ، والزلزال الذي الذي تحطمت عليه المؤامرات الاقليمية والدولية وقلبت الحسابات السياسية وشكلت صدمة كبيرة لبعض الانظمة التي راهنت كثيراً على اليمن المفكك والمجزأ والمنقسم.

في مثل هذا اليوم المُشرق والدافئ والآمن والمستقر والمنتعش خرج الشعب اليمني للاحتفال بهذه المناسبة العظيمة والحدث الاستثنائي في محافظات ومدن وقرى وساحات اليمن السعيد وعواصم ومدن العالم في حالات أصطفاف وطني يعجز اللسان عن وصف تلك المشاهد والحديث عن شمس الحرية واللُحمة اليمنية التي اعادة الروح واختلطت فيها المشاعر الفياضة التي ارتسمت عليها مشاهد الفرح والدموع عند اعلان الوحدة اليمنية الخالدة .

وحدة اندماجية أنصهرت في دولة جديدة وفتية هي ” الجمهورية اليمنية” ذابت فيها كل المصالح الشخصية والقروية والمناطقية والايدلوجيات والنظريات العبثية ورفرف علمها في كل بقاع العالم معلناً اليمن الجديد.

يدور شريط الذكريات الجميلة ولا تُغادر أو تفوت أفئدة وعقول وعيون الشعب اليمني تلك المشاهد المهيبة والصور العظيمة والجماهير الوفية لذلك اليوم الاغر واللحظة التاريخية العجيبة والمنجز العظيم الذي أرتفعت في سماء الوطن راية الوحدة وعلم الجمهورية اليمنية بيدي الرئيس علي عبدالله صالح والرئيس علي سالم البيض ، وكوكبة من الشخصيات السياسية والتشريعية والقضائية والدبلوماسية والعسكرية والامنية والقانونية والفكرية والثقافية والحزبية والمشائخ بالاعلان
عن المولود الوطني يوم 22 مايو 1990 .

لقد مرت الوحدة اليمنية بمحطات عديدة تمثلت في احداث عمليات التنمية والبناء والاعمار والانجازات وتحولات كبيرة عكست خيرها على الشعب اليمني من خلال تقديم خدمات الكهرباء والمياه والصحة ومجانية التعليم وبناء المؤسسات والمدارس والجامعات والمعاهد والطرقات وشبكة الاتصالات والانترنت والجسور والانفاق واتاحةالفرص والوظائف وصرف المرتبات والحقوق وانتعاش سوق العمل بالاضافة الى ماصاحب ذلك من سكينة وامن واستقرار انعكست إيجاباً على المواطن الذي لمس وعايش تلك الخدمات التي عكست عظمة ” الدولة” والحكومة والمؤسسات التي نقشت في قلوب اليمنيين حُب وتقديس دولة الوحدة.

اليوم يحن اليمنيون الى الاصطفاف الوطني والحاجة الماسة للمحافظة على الوحدة اليمنية وتتشكل على مدار الساعة قناعة راسخة بأن دولة الوحدة هي السقف الآمن لكل اليمنيين بعد ان تاه اليمنيون في الصراعات العبثية والمشاريع المشبوهة والاموال المدنسة والتضليل والمزايدة وتقاسم الوطن والشعب والثروات والتحول الى ادوات ضيعت البلاد والعباد ، ورغم ذلك السقوط يؤكد الواقع الى ان تلك المشاريع والشخصيات الكرتونية الى زوال بعد ان نفد صبر الشعب اليمني ونهش الجوع جسمة ونخر الفساد عظمة في ظل سياسات الافقار والتجويع وغياب الخدمات وتحويل الشوارع والطرقات الى براميل ونقاط ودشم لابتزاز المسافر وترويع المواطن.

كل الشواهد تؤكد على ان حكام اللحظة اليوم في كافة انحاء اليمن يفضلون البراميل على السيادة وتمزيق النسيج الاجتماعي وصناعة الازمات والفقر والجوع والبطالة ورغم ذلك لم ولن تنجح عقلية البراميل والباروت وسياسة فرق تسد ، لاسيما بعد ان مس الضر المواطن والسيادة وغابت الكثير من الخدمات ورعاية الدولة والمؤسسات من كهرباء وماء ووظائف ومرتبات وطرقات وموانئ وجودة تعليم ومستشفيات وهو ما اعاد التفكير الايجابي للمواطن وعمل مقارنة سريعة أوصلته الى قناعة تامة تؤكد اهمية الاصطفاف الوطني وتجديد العهد للوحدة اليمنية واحترام دولة المساواة والتفاف الشعب اليمني حول دولة الوحدة بعد ان فشلت حكومات الامر الواقع في كافة مناحي الحياة .

أخيراً .. سيحتفل اليمنيون اليوم وكل يوم بمختلف مشاربهم السياسية والاجتماعية والفكرية في ربوع اليمن باليوم التاريخي للوحدة اليمنية بإستثناء المنخنقة والمتردية والنطيحة وسيحتفل اليمانيون بالجمهورية اليمنية لاسيما بعد ان تعرت جميع الاجندات والمشاريع المشبوهة وسقطت الكثير من القيادات والنُخب والايدلوجيات المنتهية الصلاحية ، لان الشعب عاش المرارة والعلقم وشاهد عيان على كل النعثات والمسرحيات وان الاحتفال بيوم 22 من مايو1990م هو يوم مقدس في حياة الشعب اليمني والامة العربية والعالم الاسلامي والانسانية ..
*رئيس تحرير سام برس

عن اليمن الحر الاخباري

شاهد أيضاً

كشف المستور في كتاب الحرب المنشور!

محمد عزت الشريف* لم يكن طوفان الأقصى محضَ صَولةٍ جهادية على طريق تحرير الأقصى وكامل …