عبدالمحسن سلامة
كانت، ولاتزال، مياه المتوسط جسرا للتعاون، والصداقة، بين الشعبين المصرى واليونانى.
هناك جالية مصرية كبيرة فى اليونان, وتوجد فى مصر جالية يونانية عريقة.
بعض أفراد الجالية اليونانية رفضوا العودة إلى أثينا، وعاشوا فى مصر، وعشقوها, وأصبحوا جزءا لا يتجزأ من التاريخ المصرى القديم، والمعاصر.
التعاون المصرى ــ اليونانى ليس موجها ضد أحد, وإنما هو إطار يَصلُح أن يكون نموذجا بين دول حوض البحر المتوسط، لتتحول مياهه إلى جسر للتواصل بين شعوب الدول المشاطئة له، بدلا من أن تكون وسيلة للهروب، والموت غرقا.
منذ ولاية الرئيس عبدالفتاح السيسي ومصر حريصة على دعم التعاون مع كل دول القارة الأوروبية, وهناك تنامٍ ملحوظ للعلاقات المصرية ــ اليونانية فى مختلف المجالات.
سياسة مصر الثابتة تقوم على عدم التدخل فى شئون الآخرين, وفى الوقت نفسه، دعم كل أوجه التعاون فى مختلف المجالات الاقتصادية، والسياسية، والعسكرية.
اليونان تتوافق مع مصر فى الملفين الليبى, والفلسطينى, وفى المقابل مصر تدعم اليونان برفضها التدخل فى شئونها الداخلية, ودعم سيادتها الوطنية.
أما على المستوى الثنائى، فهناك مجالات لا حصر لها من أوجه التعاون المشترك بين البلدين، بدءا من مجالات الغاز، والبترول، والطاقة، وانتهاء بكل المجالات الاقتصادية، والسياحية المختلفة، بما يعود بالخير على شعب الدولتين.
هناك استعدادات مكثفة لعصر ما بعد جائحة «كورونا»، التى ألقت بظلالها الكئيبة على مختلف أوجه الأنشطة الاقتصادية، خاصة فى المجال السياحى, وأعتقد أنه من المهم، الآن، أن تستعد الشركات السياحية المصرية لعودة السياحة اليونانية خلال الفترة المقبلة، بما ينعكس بالإيجاب على زيادة تدفقها إلى سوق السياحة المصرية.
نقلاً عن الاهرام