الجمعة , مارس 29 2024
الرئيسية / اراء / أي رئيس لأي جمهورية؟!

أي رئيس لأي جمهورية؟!

زاهر العريض*
لم يتفاجأ معظم اللبنانيين بفحوى مسرحية الجلسة الأولى لانتخاب رئيس الجمهورية، بالنسبة لهم نتائجها معروفة مسبقاً، ولا ترتقي حتى للاهتمام في القراءة السياسية للأرقام والوقائع والنصاب، ولا لخيارات الموالاة والمعارضة وإشكالية التغيريين، إنّما جاءت لتؤكّد على الهوة الحقيقيّة بين المنظومة السياسيّة وواقع حال اللبنانيّين، وهذا ما عكسته مشهدية الجلسة التي طغت عليها (النهفات )، فتحوّل بعض نواب الأمّة الى مهرجين فاشلين، وتحوّلت الجلسة إلى هرج ومرج، في الوقت الذي يبحث المواطن اللبنانيّ عن كرامة العيش في دولة خارج الخدمة كليّاً وفي انهيار كامل لجميع مرافقها، دولة لا تنتج إلّا الأزمات ولا تصدّر سوى قوارب الموت. حين يفقد الإنسان كرامة العيش، يصبح كلّ الوطن قارب يغرق في المجهول.
هذا هو الفراغ الذي يختصر أزمة المؤسسات والنظام والمنظومة والعقلية السياسيّة في لبنان، فلا الرئيس رئيساً ولا الجمهورية جمهورية.
المفارقة أن الشغور الرئاسيّ سيحمل علامات استفهام (كما حصل الشغور الرئاسيّ في عام 2014 ) حول قدرة الطبقة الحاكمة على إدارة النظام اللبناني وقدرة هذا النظام على استيعاب المشاكل المزمنة والمستجدة والتأقلم معها. ولكن هذه المرة أمام استحقاقات وتحديات جمّة… من ترسيم الحدود، تفعيل الحكومة وانتخاب رئيس للجمهورية، والاحتقان الاجتماعيّ والانهيارات الاقتصاديّة والماليّة، والمتغيرات العربيّة والإقليميّة والدوليّة الكبرى.
في هذه المرحلة المفصلية، لم تكن جلسة 29 أيلول الرئاسيّة سوى مسرحية لنظام ديمقراطي في الشكل، وطائفيّ مذهبيّ في الجوهر، سيناريو مبتذل يتكرّر مع كل استحقاق، مقولات ورفع الشعارات (السيادة والسياديّين ولا سياديين)، كل ذلك أصبح كذبة سمجة وسمسرة رخيصة، في وطن الولاءات الخارجية والاستدانة والتسوّل، والانفصام المتجذّر… نعم إنّه الانفصام، إنفصام الحكم والشعب.
إنّها مهزلة الشعب الذي أعاد انتخاب هذه الطبقة السياسيّة، وهذه الطبقة السياسيّة التي اعادت انتاج هذه المنظومة، التي دمّرت الحجر والبشر.
إنّها الحاجة الى إعادة صياغة الأسئلة الملحّة، أي لبنان وأي إنسان نريد،أي دستور لأي مجتمع، وأي رئيس لأي جمهورية؟
لبنان في إنسانه المبدع، وامتداده وحيوتيه، لبنان في حريته وقوّته، لبنان في سيادته ومقاومته، أم لبنان في ضعفه وولاءاته، في طوابير الذلّ وفقدان كرامته…
*كاتب لبناني

عن اليمن الحر الاخباري

شاهد أيضاً

ماذا جنينا من السلام مع إسرائيل؟!

المهندس. سليم البطاينة! ذات يوم سُئل الشاعر الفلسطيني (محمود درويش) عن اتفاقيات السلام العربية الاسرائيلية …