الجمعة , مارس 29 2024
الرئيسية / اراء / مجموعة “السبع الصناعية” والبلدان الفقيرة!

مجموعة “السبع الصناعية” والبلدان الفقيرة!

د. بسام روبين*
يعتبر قرار مجموعة الدول الصناعية السبع قرارا تصعيديا متحركا ضد روسيا والإنسانية جمعاء ،وقد يلحق أضرارا كبيرة بالعديد من الدول الفقيرة التي تبني موازناتها على أسعار إفتراضية معقولة للنفط الخام ،وربما تتحرك G7 مستقبلا نحو أوبك بلس لنفس الغاية.
ويمكن تصنيف هذا القرار بأنه من القرارات الغير مدروسة فلا أحد يستطيع التنبوء الدقيق بتأثيرات هذا القرار على روسيا وباقي دول العالم وينظر للدول الأوروبية المشتركة في هذه المجموعة بأنها تطلق الرصاص على أقدام شعوبها الأوروبية التي تعاني أصلا من أزمات إقتصادية مختلفة يتصدرها شح وارتفاع كبير في أسعار الطاقة.
ومن المتوقع ان يكون تأثير هذا القرار على روسيا محدودا ولا يتجاوز نسبة 3 بالمئة من واردات الطاقة فروسيا أوجدت مبكرا أسواقا بديلة متعددة في آسيا ويكفيها سوقي الصين والهند ،أما الدول الأوروبية والدول النامية فهي من ستتلقى الضربة القاضية عندما تبدأ أسعار النفط بالارتفاع التدريجي قبل كانون اول ومواصلة الارتفاع.
والغريب في الموضوع أن الدول الغربية والنامية أيضا تقف متفرجة حيال هذا القرار الذي قد يصيبها بالضرر ويلحق بهم خسائر غير متوقعة ،ويبدو أن الدول السبع قد نسيت أن روسيا وكازاخستان يمتلكان 42 بالمئة من الوقود النووي في العالم ،واذا أتخذ أي قرار بوقف تصدير هذا النوع من الوقود إلى أوروبا فربما يكون ذلك سببا في توقف معظم المحطات النووية ،وبالتالي تفاقم أزمة الطاقة وارتفاع أسعارها بشكل غير مسبوق وتعريض المواطنيين الأوروبيين لبرد قارص لم يسبق أن جابهوه.
ولا أعرف ما هو السبب الذي يستدعي مجموعة الدول هذه لاتخاذ مثل هذا القرار الخاطيء وهل هي لعبة شد الحبل أم أنها دواليب اليانصيب ،ومن الذي يمنعهم من إجبار الرئيس الأوكراني على قبول التفاوض مع روسيا وتجنيب شعبه دمارا يوميا وإنقاذ العالم من أية مفاجئات نووية قد تحصل نتيجة لارتكاب أي من الأطراف المتصارعة أو الداعمة خطأ ما. وأعتقد هنا أن العالم كله قد يكون مهددا نتيجة للقرارات التصعيدية الغير مدروسة، وينبغي أن يتحرك حكماء العالم المفقودين حتى اللحظة لضبط إيقاع الحرب ،وإحلال السلام ومعالجة الخصومة بالطرق السلمية العادلة.
حفظ الله هذا العالم وجنبه شر الدمار.
*كاتب أردني

عن اليمن الحر الاخباري

شاهد أيضاً

ماذا جنينا من السلام مع إسرائيل؟!

المهندس. سليم البطاينة! ذات يوم سُئل الشاعر الفلسطيني (محمود درويش) عن اتفاقيات السلام العربية الاسرائيلية …