حمدي دوبلة*
-عمد اللوبي الصهيوني، منذ عقود طويلة، على احكام سيطرته، على وكالات الأنباء الدولية، وعلى كبريات وسائل الاعلام العالمية، وسخرها لخدمة مشاريعه الاجرامية، والتغطية على جرائمه وانتهاكاته، وجعلها مطية لأجندته، ومنصات لحمايته والتبرير لممارساته، وتبييض صورته البشعة، عبر دعاية واسعة النطاق، لا تتوقف ليلا أو نهارا، بكم هائل، من الأكاذيب والحملات الدعائية المتواصلة، التي ما فتئت، تصوّر رقيه ومدنيته، وتتباكى على مظلوميته، ومشروعية توجهاته.
-هذه الاستراتيجية، التي عُرفت في العُرف الإعلامي، بنظرية التدفق الاخباري، من الشمال إلى الجنوب، وبدعم انظمة الاستكبار والاستعمار العالمي، وبتخاذل عربي رسمي، نجحت إلى حد كبير، في جعل الكيان الغاصب، أكثر نفيرا وتعاطفا، من قبل شعوب بلدان الدعم والاسناد، رغم كل ما عاناه، ويعانيه الشعب الفلسطيني، وأبناء الأمة العربية والاسلامية، من وحشيته وبشاعته، لأكثر من سبعين عاما.
-اليوم، وبعد أكثر من مائتي يوم، من المجازر والمذابح الصهيونية، النكراء وغير المسبوقة، في التاريخ بوحشيتها وبشاعتها في قطاع غزة، ظهر فشل وعجز ماكينة اللوبي الصهيوني الاعلامية، عن تلميع الكيان، وإخفاء جرائم قادته الارهابيين، وتعطشهم لسفك دماء الأبرياء من الفلسطينيين، وعن التغطية على نزعاتهم الشريرة، وعشقهم المجنون للتخريب والتدمير، والضرب بكل القوانين والاعراف والمبادئ الدولية والانسانية، عرض الحائط.
– الحراك المتصاعد، لطلاب الجامعات الأمريكية، ومعها العديد من كبريات الجامعات، في أوربا واستراليا، والتي بلغت ذروتها خلال الساعات الماضية، وتعالي صرخات حملة الضمير الانساني، في مشارق الأرض ومغاربها، كانت دليلا واضحا، على تلاشي واضمحلال سيطرة اللوبي الصهيوني، على الرأي العام العالمي، والتحكّم في ميوله وتوجهاته، رغم حملات القمع والاعتقالات والتضييق والتهديدات، التي تعرض ويتعرض لها الطلبة والناشطون، من قبل انظمتهم وحكومات بلدانهم، الشريكة للقتلة والمجرمين، في مذابحهم بحق أطفال ونساء غزة.
-بدأ الرأي العام العالمي، يتململ ويعبر صراحة، عن رفضه لتلك الممارسات الإرهابية، ويعلن بأعلى صوته، مناهضته لسياسات الدعم المطلق للكيان، ولسفاحي تل أبيب، الذين راحوا يتفننون في ابتكار أساليب القتل والتنكيل والتعذيب، لأكثر من مليوني مدني، يواجهون فعليا جريمة الإبادة الجماعية، قتلا وسحلا وتجويعا، في مذبحة كبرى، ليس بحق الشعب الفلسطيني فحسب، بل بحق الانسانية جمعاء، وبحق كل القيم والمبادئ والاخلاق والشرائع السماوية والأرضية.
– أمام هول وفظاعة الإجرام الإسرائيلي، سقط مفعول وتأثير ماكينة اعلام اللوبي الصهيوني، وسقطت معها أمريكا، وكل مزاعمها بقيادة “العالم الحر” وتبنّي قيم الحرية والحقوق الانسانية، وحرية الرأي والتعبير، وهي تلاحق الناشطين، وأصحاب الضمائر الحية من مواطنيها، وتسوقهم بالمئات، إلى السجون والمعتقلات فقط، لأنهم رفضوا جرائم الجلاد المتوحش، وأبدوا تعاطفا مع الضحية وصدحوا بما أملته عليهم ضمائرهم وانتماؤهم الانساني.
*نقلا عن صحيفة الثورة
شاهد أيضاً
مسؤولون دوليون يؤيّدون مذكرتيْ محكمة “لاهاي” ويؤكدون التعاون لاعتقال مجرمي الحرب نتنياهو وغالانت
اليمن الحر الاخباري/ متابعات أعلن عدد من المسؤولين الدوليين والجهات والمنظّمات حول العالم ترحيبهم بصدور …