بسام ابو شريف*
تأخير جواب نتنياهو يصب في مخططه الذي يحاول من خلاله الدفع بكل قوى الجيش الاسرائيلي وخيرة جنوده كما يسميهم هو لتثبيت قدم في بلدة او قرية من بلدات وقرى جنوب لبنان ليحتفل بانتصار على عتبة الموافقة على وقف اطلاق النار وذلك لفرض شروطه على حزب الله …
لعبة الدجال سوف تفشل على يد ابطال رجال المقاومة الاسلامية حزب الله في كل بقعة وشبر من جنوب لبنان ولكن علينا ان نقول ونحن من المقاومين بان تكتيكات اخرى يجب ان تتبع لكسر جناح نتنياهو واهمها تكتيك اخذ الاسرى جرحى كانوا ام على وشك الموت لا بد من اخذ الاسرى لكسر جناح نتنياهو اضافة لاعتبار تل ابيب موازية لبيروت والقصف يجب ان لا يتركز فقط على نقاط عسكرية بل ليضربوا كما يضربون اهلنا حتى يذوقوا لوعة القصف على المدنيين العمارة السكنية بالعمارة السكنية كما ضربوا في الباسطة يضربون في شارع بيكاسو كما ضربوا في راس النبع يضربون في تل ابيب واضربوهم كما ضربوكم وبما ضربوكم ايضا .
من الجدير ان نبدأ هنا في الحديث عن حسابات الساعة بالمقاييس التي تجري الحسابات فيها في واشنطن فالذي يحصل في واشنطن امر واضح للذين يتبحرون ويتابعون الهيئات الداخلة للبيت الابيض والهيئات الخارجة من البيت الابيض فالصراع بين الذين فازوا في الانتخابات وبين الذين خسروا الانتخابات ما زال قائما والحقيقة انه ما زال قائما بطريقة واضحة وطريقة الانتقام قبل الانفصال …
ماذا نعني بذلك!
في الحملات الانتخابية سواء التي قادها ترامب او التي قادتها هاريس اعلن كل واحد منهم عن برنامجه وركز المتنافسان على الموضوع الاقتصادي الداخلي في الولايات المتحدة وهذا في حقيقة الامر هو هو اكثر الامور اهمية لدى المواطن الاميركي الذي يريد ان تخفض ضرائبه وان يزداد دخله وان يأخذ من الدولة ومن الهيئات الفدرالية ما يساعده في هذه الحياة من النواحي الطبية والغاء الرسوم وثمن الواء المتعلق بالأمراض المستعصية وغيرها من الادوية الغالية جدا لكن بطبيعة الحال يقود كل طرف من الطرفين يقود حربا حتى يسرق المائدة للداخلين وهي في فوضى كاملة وتصل الى حد الشردقة …
والداخلين يحاولوا ان يلصقوا تهم الفشل والفشل الذريع وافقار الولايات المتحدة واضعافها للخارجين من البيت الابيض …
والمثل الذي يهمنا هنا ذكره والتأكيد عليه هو ان دونالد ترامب ركز عليه في المناظرة اليتيمة مع بايدن والتي كرسحه كاملة فيها اعلن فيها انه لو كان رئيسا للولايات المتحدة لما حصلت الحرب بين روسيا واكرانيا …
ليس هذا فحسب بل اعلن في نفس المناظرة ولاحقا انه يستطيع ان يوقف الحرب خلال اسبوع وانه يستطيع ان يتفاهم مع بوتن على حل سياسي وايقاف هذه الحرب التي تكاد تدفع العالم نحو حرب عالمية ثالثة .
دونالد ترامب اعلن اكثر من مرة في حملته الانتخابية انه في عهده لن تشن حرب واحدة اي ان عهده خلا من اعلان الحروب على الشعوب او على البلدان ولن يدخل الولايات المتحدة في مجرى تخسر فيه مئات المليارات من الدولارات مقابل حلمها ان تكسب من بيع السلاح نفس القيمة التي تخسرها على شن الحروب ولكن ترامب يعلم وبايدن يعلم ولهذا ابتسم ساخرا دونالد ترامب حينما قال ان حلفاء امريكا ياخذون السلاح من امريكا مجانا وهذا ما يدفعه المواطنون الامريكيون فلماذا تشن الحروب هل من اجل افقار الولايات المتحدة الا اذا كان بايدن يدفع باتجاه الحرب العالمية الثالثة …
اذن دونالد ترامب في صراع قبل دخوله البيت الابيض مع بايدن وهاريس قبل خروجهما من البيت الابيض في صراع يحاول كل طرف زج الطرف الآخر على طاولة معقدة مليئة بالكمائن مليئة بالعقبات ومليئة بالقضايا التي يصعب حلها نتيجة زيادة التعقيد التي ادخلها بايدن في آخر ايام حكمه على الاوضاع في العالم واهم منطقتين في العالم ادخل اليهما بايدن التعقيد الخطير والتعقيد التصعيدي ودفع الامور باتجاه حروب اوسع مساحة واوسع من حيث نمط الاسلحة وخطورتها الى ان وصلت لحد التهديد باستخدام السلاح النووي.
ولا شك ان الاطراف الاخرى في الصراع الدائر في اكرانيا واعني هنا روسيا والصراع الدائر في الشرق الاوسط واعني هنا ايران وفصائل المقاومة في لبنان وفلسطين واليمن والعراق وسوريا هذه الاطراف تخوض معارك قبل ان يستوي العدس على النار وقبل دخول ترامب البيت الابيض وقبل خروج بايدن من البيت الابيض فقد اعطى بايدن الاذن للاوكرانيين باستخدام البعد الاخير للصواريخ الامريكية وهذا يعني ضرب العمق الروسي وضرب العمق الروسي يعني ضرب مصانع الطائرات ومصانع الصواريخ ومصانع المسيرات وكل الصناعات العسكرية وغير العسكرية التي تصلها مديات الصواريخ الامريكية التي قدمها الناتو لزيلنسكي والتي يستخدمها الآن ويرتب اطلاقها نتيجة عدم خبرة الاوكرانيين هم رجال الناتو وضباط الناتو اي ان من يشن ضربات الصواريخ بعيدة المدى هذه هو حلف الناتو وهذا يجعل من الحرب العالمية اقرب بخمس خطوات وليس بخطوة واحدة ومباشرة افرج بوتن عن السلاح الجديد الصاروخ الجديد هو صاروخ يسبق سرعة الصوت ويجعل من الصعوبة التصدي له واعتراضه وقوته التدميرية قوة هائلة وقبل شبرين او مترين او كيلومترين من الصاروخ النووي وامر فورا نتيجة نجاح التجارب بانتاج هذا الصاروخ وتمثيله بالسلاح الداخل في الخدمة وتوزيعه فورا على القوات الروسية وبذلك اقدم بوتن على الخطوات التي جعل الفارق من خط الحرب العالمية فارقا بسيطا هذا الامر عقد لترامب تنفيذ وعده للامريكيين بانهاء حرب اكرانيا وحله حلا سياسيا والاتفاق مع بوتن على الحل وبحيث ينعم المواطن الامريكي بالتكاليف الهائلة التي تكلفها دافع الضرائب الاميركي من اجل تمويل زيلنسكي واكرانيا في حربها على روسيا وهذا الامر ليس من اجل عيون زيلنسكي او الاوكرانيين بل من اجل اضعاف روسيا وانهاكها اقتصاديا ودفعها للخلف تخلفا عن السباق التي كانت على وشك الفوز فيه مع الولايات المتحدة.
اذن امام دونالد ترامب تحدي الوصول لاتفاق حول الاتفاق لوقف اطلاق النار والبدء بمفاوضات دبلوماسية حول اكرانيا والاراضي الروسية في اكرانيا واليوم اقدم زيلنسكي على البوح في تصوراته وقال ان العا م 25 هو عام وقف الحرب في اكرانيا وان اكرانيا سوف تخسر 40 بالمئة من الاراضي الروسية حسب قوله ان زيلنسكي توقع وقف الحرب في العام القادم والعام القادم هو على مرمى حجر منا فنحن في نهاية نوفمبر وشهر ديسمبر هو الذي يفصلنا عن العام 25 اذن سيدخل ترامب البيت الابيض مع بداية العام 25 وزلنسكي يتوقع انهاء الحرب في العام 25 ولا شك ان المفاوضات سوف تأخذ وقتا ولكن على ترامب ان يعد نفسه للنعقيدات التي ادخلها بايدن في الساعات الاخيرة على ميزان القوى في الميدان والاذن الذيي اعطي من الناتو والاوروبيين والولايات المتحدة لاستخدام الصواريخ في العمق الروسي …
وهذا يعني ان لدى زلنسكي اوامر من بايدن لاستخدام الصواريخ وضربها في العمق الروسي من الآن وحتى العام 25 اي شهر كامل من استخدام الصواريخ بعيدة المدى في الحاق الضرر والتدمير بمصانع روسية ومصالح روسية واضعاف الاتحاد الروسي.
كيف يستطيع ترامب ان يؤثر بسرعة في الموقع الاكراني او كيف يستطيع ان يرد اللطمة التي وجهها بايدن له باعطاء الاوكرانيين اذنا واعطاء الناتو امرا باستخدام الصواريخ على المدى البعيد في العمق الروسي.
لابد هنا من الربط بين ما يدور في اكرانيا وسياسة بايدن في اكرانيا وسياسة بايدن في اسرائيل ودعمه لاسرائيل في كل الاشكال وكل الاسلحة وكل المضادات والاسطول الاميركي وحاملات الطائرات وعشرة آلاف ضابط وجندي يقاتلون في صفوف الجيش الاسرائيلي قدم بايدن مشروعا لوقف اطلاق النار على الحدود اللبنانية الاسرائيلية او فلسطين المحتلة وكلف الجندي الاسرائيلي السابق والمواطن الاميركي اللاحق هوكشتاين كلفه بان يكون وسيطا امريكيا بين اللبنانيين حكومة ومسئولين وبين الاسرائيليين في وقف اطلاق النار وذلك بعد ان تأكد الاميركيون ابتداء من وزارة الدفاع وضباطها والبيت الابيض ومسئوليه ومجلس الامن القومي ومسئوليه تأكدوا ان حزب الله لديه القدرة على التصدي لاسرائيل ومنعها من التقدم والحاق الخسائر الباهظة بها كما شاهد كل الناس على شاشات التلفزيون والنتائج التي ادت الى فشل نتنياهو فشلا ذريعا في تحقيق مكسب واحد او احتلال قرية في جنوب لبنان ليقول انه انتصر في المعركة وانه سيفرض شروطه على المقاومة اللبنانية او من خلالها على الحكومة اللبنانية لقد فشل وافشل معه كل الجهات الداخلية في لبنان التي تقف الى جانب مخططات اميركا وليس الى جانب المصالح الوطنية اللبنانية لذلك يقف دونالد ترامب امام مشكلة معقدة فهو من ناحية متحالف مع نتنياهو واعطاه وعودا كثيرة اثناء حملته الانتخابية ولقاءاتهما السرية او مبعوثي ترامب للقاءات سرية مع نتنياهو ولذلك تقديري ان ترامب بحث مع نتنياهو استخدام عدم قدرة الجيش الاسرائيلي لاقتحام الحدود واحتلال الجنوب استخدامها من اجل اشعار العالم والاميركيين بان نتنياهو رئيس وزراء اسرائيل وبعد كل التوصيات التي جاءت من كبار الضباط ومن السياسيين لقبول مقترح حمله هوكشتاين الجندي الاسرائيلي الوسيط الاميركي اي ان يلعب نتنياهو لعبة الخداع الصهيونية المعروفة فنتيجة فشله لا يستطيع ان يدعي الانتصار او النصر او تحقيق اي شكل من اشكال الانتصارات ونتيجة لصمود ابطال الجنوب وصدهم للعدوان لا يستطيع ايضا ان يقول ان له الغلبة في الميدان بل ان الميدان يتحدث عن نفسه ويقول ان هؤلاء ذوي البأس الشديد ذوي البأس القوي هؤلاء الابطال من المقاتلين الشجعان الذين يضحون في سبيل الامة وسبيل الوطن هم الذين سيطروا على الميدان واجبروا العدو على الانكفاء ودفعوه ثمنا باهظا جدا في القتلى والجرحى وانشغلت هيلوكبترات العدو في الذهاب والاياب لنقل الجثث من الميدان الى المستشفيات بالنسبة لدونالد ترامب تأثير نتنياهو تعني انه لم ينجح في تحقيق ما حمله هوكشتاين المبعوث الاميركي للبنان واسرائيل وهذا يعني هزيمة للرئيس بايدن قبل خروجه من البيت الابيض وهزيمة لهاريس قبل خروجها من البيت الابي ض اي ان ما عقده بايدن في اكرانيا عقده له ترامب في اسرائيل وباتفاق مع نتنياهو وليس اجبارا لنتنياهو .
رغم ذلك يستمر نتنياهو ببعض القرارات التي يعتبرها كبار الجنرالات جنونا حقيقيا وخللا في التوازن العقلي لنتنياهو اذ يدفع دفعة وراء دفعة بكتائب الغولاني نجو القرى اللبنانية ورغم الخسائر الباهظة التي يدفعها الجنود الاسرائيليون والضباط رغم ذلك يستمر نتنياهو في اجبار العسكريين على ارسال الجنود نحو كمائن محكمة حضرها لهم ابطال حزب الله ابطال المقاومة اللبنانية الاسلامية الوطنية ابطال هذه الامة ،
هذا يعني ان المعركة التي يخوضها ترامب مع بايدن بدأت قبل دخول ترامب البيت الابيض وهذه المعركة ستكون حامية الوطيس وسيفعل ترامب كل ما يستطيع لقطع المساعدات عن اكرانيا وايقاف ارسال السلاح لاوكرانيا والحد من تصرفات الناتو المنفردة وسيشجع الدول
اوروبية على اللحاق بموقفه لان الدول الاوروبية ايضا ضاقت ذرعا بما تدفعه وما تعطيه لاوكرانيا والتي تشكل خسارات لميزانياتها وتشكل ضربا لدخل مواطنيها هذا الذي سيتبعه دونالد ترامب وسيحاول ترامب استخدام علاقات ايران مع روسيا الاتحادية من كل النواحي لن يبدأ مع ايران برفع المطرقة ليضرب بل سيحاول استخدام العلاقات والمفاوضات بانهاء الحرب الاكرانية مع روسيا للتأثير على الموقف الايراني من حليف لايران هو الاتحاد الروسي ولذلك المعارك ستستمر ولن تتوقف وهذه الفرص يجب ان يستغل حزب الله وقوى المقاومة في اليمن وفلسطين والعراق ان يستغلوا هذه الفرص لضرب اسرائيل ليل نهار على رأسها حتى تشعر بالهزيمة فورا وبالهزيمة آخرا ولا تستطيع ان تفرض شرطا على احد.
*كاتب فلسطيني
شاهد أيضاً
الخريف الثاني..!
محمد يعقوبي* التمردات المسلحة داخل الأوطان عبر التاريخ، لا تجلب الا الخراب والدمار والمزيد من …