الجمعة , نوفمبر 22 2024
الرئيسية / اراء / مستقبل الوحدة اليمنية.. وما لها وما عليها..!

مستقبل الوحدة اليمنية.. وما لها وما عليها..!

علي محسن حميد*
انتظرناها طويلا .كانت الوحدة تهمة.ضحينا بشبابنا بضمير مرتاح من أجلها. سجن الألاف وعذبوا واتهموا بما ليس فيهم. حلمهم تبخر وسرق. سجن الألاف لأن الوحدوية كانت ترقى إلى العمالة. كل وحدوي كان يتهم بأنه عميل للجنوب وحامل لفكر مستورد يجب قمعه وسجنه واضطهاده مدى الحياة وتشويهه وكأن ثورة سبتمبر قامت لتثبيت الأمر الواقع وليس التغيير والتحول إلى الأفضل.اتهمنا العهد ” البائد” ولانزال بالعزلة والتخلف ونحن في نفس المكان مرابطون. العزلة هي الصمت الذي تفشى وقبول سوء الحال ونوم الضمير وقوقعته حول مصلحة أنانية غالبا غير مشروعة. العهد البائد لم يشهد الفساد الذي نعيشه ولا العمالة التي نعاني منها وندفع ثمنها من حاضرنا ومستقبلنا.اليمن لم تتغير إلا قليلا ويكفي الاطلاع على مايكتبه الغير عنا وماتتحدث به أرقام وإحصائيات البنك الدولي وكافة المنظمات الدولية ومراقبي الشأن اليمني.في التعليم نحن الأسوأ. في الصحة نحن في ذيل القائمة.في الفساد
نحن في أعلاها. في الانتخابات كنا أفضل من يُزورها.في الحكم الرشيد نحن أول من يفتقده.في حمل السلاح وقتل الأخ لأخيه نحن الأوائل ومن يحملون السلاح أكثرمن عشرة أضعاف من يحملون القلم. في الرزق الحرام الداخلي والخارجي حدث ولاحرج ونسعى إليهما سعي الوحوش. في الوطنية نقبض من هنا وهناك ونحاضر فيها ونتزاحم على من هو الوطني الأول بلا منازع ونتهم الغير ونبرئ أنفسنا. في الطائفية سيأتي وقت نسابق فيه لبنان. الغير يستخدمها لتعظيم قوته وز يادة نفوذه ونحن نوظفها للارتزاق وإضعاف مجتمعنا وتفكيكه. في التخلف والفقر الحال خير شاهد عليهما ولامزيد.في الخطاب الديني والسياسي والإعلامي،تاريخيا، الهوة سحيقة بين مايقال وبين السلوك ونبُز غيرنا جميعهم بدون استثناء.
رغم ثورتين ووحدة لاشيء استثنائي أو كبير تحقق للناس يستحق الافتخار به.سلطنة عمان كانت وراءنا حتى منتصف سبعينات القرن الماضي واليوم المسافة بيننا وبينها فلكية. استفادت أقلية من الناس قد لاتزيد عن15% من دماء الشهداء والدمار الذي شهدته اليمن في الحروب التي لم تتوقف منذ عام 1962.
قبل الوحدة كنا ولانزال نعاير الجنوبيين بفقرهم وكأن متوسط الدخل عندنا كان يبزدخل دولة صناعية ولن أقول نفطية .لم يلتفت منا إلا القليل بمن غدر بالوحدة والبعض يعبد الصنم حتى اليوم. تقول له : فعل.قتل.سرق.قسّم.اتبع سياسة فرق تسد.حارب في الجنوب وفي الشمال وقبض من الخارج وهرب البلايين من الدولارات من أموال شعب فقير جدا إلى الخارج ومع هذا فكل مافعله وارتكبه من جرائم ذات مذاق حلو وزي العسل وتتهم بأنك من الدنق لأنك قلت يوما ماكفى وفشلت مؤقتا. كيف يمكن رد الاعتبار للوحدة وللوحدويين الحقيقيين وترميم ماانكسر والتفكير والعمل الجاد لتحقيق مصالح الناس والحفاظ على سيادة واستقلال وكرامة الوطن؟. هذه مهمة تاريخية لايوجد حامل لها. للأسف.الكل فشل. الكل تواطأ.ومن لم يقبض من قبل يقبض اليوم. إن من صدمونا بتحولهم وبتناقضهم مع ماكانوا يعتقدونه ويبشرون به عصي على الحصر. ومالناش في الطيب نصيب.
*نقلا عن رأي اليوم

عن اليمن الحر الاخباري

شاهد أيضاً

كشف المستور في كتاب الحرب المنشور!

محمد عزت الشريف* لم يكن طوفان الأقصى محضَ صَولةٍ جهادية على طريق تحرير الأقصى وكامل …