اليمن الحر الاخباري/ متابعات
أثار اللقاء المفاجئ الذي جمع الرئيس الفلسطيني، محمود عباس، الليلة الماضية في مدينة رام الله بالضفة الغربية المحتلة، بوزير الجيش الإسرائيلي بيني غانتس، موجهة غضب فلسطينية كبيرة، وسط اتهامات حادة ضد الرئيس عباس، بمواصلة “مسلسل السقوط واللهث خلف المفاوضات مع إسرائيل رغم الحقائق الدامغة على أرض الواقع”.
وقال مكتب غانتس، إن الأخير التقى برئيس السلطة الفلسطينية، وأن اللقاء ناقش القضايا الأمنية والسياسية والمدنية والاقتصادية بين الطرفين، مضيفًا أن غانتس أبلغ الرئيس عباس أن إسرائيل مستعدة لسلسلة من الإجراءات التي من شأنها تعزيز اقتصاد السلطة في الضفة الغربية.
وأشار مكتب وزير الجيش إلى أن الطرفين ناقشا أيضًا تشكيل الواقع الأمني والاقتصادي والمدني في الضفة الغربية وقطاع غزة، وحضر الاجتماع رئيس مكتب تنسيق أعمال الحكومة في المناطق الفلسطينية غسان عليان والوزير الفلسطيني حسين الشيخ ورئيس المخابرات الفلسطينية ماجد فرج.
وقال مكتب غانتس في بيان: “ناقش الاثنان القضايا السياسية والأمنية والمدنية والاقتصادية”، بحسب قناة “كان”.
وأضاف غانتس، بحسب مكتبه، إن إسرائيل “مستعدة لاتخاذ إجراءات من شأنها تعزيز اقتصاد السلطة الفلسطينية”.
واتفق الجانبان على الاستمرار في التواصل بشأن مختلف القضايا المثارة. وحضر اللقاء منسق عمليات الحكومة الإسرائيلية في الأراضي الفلسطينية غسان عليان ومن الجانب الفلسطيني، وزير الشؤون المدنية حسين الشيخ ورئيس المخابرات العامة ماجد فرج.
واستمر اللقاء نحو ساعتين ونصف الساعة، من بينهم 40 دقيقة التقى خلالها غانتس والرئيس الفلسطيني على انفراد.
ويدور الحديث عن لقاء رسمي هو الأول لمسؤول حكومي إسرائيلي كبير مع الرئيس الفلسطيني منذ عام 2010، بصرف النظر عن لقاءات عباس مع الرئيس الإسرائيلي الراحل شيمون بيريز في عام 2013.
من جهته، قال وزير الشؤون المدنية في السلطة الفلسطينية حسين الشيخ إن أبو مازن التقى في رام الله وزير الجيش بيني غانتس، وبحث معه العلاقات الفلسطينية الإسرائيلية من كل جوانبها.
يشار إلى أن هذا أول لقاء رسمي لمسؤول حكومي إسرائيلي مع الرئيس عباس منذ عام 2010، وجاء عقب عودة بينيت من واشنطن، علما أن غانتس طالب وفور تشكيل الحكومة الإسرائيلية الجديدة بعقد جلسة مع رئيس السلطة الفلسطينية، بيد أن بينيت أبدى في حينه تحفظه على مثل هذه اللقاء.
وأعطى بينيت لاحقا الضوء الأخضر لغانتس لعقد مثل هذا اللقاء، حيث ترجح التقديرات أن ذلك تم بطلب من إدارة الرئيس الأميركي جو بايدن.
وتعليقا على لقاء غانتس وعباس، قالت مصدر مقربة من رئيس الحكومة بينيت إن “لقاء غانتس وأبو مازن تمت الموافقة عليه مسبقا من قبل رئيس الحكومة، فهذا لقاء تناول القضايا الراهنة للمؤسسة الأمنية مع السلطة الفلسطينية”، مؤكدا أنه “لا توجد هناك عملية سياسية مع الفلسطينيين، ولن تكون هناك”.
هجوم فلسطيني حاد
الناطق باسم حركة المقاومة الإسلامية “حماس” عبد اللطيف القانوع، استنكر بشدة لقاء الرئيس عباس بوزير الحرب “الإسرائيلي” بيني غانتس، وقال القانوع في تصريح صحفي له إن “لقاء عباس بوزير الحرب الصهيوني المجرم غانتس هو طعنة في ظهر شعبنا وتضحياته وخيانة لدماء الشهداء”.
وأضاف المتحدث باسم حماس أن “عباس يواصل مسلسل السقوط والتخلي عن القيم الوطنية ويعمل على تجميل وجه الاحتلال”. ودعا، كل مكونات شعبنا وقواه الحية لتشكيل جبهة رفض لهذا السلوك المشين والذي لا يمثل شعبنا إنما يمثل عباس نفسه حسب تعبيره .
كما أكد الناطق باسم حركة الجهاد الاسلامي طارق سلمي ان لقاء “عباس غانتس” الذي جاء على وقع جرائم الاحتلال وحصاره وعدوانه هو طعنة لشعبنا ، مشيراً الى ان دماء الأطفال الذين قتلهم جيش الاحتلال بأوامر من “غانتس”، لا تزال على الأرض لم تجف بعد.
وقال سلمي خلال تصريح له تعقيباً على اجتماع “عباس غانتس ان السلطة ورئيسها يديرون الظهر للتوافق الوطني ويضعون شروطاً تخدم الاحتلال لاستئناف الحوار الوطني ، بينما يتسابقون للقاء قادة العدو ويضعون يدهم في الأيدي الملطخة بالدماء البريئة، ويعززون ارتباط السلطة أمنياً وسياسياً مع عدو الشعب الفلسطيني.
بدوره، ذكر وليد العوض عضو المكتب السياسي لحزب الشعب، أنّ اجتماع الرئيس محمود عباس مع وزير جيش الإسرائيلي بني غانتس، يمثل انزلاقًا نحو الحل الاقتصادي على حساب السياسي.
وأشار العوض، إلى أن اللقاء يخفض سقف الموقف الفلسطيني، خاصة قبيل التوجه للأمم المتحدة اواخر أيلول.
تفاصيل جديدة
مقرب من رئيس الوزراء الإسرائيلي نفتالي بينيت، كشف النقاب عن عدم وجود أفق حل سياسي مع السلطة الفلسطينية، في الوقت الراهن، ولن يكون مستقبلاً.
وأوضح المقرب من بينيت أن لقاء وزير الجيش غانتس برئيس السلطة عباس، كان فقط من أجل القضايا العسكرية، وعمليات التنسيق الأمني بين الجيش والسلطة، مشيرًا أنه لا توجد عملية سياسية مع الفلسطينيين في الوقت الراهن، ولن تكون هناك عملية سياسية في المستقبل القريب.
كما كشف المراسل العسكري لقناة “كان” العبرية نقلا عن مصدر مسؤول في مكتب رئيس حكومة الاحتلال نفتالي بينيت أن اللقاء بين وزير جيش الاحتلال غانتس والرئيس عباس تركز حول مناقشة التعاون الأمني بين المؤسسة الأمنية الإسرائيلية والسلطة الفلسطينية.
وشدد المصدر المسؤول على أنه لا يوجد أي مسار سياسي مع الفلسطينيين ولن يكون.
وفي ذات السياق قالت صحيفة “يديعوت أحرونوت”، إن القضية الأساسية التي تم نقاشها في اللقاء هي القضية الأمنية، والعلاقات الأمنية بين أجهزة الأمن الإسرائيلية والأجهزة الأمنية الفلسطينية.
وأوضح وزير الإعلام في حكومة الاحتلال يوعز هندل أن اللقاء ناقش بالإضافة للمسائل الأمنية أيضا المسائل الحياتية وسبل تقوية اقتصاد السلطة الفلسطينية.
والأسبوع الماضي، استبعد رئيس الوزراء الإسرائيلي نفتالي بينيت أن تتوصل حكومته إلى سلام مع الفلسطينيين، معتبرا أن حكومته “لن تحل الصراع المستمر منذ 130 عاما”، على حد قوله.
واستبعد بينيت في مقابلة أجرتها صحيفة “نيويورك تايمز” الأمريكية خلال زيارته الأولى إلى واشنطن إمكانية إجراء محادثات سلام مع الفلسطينيين في الحكومة الحالية، في ضوء وضع القيادة الفلسطينية التي وصفها بأنها “هشة وعديمة الاتجاه”.
وتوقفت المفاوضات بين إسرائيل والجانب الفلسطيني عام 2014، على خلفية رفض إسرائيل وقف الاستيطان والإقرار بخيار حل الدولتين.