فاطمة يوسف الغزال
إن الوقت في حياة الإنسان له أهمية عُظمى، ولا أدل على ذلك من أن المولى عز وجل أقسم به، حيث قال تعالى: {وَالْعَصْرِ} [العصر: 1]، {وَالْفَجْرِ (1) وَلَيَالٍ عَشْرٍ} [الفجر: 1، 2]، وإذا أقسم الله بشيء فإنما هو لعظمة شأنه وعلو مكانته، ونحن في هذه الأوقات نعيش الإجازة الصيفية، التي تُكثر فيها أوقات الفراغ، ويُتاح فيها ما لا يتاح في غيرها.
وعليه فلا ينبغي لعاقل أن يُفرط في هذه الأوقات، فيوم القيامة سنُسأل عن هذا الوقت الذي أمضيناه في اللا شيء، وأهم مراحل عمر الإنسان هي مرحلة الشباب؛ لذا خصت بالسؤال يوم القيامة: “لَنْ تزولَ قدما عبدٍ يومَ القيامَةِ حتى يُسْأَلَ عن أربِع خِصالٍ: عَنْ عمُرهِ فيمَ أَفْنَاهُ؟ وعَنْ شَبابِه فيمَ أَبْلاهُ؟ وعنْ مَالِه مِنْ أيْنَ اكْتَسَبَهُ وفيمَ أَنفَقَهُ؟ وعَنْ علْمِهِ ماذا عَمِلَ فيهِ”. صحيح الترغيب والترهيب (3/ 423)،
فهذا الوقت من أعظم المقتنيات والهبات في حياة المسلم، فينبغي لنا أن نستثمر هذا الوقت في كل ما ينفعنا في حياتنا.
كيف نستثمر أوقات فراغنا؟
الدولة قائمة بواجبها على أكمل وجه في تهيئة المناخ المناسب لنا للاستفادة من أوقاتنا بتوفيرها لمراكز الشباب في كل مناطق الدولة، وتزويدها بالإمكانيات اللازمة وفتح الأندية الرياضية والاستادات وملحقاتها من ملاعب وصالات وغيرها، بالإضافة إلى وجود طرق رئيسية مزودة بمسارات مشاة لممارسة رياضة المشي والركض ومسارات أخرى لممارسة ركوب الدراجات الهوائية، فيجب علينا استثمار أوقاتنا بقدر الإمكان في تعلم مهارة جديدة تنفعنا في تعليمنا، أو أن نلتحق بناد رياضي لممارسة فن من فنون الرياضة وإتقانه أو على أقل تقدير للحفاظ على صحتنا الغالية في ظل انتشار الأمراض والوبائيات، أو تعلم لغة جديدة نزيد بها من فرص تعليمنا المستقبلي، أو أن نستغله لإتقان العمل على أحد البرامج المميزة، وهناك من يلتحق بعمل تطوعي ينفع به فئات معينة من الناس، وهناك مع كل ما سبق يحفظ من كتاب الله ما يتيسر له، وهو مواظب كل يوم على أذكاره، من الصباح والمساء وقبل النوم وبعد الصلاة وبفضل الله.
أحبائي الكرام
الإجازة الصيفية فرصة عظيمة لأخذ خطوة كبيرة في طريق المستقبل المشرق، والانطلاقة الكبرى، فلا نريد أن نتحسر بعض انتهاء الإجازة، حين ننظر إلى حال أقراننا، فنجد من حفظ من كتاب الله بضعة أجزاء، ومن أتقن مهارة جديدة، أو حصل على جسم رياضي، أو تعلم لغة جديدة.. وهكذا، هذا الوقت هو فرصة عظيمة للتغيير، فلنستغلها جميعاً فيما ينفع.
كسرة أخيرة
أنصح إخواني وربات الأسر أن يوجهوا أبناءهم وبناتهم لاستغلال الإجازة الصيفية فيما ينفعهم لمستقبلهم، وهناك عدة مراكز رياضية وترفيهية سمحت السلطات بالتجمع فيها مع أخذ الحيطة والحذر في اتباع الإجراءات الاحترازية المعلنة من قبل السلطات الصحية بالبلاد، ظلت أيامكم عامرة بالإيمان وكل ما ينفع أنفسنا وبلادنا ودمتم بصحة وعافية.
نقلا عن الشرق القطرية