السبت , يوليو 27 2024
الرئيسية / اراء / مبادرة صنعاء للسلام… ماذا ستعني للسعودية؟

مبادرة صنعاء للسلام… ماذا ستعني للسعودية؟

صلاح السقلدي
اعلنت حركة أنصار الله ( الحوثيين) باليمن مساء الأحد، تعليق الضربات الصاروخية والطيران المسير والأعمال العسكرية كافة باتجاه السعودية برا وبحرا وجوا لمدة 3 أيام، بما فيها الهجمات على مدينة مأرب واستعدادها لتحويل هذا الإعلان لالتزام نهائي وثابت إذا التزمت السعودية بإنهاء الحصار ووقف غاراتها على اليمن بشكل نهائي، بحسب تصريح رئيس المجلس السياسي للحركة مهدي المشاط.
يأتي هذا الإعلان غداة هجمات جوية واسعة النطاق للحركة على السعودية، وقبل أيام من انطلاق حوار يمني يمني في الرياض- بغياب الحوثيين- مما قد يعني هذا الإعلان الحوثي قبولا من ناحية المبدأ بدعوات الحوار والمفاوضات التي أطلقتها مؤخرا الأمم المتحدة والسعودية، ولكن من المؤكد ان الحوثيين لن يقبلوا مطلقا بأي حوار يكون في الأراضي السعودية، كما من المتوقع أن يظلوا متمسكون بمطالبهم المعهودة التي درجوا على طرحها من قبيل فتح المطارات والموانئ وإعلان صريح من التحالف بوقف الحرب وليس فقط وقف إطلاق النار وعدم ربط الجانب الانساني والاغاثي بالسياسي.
لا نستبعد قبول السعودية بتلبية كل اشتراطات الحوثيين- او جُـلها، خصوصا وقد اضحت تنشد بقوة الخروج من المأزق اليمني على وقع تصاعد الهجمات الجوية العنيفة على منشآتها الحيوية وفي ظل تعثر التحالف وشركاؤه عسكريا بمجابهة القوة الحوثية المتعاظمة طيلة الحرب التي دخلت عامها الثامن يوم أمس. وفي وقت تشعر فيه المملكة بمرارة مما تسميه بالموقف الأمريكي والغربي المتخاذل حيال الحوثيين. وانشغال الغرب بالحرب الأوكرانية واقترابه من إبرام اتفاق جديد مع الخصم السعودي التقليدي(إيران). كل هذه العوامل وغيرها تجعل السعودية أكثر اقتناعا بعدم جدوى الاستمرار بالعمل العسكري، وأكثر إصرارا على التوجه صوب انفتاح جاد على الحوثيين، وما المشاورات التي تعتزم اجراؤها داخل معسكرها وبين مكونات حلفائها اليمنيين شماليين وجنوبيين في الرياض قريبا والتي قاطعها الحوثيون لأسباب معروفة – كمحاولة سعودية لترميم هذا المعسكر وإعادة هيكلته وتماسكه بعد تصدعات خطيرة اعترته إلّا استعدادا سعوديا لمفاوضات مستقبلية مع الحوثيين تعرف الرياض إنها ستكون صعبة إن ظل معسكرها على حالته الهشة وبرؤوسٍ ومشاريع متعددة ، مقابل جبهة حوثية متجانسة صلبة.
وعلى ذلك لا نستبعد أن تعيد المملكة النظر بحوار الرياض آنف الذكر الذي تستعد مع مجلس التعاون الخليجي إطلاقه بين شركائها، وتعيد بالتالي تعديل محاوره واجندته،او تعمل على تنفيذه على عجالة ومسخ مخرجاته طمعا بمفاوضات حاسمة وذي جدوى مع الخصم الحقيقي الذي بيده مفاتيح الحل والعقد للحرب والسلام، بصفته القوة الحقيقية على الأرض، بدلا من حوارات افتراضية غير ذي جدوى مع أطراف يمنية هي بالأصل على وفاق مع المملكة، بل انها من تمولها، ومن تأمرها وتنهيها.
عن صحيفة رأي اليوم

عن اليمن الحر الاخباري

شاهد أيضاً

يوم عرف العالم حقيقة الكيان!

  د. أماني سعد ياسين* ما شعرت بالأمل يوماً كهذا اليوم! نعم، ما شعرتُ بالأمل …