اسيا العتروس*
نعم هذا هو حال اطفال غزة الذين خبروا كل انواع جرائم الاحتلال من اغتيال و قصف و تجويع و ابادة جماعية , و هم لا يسألون عن ملابس العيد و هدايا العيد و لا ينتظرون لعبا ينسون معها ازيز القنابل و صوت الصواريخ و كابوس الاجتياحات المستمرة ليلا نهارا …اطفال غزة و بينهم من بترت اطرافه دون تبنيج يسألون العالم هل هناك قصف يوم العيد؟… و قناعتنا انه لا احد اليوم يملك الشجاعة ليقدم اجابة مقنعة لاطفال غزة المحرومين من حقهم في الحياة و هم الذين يواجهون بصلابة مذهلة و صبرعجيب كل المحن امام احد اعتى جيوش الاحتلال المدعوم من كل العالم بالعتاد و المال و السلاح …
لن نكشف جديدا اذا اعتبرنا ان العدوان على غزة اسقط كل الاقنعة وكشف سوءات النظام العالمي البائس الذي افلس رصيده في بورصة القيم الاخلاقية الكونية المشتركة التي تذبح كل يوم في غزة …
طبعا نحن لا نتحدث هنا عن النظام العربي و الجامعة العربية التي اصابها العقم و لم تعد لا جامعة و لا عربية بعد ان سقطت في كل الاختبارات و تحولت الى شاهد اخرس على ما يجري في غزة الشهيدة …
نعم يحل عيد الفطر هذا العام بالتزامن مع دخول حرب الابادة التي يشنها الاحتلال الاسرائيلي على غزة شهرها السابع على التوالي دون ادنى مؤشرات حقيقية حول احتمال ايقاف العدوان قبل ظهور هلال العيد …تماما كما انه لا يبدو للتحولات المهمة التي تسجل في المواقف الدولية بما في ذلك مواقف الدول الحليفة و الداعمة لكيان الاحتلال في هذه الحرب تأثير على ارض الواقع و الدفع للاتزام بقرار مجلس الامن الدولي بايقاف الحرب بعد امتناع الحليف الامريكي عن الفيتو , والاستجابة لطلب السلطة الفلسطينية للاعتراف بالدولة الفلسطينية و معها الاتزام بقرار محكمة العدل الدولية و مجلس حقوق الانسان بجنيف و بكل القرارات الاممية و الحقوقية التي ما انفكت تدعو لانهاء حرب الابادة المفتوحة ضد مليوني فلسطيني في غزة .. و الى أن يتحقق شيء من ذلك يبقى العدوان سيد المشهد و تبقى الة القتل و الدمار الاسرائيلي و رغم الانسحاب من مدينة خان يونس جاهزة للمزيد و تحديدا لارتكاب مجزرة اخرى في مدينة رفح ..
لا خلاف اننا ازاء كيان ارهابي وريث عصابات الهاغاناه و الشترن و قد تعود على التطاول و استصغار العالم بأسره و قد اكدت مختلف المجازر التي ارتكبها منذ اعلان تاسيسه من رحم الامم المتحدة التي سيتمرد عليها أنه لا يقف عند حد لتحقيق اهدافه التوسعية و الاحتلالية لسبب مهم لا نخاله يغيب على اعين ملاحظ و هو ان هذا الكيان لم يسبق له ان تعرض للمحاسبة او المسائلة و لم يسبق له ان دفع ثمن جرائمه الموثقة في سجلات الامم المتحدة … سيسجل التاريخ ان اهالي غزة امضوا سبع اشهر على وقع الجحيم بين مثلث القصف الجائر على مدار الساعة و بين الجوع القاتل و الخوف مما يخطط له الاحتلال …
ما يحدث ان غزة انتقلت للعيش ال الحياة البدائية الاولى حيث يعيش الناس في خيم تغيب معها ابسط مقومات احترام الذات البشرية و يقتاتون على الاعشاب و الخبيزة و اعلاف الحيوانات ان توفرت و يشربون المياه الاسنة و يطبخون على الحطب يحدث كل ذلك فيما يتابع العالم اطوار هذه الحرب الجماعية على المباشر.. اكثر من اربعة عشرة طفلا في غزة قتلوا و اكثر من اربعين الف اصبحوا يتامى بسبب هذه الحرب دون اعتبار للمفقودين تحت الانقاض و المهددين بسبب الجوع و الامراض …..غزة في عيدها تردد ما قاله المتنبي باي حال عدت يا عيد.. ونحن بدورنا نقول هل ان من شاركوا في بتراعضاء اطفال غزة لن يتمكنوا من بتر احلامهم وهم الاطفال الابطال الذين يعلمون شعوبا و دولا اصابها العقم كيف يكونون احياء.
*كاتبة تونسية
شاهد أيضاً
كشف المستور في كتاب الحرب المنشور!
محمد عزت الشريف* لم يكن طوفان الأقصى محضَ صَولةٍ جهادية على طريق تحرير الأقصى وكامل …