الجمعة , مارس 29 2024
الرئيسية / اراء / على الجزيرة وقف علاقاتها مع قتلة شيرين

على الجزيرة وقف علاقاتها مع قتلة شيرين

د/جمال سالمي*
بدل كربلائيات البكاء اليومي على الغالية الشجاعة: شيرين أبو عاقلة، يجب على الجزيرة، التي يرأس تحريرها جزائري، أن تبادر للفعل الإعلامي الموجع ضد قتلة تلك الصحافية الشابة البطلة..
لعل أقوى رد وانتقام سيكون وقف مسلسل التطبيع الإعلامي الهزيل مع صهاينة بني إسرائيل..
لقد فتحت الجزيرة هذا الباب قبل المصريين أنفسهم..
لقد ساهمت من حيث تدري، أو لا تدري، في تلميع صورة كيان غاصب.. ظل زمنا طويلا عدوا في عيون الغالبية العظمى من العرب والمسلمين..
حتى ما إذا استقبلت الجزيرة قادته ووزراءه ونخبه المدنية والعسكرية، تحولت تلك النظرة تدريجيا نحو التعايش الإعلامي.. ثم التعاطف أحيانا..
للجزيرة سبقٌ غير سديد للأسف الشديد..
لقد نصح بعض الإعلاميين المحترفين، مرارا وتكرارا، بعدم الانجرار وراء هذا المخطط الإعلامي الصهيوني..
لكن الجزيرة لم تنتصح..
وواصلت التطبيع الإعلامي: غير مبالية بكل الانتقادات التي طالتها من أقرب الناصحين المخلصين المحبين لها..
الآن، حان موعد وقف هذه اللعبة الإعلامية.. التي روجت للصهاينة أكثر مما فعلته صحفهم وفنواتهم: ضيقة الأفق والانتشار.. مقارنة بجماهيرية الجزيرة واكتساحها الفضاء الإعلامي العربي ثم العالمي..
إن أفضل انتقام إعلامي للجزيرة هو وقف العلاقات الإعلامية مع الصهاينة..
يكفي ترويجا لرواياتهم الكاذبة..
يكفي تصويرهم كدولة عادية ديمقراطية..
يكفي الإشادة، غير المباشرة، بهم من طرف خفي.. بين السطور..
يكفي تسويتهم بالضحايا الفلسطينيين..
يكفي استضافتهم ولو لثوان معدودات..
إنهم لا يستحقون ذلك أبدا..
لا يريد المشاهد العربي رؤية وجوههم..
صحيح أن حسابات المونديال القطري قد تمنع التطبيق الحرفي الاحترافي الحر لمثل هذا المقترح..
لكن فلسطين أهم بكثير من المونديال..
قد يجادل أحدهم بصعوبة، بل استحالة ذلك، على الأقل الآن..
كما قد يتهم البعض مثل هذا الاقتراح بالتهور والاندفاع العاطفي الشعاراتي الأجوف..
لذا، يمكن كمرحلة أولى وسيناريو ثان بديل: عدم قطع العلاقات الإعلامية نهائيا.. هكذا.. مرة واحدة..
فجأة.. ودون سابق إنذار.. رغم أن قتل شيرين أكبر إنذار..
لكن، يجب التحرك فورا وبأقصى وأقسى قوة:
قطع تلك العلاقات الإعلامية أو تجميدها على الأقل مؤقتا..
ثم العمل بجدية على التخلص منها نهائيا وتدريجيا..
المهم: تسجيل موقف بطولي قوي جدا وموجع..
ترتعد له عقول قتلة شيرين أبو عاقلة.. التي ستفرح روحها كثيرا بهذا العمل البطولي للجزيرة تجاه من أطلق الرصاص عمدا في رأسها ذات يوم إعلامي حزين جدا..
*كاتب جزائري

عن اليمن الحر الاخباري

شاهد أيضاً

ماذا جنينا من السلام مع إسرائيل؟!

المهندس. سليم البطاينة! ذات يوم سُئل الشاعر الفلسطيني (محمود درويش) عن اتفاقيات السلام العربية الاسرائيلية …