السبت , يوليو 27 2024
الرئيسية / اراء / الأردنيون في مواجهة الثالوث القاتل “الإحباط.. الغلاء والفوضى”

الأردنيون في مواجهة الثالوث القاتل “الإحباط.. الغلاء والفوضى”

سهير فهد جرادات*
في قرأة للاحداث الأخيرة التي شهدتها الساحة الأردنية من فوضى إصدار البيانات من قبل قوى وطنية ، ودعوات لجنة المتابعة الوطنية ، والحراك الأردني الموحد لعودة المواطنين والفعاليات الشعبية والوطنية والحزبية الى الشارع مجددا، لإحياء الذكرى العاشرة لاعتصام (24 آذار) المفتوح الذي نفذ خلال فترة الربيع العربي عام 2011،ولإيصال رسالة واضحة الى أصحاب القرار في الدولة بمطالبتهم باسترداد أموال الشعب المنهوبة ، ومحاسبة ناهبي البلد ، والتعير عن مقدار احباطهم ورفضهم للارتفاع غير المسبوق في أسعار السلع و تعرفة الكهرباء .
وبعد سعي الأجهزة الأمنية الى ( قمع ) الحراك و( اخراس ) الأصوات من خلال تنفيذ حملة اعتقالات واسعة طالت أكثر من 30 ناشطا سياسيا صبيحة ( نيه ) خروجهم في ذكرى يوم الاعتصام ،من ثم بدءالافراج عنهم في ساعة متأخرة ، بات من الواضح ان الأردنيين على موعد ( لمواجهة ) الثالوث القاتل ( الإحباط ، الغلاء والفوضى )..
هناك عوامل ساهمت في تهيئة المواطن الأردني للاستجابة ل(دعوات الحراك ) ،بالعودة ليس الى (محيط الرابع) مقر رئاسة الوزراء فقط بل الى جميع الشوارع في الاثنتي عشرة محافظة ، كما وشكل ارتفاع (سقوف المعارضة ) الخارجية والداخلية في ( البث الحي ) عبر مواقع التواصل الاجتماعي عامل لتأجيج المواطنين لرفع الأصوات ، تمثلت في مقدار إحباطه بعد تلقيه صدمة؛ معرفة مقدار الأموال المنهوبة حسب ما كشفته ( وثائق باندورا ) ونشر حسابات (مصرف كريدي سويس ) المتهمة بالفساد وغسيل الأموال ، وغضبه من العبث بالدستور ، وحنقه على مخرجات اللجنة الملكية ، وعدم ارتياحة لرعاية الديوان لورش العمل الاقتصادية ، ولإيمانه بضرورة الإسراع في طي صفحة الخلاف داخل الاسرة الهاشمية ، لان المماطلة في عدم إيجاد حلول جذرية ليست من صالح الدولة ، وعدم رضاه عن الحديث الذي يدور حول قرب اطلاق سراح باسم عوض الله الشخصية المستفزة لجميع عناصر المجتمع الأردني .
أن مواجهة ما قد تشهدة الساحة الداخلية يحتاج الى جملة إجراءات ( حكيمة ) حتى لو وصلت الى التضحية عن اقرب المقربين حفاظا على الاستقرار والثبات وبالتالي الاستمرار ، كما يحتاج الى خطوات جدية للإصلاح ، وعمليات جريئة لاستبدال الصف الأول بشخصيات اكثر قربا للشعب وتقبلا ، وهذه التغيرات يجب ان تشمل (الحكومة ، الأجهزة الأمنية وقيادة الجيش ) .. بالتأكيد الاستقرار الداخلي يحتاج الى استقرار مالي وهذا يحتاج لتفاهمات مع الدول المانحة ومعرفة مدى تأثير (الوثائق) التي كشفت عن حجم ومقدار ثرواتنا الخارجية على الاستمرار بسياسة (المنح والقروض ) وجدولتها،أم سنشهد عزوفا عن المنح او فرض شروطا جديدة .
يَحل الأردن في المرتبة الثامنة عربيا بمعدل الجوع ،لازدياد نسبة الجوع في الأسرة الأردنية التي تنفق ( ثلثي دخلها ) على الطعام، وارتفاع أسعار الطعام سيسبب مشكلة لدى المواطن الذي سيجد نفسه ينفق جميع دخله على الطعام .. حيث ان واحدا من كل (7) أردنيين يعاني الجوع بسبب الأوضاع الاقتصادية الصعبة ،وهذا بالتأكيد له انعكاس على مقدار سعادة الأردني الذي يحتل المرتبة الثانية بين الدول العربية (الأقل سعادة )، وهذا كله يرافقه تراجع الحريات الصحافية في الأردن الى درجة انه وصف بالمكبل ..
ومن الأمور التي يواجهها الأردني ،شخص رئيس الوزراء الذي يصفه الفريق الوزاري الذي يعمل بمعيته بأنه ( دكتاتور وعنيد ) ، وحرصه على (تفتيش) ارتدائهم لربطات العنق أكثر من ان ( يتتبع) انجازهم ، ويمنعهم خلال (جلسات مجلس الوزراء ) من استخدام الموبايلات والواتساب ، وكأنهم في ( صف مدرسة ) ..
حتى بات الأردني ينتظر بفارغ الصبر اجراء (تغيير ) حكومي لانه ( سئم ) من قراراته (المتخبطة )وتصرفاته ( المستفزة ) بفرض توقيت صيفي بعز الشتاء..والتهديد باستخدام ( العين الحمراء )، و(حادثة الكرسي ) بمجلس النواب ،وتوقيف احد المواطنين لاستفساره عن شبهة فساد ..واستخدام ابر المورفين بنشر مقولة ( الأيام الاجمل لم تأت بعد ).. و حادثة (الكف الخماسي ) مع احد وزرائه ، و( خلافه مع وزير المالية ) ، وتعالي وزير الخارجية الذي يرفض حضور جلسات مجلس الوزراء ، وإقالته لوزيري الداخلية والعدل لسبب غير مقنع ( لعدم الالتزام بالتباعد )..والاهم ، غيابه عن أهم الاحداث التي مرت بالأردن (قضية الفتنة )، وحادثة (مستشفى السلط ) .. حتى أصبحت البسمة الاستهزائية لا تفارق محيا وجه الأردني لمجرد ان يذكر الاسم ..
ويبقى السؤال الذي ما زال برسم الإجابة : هل ستشهد الحدود الأردنية (مناوشات ) عسكرية مقصود منها ان تقوم بعمل (ضابط الإيقاع ) لتهدئة الشارع الثائر المنزعج !!.. حيث تمت الإشارة اكثر من مرة الى عدم السكوت عن التجاوزات على الحدود الشمالية .. وبالتالي تحويل الأنظار نحو الشمال وحدوده وخلق حالة من عدم الاستقرار الفكري..
مشهود للجيش الأردني بقوته ، فهو عماد واستقرار الأوضاع في البلد، لكن أفراد الجيش حاله كحال بقية الشعب في مواجهة مع معركة (الجُوع المتفاقم ) بسبب ارتفاع الأسعار مع ضعف الرواتب ، مما (يخُشى )ان يضعف موقفه في مواجهة معركة (الأمعاء الفارغة) !!..
في النهاية ، هل الحكومة ستطلق ( رصاصة الرحمة ) على شعب جُوِّع ؟ام الشعب سيفاجىء الحكومة ويرميها عليها (يمين بالخُلع)؟!
*كاتبة اردنية

عن اليمن الحر الاخباري

شاهد أيضاً

يوم عرف العالم حقيقة الكيان!

  د. أماني سعد ياسين* ما شعرت بالأمل يوماً كهذا اليوم! نعم، ما شعرتُ بالأمل …