محمد عيدروس العمودي
في مثل هذا اليوم انكسرت أسطورة الجيش الصهيوني وثأر العرب للهزائم التي لحقت بهم خلال حروب سابقة على يد إخواننا أبطال الجيش المصري ، لتستعاد ، على إثر الحرب التي انطلقت الساعة الثانية ظهرا في 6 أكتوبر 73 م ، شبه جزيرة سيناء التي كانت تخضع للإحتلال الصهيوني .
عقب بدء الهجوم حققت القوات المسلحة المصرية ومعها القوات السورية أهدافها من شن الحرب على إسرائيل، وكانت هناك إنجازات ملموسة في الأيام الأولى للمعارك، فعبرت القوات المصرية قناة السويس بنجاح وحطمت حصون خط بارليف وتوغلت 20 كم شرقاً داخل سيناء، فيما تمكنت القوات السورية من التوغل إلى عمق هضبة الجولان وصولاً إلى سهل الحولة وبحيرة طبريا .
لكن كالعادة ، حالت القوى الخارجية وعلى رأسها الولايات المتحدة بالتعاون مع خونة من أبناء جلدتنا ، دون القضاء على الورم الصهيوني الطارئ في جسد الأمة، ليتم إنقاذ الكيان من الهلاك ، فعلى الجبهة المصرية فتحت ثغرة الدفرسوار وعبرت قوات الكيان للضفة الغربية للقناة وضرب الحصار على الجيش الثالث الميداني ومدينة السويس ولكنه فشل في تحقيق أي مكاسبَ استراتيجيةٍ سواءً باحتلال مدينتي الإسماعيلية أو السويس أو تدمير الجيش الثالث أو إجبار القوات المصرية على الانسحاب إلى الضفة الغربية مرة أخرى، أما على الجبهة السورية فتمكن من رد القوات السورية عن هضبة الجولان واحتلالها مرة أخرى .
وعلى الرغم من ذلك ، ستظل حرب أكتوبر أو حرب العاشر من رمضان كما تعرف في مصر أو حرب تشرين التحريرية كما تعرف في سوريا أو حرب يوم الغفران (بالعبرية: מלחמת יום כיפור، ميلخمت يوم كيبور) كما تعرف لدى الكيان الدخيل الملحمة التي خلدت بدماء شهداء مصر وسوريا ومن شارك معهم من الدول العربية، ومرغت أنوف الكيان في وحل برليف بعد خمسة حروب انتهت باحتلال فلسطين وهي حرب 1948 (حرب فلسطين) وحرب 1956 (حرب السويس) وحرب 1967 (حرب الستة أيام) وحرب الاستنزاف (1967-1970) .
مبارك لمصر العروبة هذه المناسبة العظيمة، وعقبى للتحرير الثاني لكافة أراضي فلسطين المحتلة ، وعلى أمل صلاة تكتب لنا بإذنه تعالى في الأقصى المبارك.